*باءت محاولات المسعفين بالفشل وهم يحاولون إنقاذ الطفلة البريئة من الموت، إثر إصابتها برصاصة في حفل زفاف أحد أقاربها، كانت مسجاة هناك بفستان أنيق وترتسم على وجهها إبتسامة ملائكية، لا تعرف بأي ذنب قتلت، عندما يطالعك خبر مثل هذا في صحف الصباح، تخشى أن تكون الضحية التالية أحد معارفك. *وهذا خبر متكرر نطالعه في صفحات الحوادث يوماً بعد يوم، رغم إختلاف الضحايا لكن سبب الموت واحد، وهو القتل الخطأ بسبب زخات الرصاص التي يمطر بها أحدهم حفلات الزواج، مجاملاً العريس أو العروس فينقلب فرحهم إلى حُزن في التو وفي الحال، إن خفت المصيبة فتكون إصابة رصاص، وأن عظُمت تكون قتلاً خطأ أزهقت به الأرواح، فبدلاً من موكب زفاف يصبح تجمعاً لصلاة الجنازة، وسيراً الى المقابر لمواراة الجُثمان الثرى . *وتلك ظاهرة تشترك فيها الكثير من الدول العربية، يستبدلون الدعوات الصالحات وزغاريد الفرح بزخات الرصاص، وقد صدق نبينا الكريم إذ أخبرنا فقال (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ، فَقِيلَ : كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : الْهَرْجُ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ( *هل يُعقل في القرن الواحد والعشرين أن نستخدم الرصاص تعبيراً عن فرحنا بأحدهم، ما الرابط بين إطلاق الرصاص وبين الفرح، الرصاص مكانه عند قواتنا المسلحة والقوات النظامية الأخرى، ليس في بيوت الأفراح ليحيلها إلى بيوت مآتم، ويجعل ذكرى زواج البعض مربوطة بذكرى موت أحدهم متأثراً بجراحه جراء إطلاق النار. *التساهل من قبل الشرطة في منع هذه الظاهرة ، خصوصاً إنها ظاهرة تعلن عن نفسها بصوت عالي يشُق عنان السماء، وفي كل حي أصبحت هناك نقطة شرطة أو ما يعرف بكشك بسط الأمن الشامل، فلماذا لا يفعل القانون، وبدلاً من إعتبار إقامة حفلات الزواج بعد الحادية عشرة إزعاجاً للجيران، يمكن إعتبار إطلاق النار إزعاجاً وإضراراً بالجيران بنفس المعيار *في محافظة المكلأ اليمنية تم تشريع أمر محلي لإلقاء القبض على العريس الذي يتم استخدام اطلاق النار في حفل زواجه للحد من الظاهرة، ولصعوبة التعرف على مطلق النار في الفرح وقد نجحوا في مكافحة هذه الظاهرة، فليس هناك عريس يرغب في أن يقضي ليلة دخلته في حراسة قسم الشرطة مع المتهمين بدلاً عن قضائها مع عروسته. *تكثُر هذه الظاهرة كلما بعدنا عن المجتمعات الخرطومية، التي تقيم أفراحها في صالات الأفراح التي انتشرت إنتشار النار في الهشيم، بدلاً عن إقامة الأفراح في باحات المنازل وميادين الأحياء السكنية، مما يجعل مراقبتها للحد منها سهلة التحديد. *على الداخلية بالإضافة إلى الجهات الإعلامية وأئمة المساجد ومعلمي المدارس محاربة هذه الظاهرة وليكن شعارهم (من أحياها فقد أحيا الناس جميعاً).