الحضارة لم تحفل كثيرا لمن تخلفوا عن ركبها .تركتهم بعيدا في متاهات الدروب يرفلون بالغباء ويتدثرون بالجهل ويتزملون بالنميمة (فالنمائم لهم جليس و نديم ) (ترفق بابناء الغباء فانهم مرضي فان الجهل شيئ كالعمي...) الزمن تجاوز كثيرا من الشعوب التي غضت طرفها عن العلم والتطور. فلم تواكب الحياة. ظلت في مزابل التاريخ . وقمامة الامم والشعوب .... تلك افريقيا متهم فيها كل طاهر. وعفيف وكل وطني شريف.... لاتجد فيها الا قتال والإقتتال في قيل وقال... مجتمع لايخلو من كلام الناس والكلام في الناس ( من قال لك قال عنك) فافريقيا رجل العالم المريض الذي يدعم من كل القارات .ذاك الرجل المريض سكن في جوفه الجهل والمرض والفقر والحرب والدمار ... وعلة تلك الآفات هي مستنقع الجهل سلوكا وعملا ...(إذا دخلت افريقيا نافق او وافق) فالثقافة السائدة فيها مراقبة سلوك الافراد ونشر احاديث الإفك حولهم مما جعل جذر الخلاف متاصل فينا..... ستقول ألسنة الذباب قصيدة..... وسيعتلي ذئب الجبال المنبرا........ أصابع الإتهام تشير دوما لكل ناحج وطامح . فويل ثم ويل لمن اشارت اليه اصابع الاتهام ... كل اهل الادب والفن والساسة يرمون باسوء واقبح الصفات حتي تنهار عزائمهم وتضعف قواهم وتحاك المكائد لهم قال تعالي - : (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا علي مافعلتم نادمين) الآية ، نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط ، بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بني المصطلق بعد الوقعة مصدقا ، وكان بينه وبينهم عداوة في الجاهلية ، فلما سمع به القوم تلقوه تعظيما لأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فحدثه الشيطان أنهم يريدون قتله فهابهم فرجع من الطريق إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : إن بني المصطلق قد منعوا صدقاتهم وأرادوا قتلي ، فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم أن يغزوهم ، فبلغ القوم رجوعه فأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقالوا : يا رسول الله. سمعنا برسولك فخرجنا نتلقاه ونكرمه ونؤدي إليه ما قبلناه من حق الله - عز وجل - ، فبدا له الرجوع ، فخشينا أنه إنما رده من الطريق كتاب جاءه منك لغضب غضبته علينا ، وإنا نعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله ، فاتهمهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وبعث خالد بن الوليد إليهم خفية في عسكر وأمره أن يخفي عليهم قدومه ، وقال له : انظر فإن رأيت منهم ما يدل على إيمانهم فخذ منهم زكاة أموالهم ، وإن لم تر ذلك فاستعمل فيهم ما يستعمل في الكفار ، ففعل ذلك خالد ، ووافاهم فسمع منهم أذان صلاتي المغرب والعشاء ، فأخذ منهم صدقاتهم ، ولم ير منهم إلا الطاعة والخير ، فانصرف إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله تلك الاية الكريمة. والشاهد فيها. (فتصبحوا علي مافعلتم نادمين). ندم الدنيا والاخرة.... خسران في الدنيا وعذاب في الاخرة... .لذلك من الواجب التبيان في كل الامور. والبينة تكون واضحة وضوح الشمس في كبد السماء . فكل تلك الامم انهارت بالدسائس والمؤامرات الكاذبات دون بينات واضحات الامم التي تحضرت تركت امر مراقبة الناس والحديث فيهم دون بينة . وسعت سعيا جادا لبناء اوطانها وهي بعيدة كل البعد من الاسلام ونحن نزل فينا قرانا يوضح كيف تسير الامورنا وكيف تكون ثقافتنا فتركنا الشرع وحدنا عن السبيل. نقول في اناس ما ليس فيهم .... حتي في تقاريرنا الادارية نكتب مانسمع لا مانري نسئ بها سمعة اشخاص اخيار اطهار .. يجب توخي الحذر والحيطة عند الاتهام ... وفي الحديث الحسن قال رسول ص.(التبين من الله والعجلة من الشيطان) اخي لاترمي شخصا دون تمحيص وتشخيص وتبيان وتأكد .. فلاتكن من النادمين باتهامك الباطل ..... والله المستعان