٭ يعتبر محمد بن القاسم ، (أبو العيناء) من الشخصيات المميزة في التراث الأدبي وكان حالة نادرة بين ظرفاء العرب في العصر العباسي، سريع البديهة ، بارع في ضرب الأمثال وصاحب طرفة وهو كفيف. ٭ من طرائف محمد أن وقف رجل بجواره ، فلما أحس به ، قال من الرجل ، فقال رجل من بني آدم ، فقال أبو العيناء ظننتُ أنَ آدم مات ولم يخلف ذرية. ٭ ووالي الجزيرة محمد طاهر إيلا ، يريد أن يجعلنا نظن أن الحكومة ، لم تنجب والٍ غيره .. وهو بالأمس (يوقف الولاية على رجل واحدة) ، ولا أدري فيما كل هذه الجلبة وإهدار الوقت وربما المال. ٭ عاد إيلا من إجازة انقسم الناس حولها بين مرضية أم بغرض الاستجمام ؟ لكن اللافت أنه خاطب حشداً جماهيرياً بحاضرة الجزيرة أمس ، دون مناسبة ،إلا من باب أنه منشغل جداً بمسألة الحشود. ٭ مؤكد أن الحياة تعطلت بالجزيرة بسبب استقبال إيلا ، رغم أن اللقاء تم بعد الدوام الرسمي ، لكن قطعاً الترتيبات أخذت وقتا، مع أن الأمر أكثر من عادي. ٭ سبق إيلا ، في الخلود للراحة ، والي النيل الأبيض د. عبد الحميد كاشا الذي رفه عن نفسه بأديس أبابا والقاهرة ، وعاد وغادر لولايته في هدوء تام وكأن شيئاً لم يكن. ٭ أراد إيلا تضخيم الأمر ، فكان ذلك الاستقبال .. لكن حتى لو تركنا ذلك جانباً، الأخطر هو تصويره ماحدث بينه والمجلس التشريعي عقب رفض الأخير له إنشاء صندوق خاص بالتنمية، بالمعركة. ٭ تحدث إيلا بلغة عدائية، أخشى ما أخشى أن تخلف حالة من الاحتقان السياسي بالولاية وتشق الصف حتى داخل المؤتمر الوطني، على سبيل المثال قال : (لا تخيفني الاجتماعات هنا وهناك) وهي إشارة إلى أن أناساً أو جهة ما يتآمرون ضده. ٭ وقد قال (أرسل رسالة للذين يقولون إنهم سيعزلون إيلا اخرجوا في موكب ليعرفكم أهل الولاية) .. ماهذه اللغة التي تشابه (اطلع معاي الخلا)! .. واعتبر خروج المواطنين لاستقباله رداً على من أسماهم ب(الخفافيش).. ما من شك سمم إيلا بحديثه الأجواء وأخشى انفجار الأوضاع في الجزيرة. ٭ تصادم والي نهر النيل السابق محمد البلة مع نافذين بالحزب بالولاية، ولكنه تعامل بحكمة وآثر الصمت، وفعل والي البحر الأحمر علي حامد ذات الأمر وعندما انفجرت الأوضاع بحجب التشريعي ، الثقة عن وزير بحكومته عقد مؤتمراً صحفياً ولم يهدد أو يصرخ، فقط وصف القرار بالباطل ثم احتكم للمركز. ٭ بينما إيلا افتقر للحكمة السياسية ولم تشفع له كل سنواته بالحكم والتي باهى بها أمس بأنه أمضى عقداً من الزمان وزيراً اتحادياً ومثلها والٍ بالثغر ولا يتهيب الإطاحة به. ٭ سنحت لإيلا فرصة أمس أن يلقي خطاباً رزيناً وموضوعياً ، يبدأ به مرحلة جديدة لكن هو ذاته إيلا كما كان في البحر الأحمر، لغة عنترية سبق وأن خاطب بها المركز.