هي عيوني وعيونك أسباب لوعتي، والعين هي مدخل من مداخل الشيطان إذا استدام النظر أو تكرر، لذا أوصانا الحبيب المصطفى أن نغض البصر، وكما أن العين تصبح مصدر فتنة برؤيتها للأشياء الجميلة الفاتنة والساحرة فإنها أيضاً فيها من الحسد والكره والبغض ما قتل، ولكن ذلك يتوقف على حسد النعم والأرزاق أياً كانت في المال أو العيال أو حتى الصحة ،وتصبح العين أكثر شراً إذا تعودت رؤية القبيح من المناظر واستدامت النظر إليها، وليس أضر بالعين والنفس من مناظر الأوساخ والنفايات والأوساخ البشرية والمخلفات وقد تكون النفايات أكثر ضرراً في عصرنا الحديث خاصة بعد انضمام حفاظات الأطفال الرضع عليها بعد أن أصبحت ثقافة استهلاكية مريعة، وملوثاً بيئياً من الدرجة الأولى. كانت النفايات في السابق أقل خطورة ولا تمثل ضرراً كبيراً على البيئة بسبب نمط الاستهلاك القديم ،فبقايا الكسرة مثلاً يمكن أن تصبح إذا باتت وجبة ليوم جديد أو) مواصة( تجعل من ست البيت إذا فكرت في الذهاب إلى جارتها تمشي مر السحابة لا ريث ولا عجل، وحينها كان طراز النساء المدبرات (هركولة فنق) وهذه تحتاج إلى ترجمة حتى يستوعبها أولاد ميكي. كنا نستهلك كل شيء ونستفيد من بقايا الأطعمة إما بتدويرها أو التصدق بها ولكننا الآن وبسبب ثقافة الاستهلاك خاصة من مستجدي النعم وسارقي المال العام المصابين بزلعة تجعلهم يشترون أطعمة فوق حاجتهم ويرمون بالبقية إلى القمامة حارمين الفقراء والمساكين من نعمة التصدق بالفائض وهكذا يذهب الحرام من حيث أتى. في الغرب يستهلكون على قدر حاجتهم، لذا فإن النفايات لا تشكل تلوثاً للبيئة ولا تخلف روائح نتنة كتلك التي تفوح من نفاياتنا وتلوث الهواء وتتسبب في توالد الهوام وانتشار الأمراض وعلى رأسها التايفويد والنزلات المعوية والتسمم الغذائي، والسر يكمن في هذا الإسراف المذموم الذي نهى عنه ديننا الحنيف وعجز الدولة عن التخلص من هذا الكم الهائل من النفايات رغم الجبايات التي أحجم المواطن عن دفع رسومها، لأنه يرى أن الموارد لا توظف توظيفاً صحيحاً وتهدر. ونواصل غداً بإذن الله