شهدت العاصمة الروسية موسكو (السبت) إفتتاح الأسبوع الروسي- السوداني والذي تم بدعوة ورعاية من الخارجية الروسية بمناسبة مرور ستين عاماً على إقامة العلاقات ين البلدين. بهذه المناسبة أجرى المركز السوداني للخدمات الصحفية (smc) حواراً سريعاً مع سفير السودان لدى الإتحاد الروسي سعادة السفير نادر يوسف الطيب على هامش هذه المناسبة، تناول فيه مستوى العلاقات بين السودان وروسيا، ومستوى التعاون الاقتصادى بين البلدين وإمكانيات تطوير هذه العلاقات، كما تطرق للموقف لبعض السياسة الدولية فيما يتصل بالعقوبات والحصار، علاوة على الأوضاع الإقليمية والمبادرة الروسية حول العلاقات بين السودان وجنوب السودان... فإلى مضابط الحوار: خدمة (smc) * ما مستوى التنسيق فى المواقف بين السودان ودولة روسيا، لاسيما وأن كلا البلدين يعاني من الحصار والعقوبات الدولية؟ - حاليا هناك تنسيق بين السودان وروسيا فى المحافل الدولية مجلس الأمن والأممالمتحدة، هناك تشابه فى القضايا، مثلاً مسألة العقوبات والمحكمة الجنائية الدولية مواقف مطابقة لمواقف السودن، ولذلك هناك تنسيق على مستوى البعثات الديبلوماسية في نيويورك بصورة مستمرة، وهناك مساندة من الجانب الروسي. كما تعلمون روسيا دولة عظمى وعضو دائم لذلك تساند السودان فى مجلس الأمن من هذه الناحية، وروسيا تساند السودان بشجاعة وبكل شفافية ضد عقوبات النظام الدولي الجائر، وهو تعاون قائم من منطلق المباديء لأنها ضد العقوبات مطلقاً، ونأمل أن تؤدي جهود روسيا إلى تأسيس نظام دولي أكثر عدالة، لأننا نبحث عن العدالة ونظام دولي لا تكون فيه معايير مزدوجة أو نوع من التمييز.. أعتقد أن روسيا مؤهلة للعب هذا الدور، لأنها دولة كبرى وعضو في مجلس الأمن كما قلت، وأقول الحمد لله هناك تنسيق متميز بيننا. * ماذا يمثل الموقف الروسي الداعم للسودان عندما رفضت إدراج تقرير لخبراء الأممالمتحدة فقرة تدعو لإدراج حظر لتصدير الذهب المنتج من السودان؟ - كما ذكرت لكم، إن روسيا تنطلق من مواقف مبدئية ونحن نعتقد أننا في هذا المجال سعداء بوجود الصوت الروسي داخل مجلس الأمن، لأنه يمثل نوعاً من العدالة، لأننا كبلد ضحية لظلم جائر لأكثر من عشرات السنوات، عقوبات متكررة غير مبررة بطريقة تكاد تكون مستفزة جداً.. الحمد لله بدأت روسيا في الآونة الأخيرة تتفهم ما يجري ضد السودان، وأن هناك ظلم للسودان وإفتئات على العدالة، كما بدأت تتفهم ضرورة أن تتسق كل قرارات مجلس الأمن الدولي مع القانون الدولي و العدالة. * باعتقادكم، ماهي دوافع التحرك الأمريكي من أجل حظر الذهب السوداني؟ - مسألة فرض حظر على تصدير الذهب من القضايا التى حاولت بعض القوى أن تدين عبرها السودان، وأن توقف إقتصاد السودان، كما تعلم فإن الذهب أحد المصادر الرئيسية للاقتصاد السوداني والغرض كان من وراء هذه الخطوة وقف عجلة الاقتصاد السوداني، وإحكام الحصار المفروض عليه، وتضييق الخناق عليه.. ونشكر لروسيا موقفها هذا ونثمن هذا الموقف، لأنها كما ذكرت مواقفها مبدئية برفض الظلم. * ما تقييمكم لمستوى التعاون الإقتصادي بين السودان وروسيا في الوقت الراهن؟ - أعتقد أن العلاقة الإقتصادية بين روسيا والسودان في المجال الإقتصادي، لم تكن على المستوى المطلوب، كما تفضلت.العلاقات السياسية جيدة جيداً، ولكن نحن الآن ومنذ إنشاء اللجنة السياسية المشتركة فى العام 2013 نجد أن هناك حراكاً جيداً جداً لم تكن هناك معلومات عن الوضع الاقتصادي ومجالات الإستثمار في السودان، والبُعد الجغرافى بين الطرفين، وأيضا عدم وجود خطوط مباشرة، وكذلك ضعف التواصل بين رجال الأعمال الروس ونظرائهم من السودان، وذلك أدى لضعف المعلومات، والآن نشهد إقبالاً جيداً من قبل رجال الأعمال الروس، ففى مجال الذهب توجد الآن أكثر من ثلاث شركات روسية تعمل فى السودان، وفى مجال الغاز توجد شركتان، بالأمس وقعت وزارة الكهرباء مذكرة مع شركة روسية لإنشاء محطة للكهرباء بتكلفة مليار دولار في مدينة بورتسودان. * هناك مجموعة من المشروعات التي سترى النور قريباً، وهناك بعض العقبات التي نحاول إزالتها عبر التواصل فيما بيننا، ومثل هذه الفعاليات والأنشطة التي تعرف الروس بإمكانيات السودانية الاقتصادية والتجارية. * فى ظل التأزم فى العلاقات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية هل سيستبدل السودان واشنطون بالدور أو الحليف الروسي؟ - السودان لا يستبدل علاقاته بأحد بل يريد الاحتفاظ بعلاقات متطورة مع الجميع، وليس لديه عداء مع أحد، بل هناك قوى تعادينا، فالسودان لديه الرغبة في إقامة علاقات متوازنة، فروسيا تأخذ اليوم مواقف مبدئية كما ذكرت آنفاً، وما يعجبنا فى روسيا أنها ليس لديها أجندة، بل أنها تعمل من أجل مصالح الجميع والتعاون معها مفتوح، واؤكد هنا أننا حريصون على علاقات جيدة مع كل العالم شرقاً وغرباً. * الخارجية الروسية نظمت لقاءًا بين وزيرى خارجية السودان وجنوب السودان لتطبيع العلاقات بينهما، ما مصير هذه المبادرة؟ - هذه نقطة مهمة... ونحن نشكر روسيا على هذه المبادرة الرائدة لدعم السودان.. ونعتقد أنها فعلا تصب في إهتمام روسيا بالسلام والاستقرار، ومن الصعب بدونهما تحقيق التنمية، فروسيا لديها القبول من الدولتين، لذا تقدمت روسيا بهذه المبادرة عبر وزارة خارجيتها، ووقعنا على إتفاق لتطبيع العلاقات مع دولة جنوب السودان.. * إلى أى مدى يمكن القول أن روسيا باتت الآن منخرطة في قضايا الجوار الإقليمي للسودان..خاصة حل الخلافات مع دولة جنوب السودان؟ - بالنسبة لجوارنا الإقليمى خاصة دولة جنوب السودان فهى دولة شقيقة وجارة، لذلك ترى روسيا أن لديها القدرة والقبول من الطرفين، وكما ذكرت فإن هذه المبادرة أتت من الخارجية الروسية، ونتوقع أن تستأنف هذه المبادرة فى أي لحظة، وذلك لأنها ليست بديلة عن المبادرات المطروحة لتحقيق السلام والإستقرار بين السودان وجنوب السودان، وإنما هى دعم للمبادرات القائمة حاليا، لذلك أبدت روسيا استعدادها لاستضافة أى مبادرة في أى وقت لدعم أى تعاون أومفاوضات بين السودان وجنوب السودان، ونحن على إتصال دائم بالخارجية الروسية لإطلاعها بالتطورات أولاً بأول.