* تقول الحكاية السودانية القديمة:إن عجلاً أدخل رأسه في (زير)..فشلت كل المحاولات في إخراج الرأس من الزير.. و(الزيرسالم).. استعانوا ببعض الخبراء. * جاءت التوصية بكسر الزير وتحطيمه حتى يضمنوا حياة الحيوان..ولكن توصية أخرى بذبح العجل والتضحية به فالزير (غالي) خصوصاً و(البلد مافيها طين)..!! *البرلمان المحلي المكوّن من أقرباء الأسرة (المنكوبة) درس الخيارات المطروحة وكوّن عدة لجان عمل انبثقت منها لجان فرعية على رأس كل لجنة (منسق ).. اللجان عقدت عدة ورش وسمنارات ومؤتمرات حوار، خلصت إلى رفض التوصيتين.. فالخسارة فادحة.. ذبح العجل مشكلة.. كسر الزير (كارثه كبرى).. فلا يمكن التضحية (بهذا) أو (ذاك). * بعد جهد جهيد اهتدوا إلى حل (توافقي).. جاءتهم فكرة جهنمية.. صرخ أحدهم كأرخميدس (وجدتها..وجدتها) احضروا لنا البصيرة (أم أحمد) فعندها الحل اليقين.. صفقوا وهلّلوا وهتفوا و(رفعوا العصايات) وبشروا وقالوا: أنت كنت وين من زمان؟ جيتنا من وين ياجنا .. (من زمان كايسك أنا)!! * أغلقت كل الطرق والجسور التي سيمر من خلالها الموكب..( دوّت الصافرات) البصيرة أم أحمد قادمة.. في دقائق كانت أم أحمد في قلب الأزمة.. نظرت للمشهد العجل يئن وقواه خائرة من (اللت)(والسحب).. أنفاسه تكاد تحصى من الضعف والهوان.. نقرت بأصبعيها الخبيرتين على سطح الزير.. جاءها (رجع الصدى).. حست بالزهو.. ما أحلى الخبرة والرأي السديد..!! *صاحت: يارجال ناولوني سكين حادة النصل.. في ثواني وردت السكاكين.. وفي بعض الروايات قيل سواطير.. أشارت عليهم بذبح العجل.. ماعندي حل ثاني.. البلد مليانة (قطيع) والأزيار شبه معدومة والصيف قادم وقطوعات المياه قادمة... إنتوا صدقتوا في حلول إسعافية.. والشيء الأهم الماء أهم من (اللحم ده) و (الشحم ده) تدفقت الدماء بغزارة ووحشية.. ورغم ذلك هتفت بعض المجموعات للحل الجهنمي الذي يلبي (الأشواق)..!! * قالت لهم بما يشبه الأمر (طلعوا الرأس بشويش)..ماذا حدث؟ باءت كل محاولات (الإنقاذ) بالفشل..الحيرة سيدة الموقف.. ماذا يفعلون؟ سرت همهمات غاضبة.. توقع البعض خروج حشود ومسيرات غاضبة.. (البصيرة أم حمد) التفتت للناس وقالت: اصبروا (يأخوانا) عندي حل ثاني كسروا الزير.. وماكادوا يفعلون حتى خرج الرأس بكل سهولة ويسر.. خرج بعد انفصاله عن الجسد الذي فارق الروح واختل (ميزان مدفوعاته) وانخفض معدل (النمو) وأصابه (التضخم) وهنا أصل الحكاية من (البداية ) إلى (النهاية)..!!