هدوء وترقب خيم على قاعة الإعلام برئاسة الجهورية قبل أن يدلف نائب رئيس دولة جنوب السودان تعبان دينق ومضيفه، كان الزملاء في الإعلام المشاهد نصبوا كاميراتهم ووجهوها ناحية البوابة الرئيسة، دخل تعبان تظهر على محياه علامات الإرهاق والتعب، ربما بسبب مايدور فى دولته الناشئة، لكن ابتسامته لم تفارق شفتيه طيلة زمن الجلسة، فالرجل خرج من مقابلة عاجلة أجراها مع الرئيس البشير الذي بشره ببشريات قد تعيد للجنوب بعض ما فقده خلال سنوات انفصاله عن السودان، وعلى رأسها إعادة استقراره الأمني والاقتصادي واستقرار مواطنيه، تعبان قدم دعوة خطية من سلفاكير إلى البشير لزيارة الجنوب، وفي الأثناء قدم دينق الدعوة شفاهة لصحفيي السودان لزيارة بلاده والوقوف ميدانياً على الأوضاع هناك اصطياد فيل ربما لم يكن في مخيلة تعبان قبل مغادرته مطار جوبا الدولي وحتى لحظة هبوطه على مدرجات مطار الخرطوم، أن تحظى زيارته باهتمام رسمي وشعبي بالمستوى الذي وجده، ويظهر ذلك من خلال تعليقاته المستمرة وإشادته بشعب السودان وحكومته وإعلامه، ثم الأمر الثاني الذي كان مفاجئاً لتعبان أن يصدر توجيهاً من الرئيس البشير بالترتيب الفوري والعاجل لدعم دولة جنوب السودان وإغاثة المتضررين من الحرب، الدعم سيقتطع من المخزون الاستراتيجي إلى بنات وأبناء الجنوب في شكل مواد تموينية تتحرك قوافلها إلى المناطق على طول النيل برياً من الخرطوم إلى أويل ومناطق بحر الغزال، وأكد الرئيس على أن شعب السودان سيتقاسم اللقمة مع أشقائه في الجنوب، وتعهد بأن يكون للسودان دوراً فاعلاً في إعادة استقراره أمنياً، وسيعمل جاهداً على حل أزمة الجنوب داخل البيت الإفريقي، وسيسعى خلال المنابر الإقليمة والدولية لحل الأزمة، مشيراً لوجود استراتيجية ثابتة للتعاون مع الجنوب، وقال إن الوفد الجنوبي انخرط في لقاءات مباشرة، كاشفاً أن اللجنة الامنية المشتركة توصلت إلى تفاهمات ومؤشرات جيدة لحل القضايا العالقة ولتعزيرعلاقات البلدين الجنوب مستقر ورغم كل مايجري بالجنوب من أحداث وصف تعبان الأوضاع بالجنوب بالمستقرة في كافة أنحائه، سواء في الولايات النيلية أو ولايات غرب الاستوائية، وقال إن الوضع تحت السيطرة، وأضاف ( تابعتم خلال الفترة من (7-11) المنصرم بجوبا الأحداث المؤسفة التي أدت لفقد أرواح عزيزة، وكانت هنالك أحداث في قرى غرب الاستوائية، وقعت بعد أن اختار مشار أن يرفع السلاح مرة أخرى، بيد أن مشار دخل الكنغو وعندما خرج من الجنوب عاد الاستقرار، والحكومة سيطرت على الأوضاع، ونحن ملتزمون باتفاقية ايقاد كقيادة للحركة الشعبية المعارضة لتحقيق السلام في جنوب السودان الكبير) تعدي على السيادة واعتبر دينق القرار 2304 فيه تعدي واضح على السيادة القومية لدولة جنوب السودان، مشيراً إلى أنه جاء للخرطوم لطلب دعمها لشعب الجنوب، قبل أن تدعم الحكومة الرسمية بصورة إغاثية، أدعمونا كدولة ناشئة ونحتاج لفترة إجرائية، وأضاف قائلاً (نحن نطلب منكم أن تدعمونا وكلموا الناس ديل قولوا ليهم نحن دولة ناشئة لأنو لوخليتوهم بيخربوا زيادة، والخراب سيصل السودان، نطلب دعم الأجهزة الأمنية والشعبية أنتم أدعمونا). عشم لانقاذ البترول هاجس آخر يقلق دولة الجنوب جعله أحد الأولويات المهمة في أجندة تعبان، وهو قضية البترول والحقول التي توقف انتاجها، باعتبارها إحدى المرتكزات الأساسية التي ترفد الاقتصاد بالجنوب والشمال، والتي تم إغلاقها، وأبدى تعبان قلقه وقال الآن توقف انتاج البترول تماماً فى ولاية الوحدة، نحن نطلب دعم الخرطوم لإعادة نشغيل الحقول بسرعة لدعم اقتصاد البلدين، كما نطلب الدعم فنياً وتقنياً وتكنيكياً.