أثارت الزيادات غير المعلنة على سلعة الغاز والتي نشرتها الصحف أمس حالة من عدم الرضاء والسخط وسط المواطنين، وأعتبر عدد كبير منهم خلال حديثهم ل(آخر لحظة ) أن الزيادة بمثابة طعنة نجلاء في خاصرة تصريحات المسؤولين وتعهداتهم برفع غلاء المعيشة عن كاهل المواطن، وتحقيق الإصلاح الاقتصادي، فيما يرى آخرون أن الامر لا يعدو كونه امتداداً لجشع التجار وانفلات سوق ونتاج لسياسات التحرير غير المنضبطة، ولم تستقر أسعار سلعة الغاز منذ الإعلان عن تحريرها، فقد بلغ سعر الأسطوانة زنة 12.5 ال 100 جنيه، بعد إضافة تكاليف الترحيل، وسط تخوف من أن يقفز سعرها ليصل إلى 105 أو أكثر، في وقت اشتكى موزعون من عدم إشراكهم في قرار زيادة الأسعار، وقالوا انهم يتفاجأون بالزيادات كغيرهم من المواطنين، وأشاروا إلى تدني المبيعات بعد الزيادات الأخيرة إلى أقل من 20 أسطوانة في اليوم، وأضافوا أن الارتفاع المتواصل في الأسعار أدى إلى عزوف الكثيرين عن الشراء واللجوء إلى استخدام الفحم، داعين إلى تشديد الرقابة على موزعي الغاز في الأحياء . تضرر الموزعين موزع الغاز أحمد عبد الله تبرأ من صلة الموزعين بالزيادة الأخيرة، وقال قبل فترة تم رفع سعر الأسطوانة من 25 جنيه إلى 75 جنيه، وذلك بغرض توفير السلعة وتجنب الندرة في السلعة، وأضاف نحن كموزعين لا نشترك في تحديد الزيادة، وإنما نتفاجأ بها في وسائل الإعلام، وشكا من أن الزيادة ألحقت بهم بعض الضرر، مبيناً أنهم في السابق كانوا يوزعون 75 أسطوانة في اليوم، وبعد الزيادة يوزعون أقل من 20 أسطوانة في اليوم، وأرجع السبب إلى أن المواطن في السابق يقوم بتعبئة 3 أسطونات، ويدفع سعرها نقداً لكن الآن يملأ أسطوانة واحدة، ويقسط سعرها على مرتين، وأضاف أن الكافتريا الواحدة في السابق كانت تعبيء من 4-5 أسطوانات ويدفعون سعرها نقداً، لكن الآن يعبئون أسطوانة واحدة ويدفعون بالآجل. وأضاف أن البعض ترك الغاز وعاد إلى استخدام الفحم، ونبه إلى أنه كمواطن يحتاج إلى أسطونة كل أسبوعين ولا يستطيع دفع سعرها لضعف المرتب وما يترتب عليه من التزامات متعددة . استطلاعات ويرى المواطن عبدالله محمد أحمد أن الأسعار لا تتوافق ودخول المواطنين، وأضاف أن الدولة في إعلانها للزيادة قبل الأخيرة دفعت بمبررات للمواطنين وقبلناها على مضض، لكن اليوم لا ندري ماذا يحدث، مشيراً إلى أن الوكلاء أرجعوا الزيادة لارتفاع الدولار، وقال إنها لا تتوقف عند الغاز فقط، بل هناك سلسلة من الزيادة في سلع أخرى واشتكى من ضعف راتبه، مشيراً إلى أنه يغطي فقط 15 يوم من الشهر واشتكي المواطن عمر سراج الدين من الزيادة في أسعار كل السلع، وقال لا توجد رقابة على سلعة الغاز وتختلف الأسعار من مكان لآخر وقال سائق التاكسي أحمد بشرى الذي يسكن الحصاحيصا أنهم يقومون بشراء الأسطوانة بسعر 100 جنيه بدلا عن 75 جنيه، وأن الحكومة على دراية بهذا الأمر، متمنياً ألا تضاف الزيادة الجديدة ليصبح سعر الاسطوانة 105 جنيه، وتوقع أن لا تتوقف الزيادة على الغاز، وإنما ستمتد إلى كل مشتقات البترول . منشور الزيادة وأقر رئيس اتحاد وكلاء الغاز الصادق الطيب في حديثه ل (آخر لحظة) بالزيادة على سعر الأسطوانة بقيمة 5 جنيهات طبقت من الأمس، وكان صدر منشور أمس من شركة النيل حدد بموجبه سعر الأسطوانة 142.5 من مستوع الجيلي بحوالي 71 وزنه 25 بسعر 142 جنيه، والأسطوانة زنة 45 كيلو بسعر 255.6 جنيه أما سعر الأسطوانة 6 كيلو بسعر 34 جنيه، وتم تحديد 4 جنيه للترحيل و4 جنيه للعمولة، أما الأسعار من مستودع الشجرة فحددت 72 جنيه للاسطوانة زنة 12.5 كيلو وسعر الأسطوانة زنة 25 كيلو بسعر 144 جنيه وزنة 45 كيلو بسعر 259.2 جنيه والاسطوانة زنة 6 كيلو بسعر 34.6 جنيه متطلبات انضمام فيما يرى الخبير الاقتصادي بروفسير الكندي يوسف أن تحرير سعر الغاز يأتي ضمن السياسة العامة للدولة والتي اعتمدت سياسة التحرير باعتبارها احد متطلبات الانضمام لمنظمة التجارة العالمية، وقال إن زيادة أسعار الغاز ربما جاءت بناء على زيادة بعض مدخلات الانتاج، فالشئ الطبيعي أن تزيد الأسعار، وقال إن التحرير كسياسة لا غبار عليها وهي اتجاه العالم ومتطلبات الانضمام لمنظمة التجارة العالمية، مشيراً إلى أنه دونها لن يستطيع السودان الحصول التصديق لدخول الأسواق العالمية عبر مواصفات معينة تطبع على المنتج (البراكود) مضيفاً أن السودان الان يتعامل فقط مع الأسواق العربية والصين لاعتبارات تبادل بموجب المعاملة بالمثل، وفق اتفاقيات تجمعنا مع تلك الدول، وقال إن التجارة العالمية الآن محررة وأزيلت منها كل القيود الإدارية والجمركية والضرائب ذات الأثر المباشر، وعلى السودان أن يطبق كل هذه الأشياء متى ما انضم للمنظمة حتى يصل إلى التعرفة الصفريةّ، وتوقع أن ينضم السودان للمنظمة في ديسمبر القادم