في أواخر الثمانينات حدثت اختناقات في القبول للجامعات نتيجة للزيادة الكبيرة في أعداد الطلاب الجالسين للشهادة السودانية والمؤهلين للالتحاق بمؤسسات التعليم العالي، فضلاً عن زيادة أعداد الطلاب الدراسين بالخارج، فكان لابد من ثورة لمواجهة هذه الإشكاليات، فكانت ثورة التعليم العالي، وتعتبر هذه الوزارة من الوزارات التي يمكن أن توصف بأنها ضخمة، خاصة وأن هناك العديد من الأسر والطلاب ينتظرون بقلق كل عام ليس للبحث عن الوظائف، وإنما بحثاً عن العلم والمعرفة، وما يميز مؤسسات التعليم العالي أن لها إرثاً قديماً، ونجد أن كثير من الدول ساعدها السودان في إنشاء الجامعات، وفي العام 1979 كانت هنالك خمس جامعات فقط. * هجرة الكوادر ودافعت وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي بروفسير سمية أبو كشوة في حديثها بمنبر وزارة الإعلام أمس عن القرار القاضي بتعيين قوات شرطية لحفظ الأمن داخل جامعة الخرطوم، وقللت أبو كشوة من مخاوف البعض نحو هذه الخطوة، وقطعت بعدم الحجر عن أي شخص يتحدث في الندوات الجامعية بإعتبارها مفتوحة، وأكدت أن معظم الجامعات في العالم تقوم بتوفير حراسة بهدف حماية البيئة الجامعية لافتة إلى أن بعض الجامعات تستعين بأفراد شرطة "الهدف" وأخرى بالشرطة لتعزيز الحماية، مشيرة إلى أن العالم كله تقدم وتتطور وهنالك آليات أخرى للمراقبة كالكاميرات التي تستخدم في بعض الجامعات السودانية ووصفت أبو كشوة مطالبة البروفسير إبراهيم أحمد عمر بمراجعة التعليم العالي والذي انتقده البعض بالايجابي لأهمية المراجعات والتدقيق في كافة القضايا، وأكدت أن حديثه يحسب له وليس عليه، وأقرت بوجود هجرة كبيرة ومؤثرة لأعضاء هيئة التدريس إلى دول الجوار، موضحة أن الوزارة قامت بإجراء دراسة علمية، وتم رفعها إلى المجلس القومي للتعليم العالي لجهة اتخاذ القرارات والتوصيات المناسبة، وكشفت أبوكشوة عن إجراء دراسة علمية قامت برفعها للمجلس لاتخاذ القرارات والتوصيات المناسبة، بجانب إجراءات أخرى لمقابلة الهجرة وسد النقص في الأساتذة، أهمها زيادة التدريب خاصة التخصصات النادرة، وكشفت أبوكشوة عن ارتفاع عدد الطلاب الأجانب الذين يدرسون بالجامعات السودانية، والبالغ عددهم (5000) طالب، منهم (500) طالب من الأردن، وعزت رغبة الأجانب في الجامعات السودانية، ليس لعدم الاعتراف بالشهادة السودانية أو لضعفها، أو لأنها ساهلة أو "ضاربة" وإنما لأنها معتبرة ومعتمدة، وأن معظم السودانيين الذين يعملون في المؤسسات الصحية بالمملكة السعودية هم الأفضل، وكشفت عن وجود (29) كلية إعلام بالجامعات المختلفة، وأشارت إلى أن علاقة الإعلام بالتعليم العالي علاقة تكاملية، وبشراكة بالبحث باعتباره أهم وسائل التنقيب عن المعرفة *الوضع الحالي للجامعات قالت أبوكشوة هنالك تطور كبير في عدد من الجامعات، بعضها بدأ بمدارس أساس أو ثانوي، لكنها ارتفعت إلى جامعات، وأشارت إلى وجود ثلاثة أنواع من المؤسسات الجامعية: حكومية وأهلية وخاصة، منها (35) جامعة حكومية، مشيرة إلى أن بعض الولايات حظيت بأكثر من جامعة عبر التوزيع الجغرافي، وأضافت بالرغم من وجود (88) مؤسسة تعليم عالي خاصة القصد منها توفير المقاعد بصورة عاجلة لكل أبناء السودان، إلا أن هناك فجوة واسعة ونحتاج إلى التوسع مستقبلاً في التخصصات المختلفة، لأن أغلب الأسر والطلاب لهم رغبات محددة في الدخول في كليات معينة، وكشفت أبوكشوة عن زيادة في نسب الطلاب الذين يرغبون في التعليم التقاني، وهم يمثلون 30%، ولفتت أبو كشوة إلى وجود (16) كلية مجتمع منها (145) مركز تنمية للمجتمع، موضحاً أن هناك حوالي (130) مركزاً بحثياً في الجامعات السودانية، إضافة إلى مراكز بحثية في مجالات أخرى.