٭ اقتبس اليوم شعار القناة السودانية الوليدة (سودانية 24) عنواناً لهذا العمود، والحقيقة الشعار أعجبني وكذلك القناة برؤيتها الجديدة وهذا ما أحاول الوقوف عنده في ختام هذه الكلمات. ٭ سألتني المذيعة (أماني السيد) في برنامج (خطوط عريضة) بالتلفزيون القومي عن حديث السيد وزير المالية (بدر الدين محمود) بأنه لن يحدث تعويم سعر الصرف ونقترب من تحرير سلعة الخبز. الكلام جاء في سياق حوار دسم كالعادة أجراه زميلنا الصحفي الرقم فتح الرحمن شبارقة بالزميلة الغراء (الرأي العام). ٭ الحقيقة التي كتمتها وأنا على الهواء مباشرة، شعوري بالانقباض لحال الجنيه السوداني واقتصادنا الذي لايستاهل ما يجري له.. قلت: لا اعتقد أن السودان بإمكانيته وموارده في حاجة لأي نوع من أنواع الوصفات المجربة.. فتعويم العملة يهدف أساساً لتعديل وتسوية ميزان المدفوعات لأي دولة في حالة انسداد الطرق أمامه. ٭ التعويم أحد وصفات صندوق النقد الدولي التقليدية المجربة بلا فايدة (ومافي اقتصاد عمل بيها كسب عافية)!! السودان ليس بحاجة لها بتاتاً ولا يحتاج لسياسة التحرير ولايحتاج لأي نظرية جامدة ومستوردة لاتتفق مع الواقع.. المطلوب فقط إعادة التفكير لمنهجية وإستراتيجية، والإجابة على السؤال: كيف يمكن إصلاح الخلل وهيكلة الاقتصاد السوداني وإدخاله في دائرة الإنتاج؟! ٭ الحالة الآن أحسن منها التعويم.. فتدهور سعر الصرف مقابل العملات الأجنبية بات هاجساً للمنتجين والمواطن على حد السواء !! ٭ قبل أيام كنت في حاجة لشراء قطعة غيار بالمنطقه الصناعية بالخرطوم.. قلت للتاجر الذي اتعامل معه: الأسعار دي غالية.. فرد علي ناصحاً: حصّل اشتري بكره بتلقى سعر تاني مع ارتفاع الدولار ناويين نزيد الأسعار!! وتقريباً هذا حال السوق، الآن كل زول رابط سلعه بالدولار حتى لو كانت على شاكلة (طعمية) أو(صعوط( !! ٭ لابد من البحث عن حل (صعب) كفاية الحلول (السهلة) التي لاتقدم بل تؤخر.. المطلوب البحث عن خارطة( طريق) اقتصادية تعالج الخلل في مفاصل الاقتصاد (المتيبسة) بفعل فاعل، كيف نحل مشكلة الزراعة التي تحتاج للتمويل ورفع إنتاجية الفدان.. لا فايدة من زراعة مساحات كبيرة تكلف أموالاً طائلة لنحصد في النهاية (شويه شوالات) (ماجايبة حقها). كيف نحول منتجات الزراعة إلى صناعة تحويلية وكيف ندخل (الحيوان) في دورة زراعية ؟ ٭ إذا تحقق ذلك فلا دولار ولا ين ولا يورو، و(لا يحزنون). ٭ سنعود في( بلد في شاشه)، في شاشة الاقتصاد العالمي.. كما تمنت القناة الجديدة (سودانية 24) والتي قصدت (تحيتها) وأنا اقتبس عنوانها أعلاه. ٭ كنت حاضراً ليلة الافتتاح وتابعتها على مدى يومين فأيقنت أن هذه القناة تحمل رؤية ورسالة وأهدافاً واضحة، وجاءت لتلعب في( الخانة الفاضية) خانة الإعلام الاقتصادي.. ودا البيجيب الأقوان!!