٭ أحرص كل صباح على متابعة القنوات الفضائية ، وبالأمس وأثناء متابعتي لقناة الجزيرة ، تم عرض تقرير عن صادر الفواكة والخضروات المصرية ، تابعت التقرير وبمزيد من الاهتمام. ٭ والسبب أن عدة دول أوقفت استيراد الفواكة والخضروات المصرية، بعد اتهامات بتسببها في أمراض .. كان التقرير مهنياً ومخدوماً كدأب القناة مع الأحداث. ٭ الموضوع يهمنا في السودان وبدرجة كبيرة جداً ، خاصة وأن الأسواق المحلية مليئة بالمنتجات المصرية، وعلى رأسها البرتقال والفراولة، والأخيرة شغلت الرأي العام الأمريكي بشكل كبير. ٭ وقد استعرضت قناة الجزيرة ، القرار الأمريكي بحظر دخول الفراولة المصرية، وذلك بعد إصابة عشرة أشخاص على الأقل بالتهاب كبدي فيروسي نتيجة تناولهم فراولة مستوردة من مصر، ما أثار حالة من القلق في الولاية. ٭ تعاملت السلطات الأمريكية بجدية مع الأمر حيث أعلنت وزارة الصحة ، أن حوادث التهاب كبدي وقعت لأشخاص عقب تناولهم فراولة مصرية مجمدة في الفترة من الخامس إلى الثامن من أغسطس الماضي، ففرضت قيوداً على بعض السلع والأطعمة. ٭ في اليومين الماضيين أعلنت السلطات الروسية عن إيقافها واردات الفاكهة والخضروات من مصر اعتباراً من بعد غدٍ ، وبررت الخطوة بأن الحظر جرى فرضه بسبب عدم كفاية عمل نظام الصحة النباتية المصري. ٭ كما سبق لهيئة الرقابة الروسية أن منعت العام الماضي استيراد البطاطس المصرية بعد إصابتها بمرض ومضت السعودية في طريق موسكو، وكذلك أوقفت اليابان استيراد الفراولة المصرية. ٭ استعرضت قناة الجزيرة كل تلك الحالات ، وذهبت كاميرا القناة إلى الصعيد المصري حيث أثبتت ري الخضروات من مياه الصرف الصحي وجاء في التقرير مشاهد من برامج بقنوات مصرية حيث كان المذيع المصري يقول (يافضيحتك يامصر). ٭ قصدت من استعراض تلك النماذج أن كل الدول تتعامل بجدية مع الواردات خاصة حال كانت معنية بالدرجة الأولى بصحة الإنسان ولا تتهاون في وقف التعامل مع البلد المعني دون أي تحرج. ٭ وبالمقابل أتساءل هل تعاملت حكومتنا مع الواردات المصرية خاصة الفاكهة وربما الخضروات بذات جدية الدول المذكورة ؟ وهل تابعت الحكومة الأمر ؟ ٭ لابد أن تسارع الحكومة وتبحث الأمر وبكل هدوء .. كثير من المنتجات المصرية تصل الخرطوم وبكل سهولة ويسر وبسرعة فائقة ربما قبل أن تصل تلك المنتجات بعض المحافظات المصرية. ٭ ليس هناك ما يمنع أن تحقق السلطات وتفحص الواردات المصرية بكل أنواعها .. وبالمقابل تتعامل مصر وبكل صرامة مع وارداتنا إليها خاصة من الإبل حيث تحجزها وتفحصها وفي بعض الأحايين تعيد الفحص. ٭ هناك حديث هامس يدور في المجالس وبشكل كثيف بشأن عدم فاعلية بعض الأدوية وبهذه المناسبة سبق وأن منعت وزارة الصحة الأثيوبية أحد عشر مصنعاً للأدوية المصرية من التصدير إلى أسواقها. ٭ بصراحة هيئة المواصفات وكل الجهات ذات الصلة المعنية بفحص المنتجات والسلع الواردة تحتاج مراجعة .. ترى هل برنامج إصلاح الدولة يشمل تلك المؤسسات؟