لا أدري لماذا لا تبث الأجهزة الإعلامية روائع الراحل العاقب محمد حسن، ذلك الفنان المبدع المثقف الذي ترك وراءه بالمكتبة الكثير من الأغنيات الجميلة، وعلى ذكر الرجل له الرحمه، أذكر أنه في آخر سنوات حياته سعى لأن يترك خلفه صوتاً جديداً يعطيه خبرة السنوات ورحيق التجربة، فأمسك بيد المغنية الشابة إلهام الشرق وراهن عليها وقدم لها كل الممكن قبل أن يرحل، ثم رحل لنفاجأ بعده وبسرعة بمغادرة إلهام الساحة الفنية معتزلة الغناء، وحال العاقب هنا في رهانه مثل حال السني الضوي أمد الله في عمره والذي بعد رحيل رفيقه إبراهيم وبقائه لوحده، اختار أن يمد تجربة ثنائي العاصمة بتومات خيري وراهن عليهما فسمح لهما بأداء أغنيات ثنائي العاصمة بحرية تامة وتحت رعايته، وفتح لهما المسارات والأبواب الإعلامية ولكن سرعان ما توقفت التومات بعد مدة قصيرة من ظهورهما لظروف مختلفة وغادرتا الساحة واكتفى السني بتلك التجربة ولم يكررها مع آخرين. نبارك انطلاقة قناة سودانية 24 وعلينا أن نحتفي بميلاد كل زهرة جديدة في بستان الإعلام، وكم كنت أتمنى أن تنطلق بفكرتها الأولى اقتصادية مية المية ولست مع قول مالكها وتبرير مديرها إنهم سيجلعون المادة الاقتصادية 30 بالمية مما تقدم القناة والبقية منوعات حتى يتابعها الناس ناسين أن قناة الجزيرة التي ملأت الدنيا وشغلت الناس ليس فيها غناء ولا مسلسلات أو غيرها من المنوعات الفنية، أخشى أن يكون التراجع وراءه أخي الطاهر، السعي لمنافسة النيل الأزرق التي يملك أغلب أسهمها مالك سودانية الجديدة أيضاً. جمال عبدالرحمن وأبوبكر الشيخ ثنائي يستحق أن نرفع له القبعات تحية واحتراماً، فالأول لم يكتفِ بالتمثيل ودخل مجال الإنتاج الدرامي بكل قوة فأنتج عدداً كبيراً من المسلسلات من بينها حوش النور وأعمال درامية، منها جو أوربي وجو صيني ولم تهزمه الإمكانات المالية تحت إصراره، فعندما تعثر في إنتاج حوش النور باع بيته ليكمل العمل وهكذا ظل جمال يحرك الدراما بجهوده هذه يساعده المخرج الفنان الخلوق أبوبكر الشيخ الذي أخرج له النظام يريد التي حققت أعلى عدد عروض في بلادنا، وحظيت بمشاهدة عالية وظل يخرج له الأعمال الأخرى، برافو جمال، برافو أبوبكر. الوزير الشاب ياسر يوسف استطاع بحكمته وحنكته وعلاقاته مع القصر، أن يوفر للتلفزيون القومي أجهزة حديثة ويحل كثيراً من مشكلات الجهاز الحكومي الذي عانى من قلة الدعم، واستطاع ياسر أن يخلق تناغماً بينه وإدارة الهيئة انعكس على أداء التلفزيون والإذاعة القوميين في كل الأحداث السياسية مؤخراً، الشيء الذي دفع رئاسة الجمهورية للاحتفاء بذلك في حفل مشهود بالقصر كرمت فيه حتى مدراء الإدارات في سنة مشجعة للتميز.