في اليومية السابقة تطرقنا في بداياتها الي ان الحياة والموت قد تختلف العقائد في معناهما بحسب خلفية وثقافة وعقيدة وفكر الاشخاص ولكن الحقيقة التي لن يختلف عليها الكل ان الموت هو النهاية وكل العلم والبحث وان تفنن في تخليق الاشياء لم يتطرق لمحاولة احياء الموتي فمهما طالت انفاسنا لابد ان يأتي عليها يوم لتنقطع ويندثر الجسد وتبقي الذكري وكم من ذكري تحملها انفاسنا لكل من ذهب اصحابها وبقيت اما لتضيف لنا او تؤرقنا وان كانت الذكري هي الشئ الوحيد الباقي والممتد فلم لايكون ما يبقي هواجمل ما فينا ولعل حكايتي بنت القانوني الضليع والسياسي الوحدوي الجنوبي مولانا ابيل الير والممثلة العظيمة انجلينا جولي دعتني ان اكرر.. لنقف معا ويقف عندها العلماء ورجال الدين لمزيد من الفتوي...سبحان الله.... لعلكم قد سمعتم باسم د.لوال اشويك دينق وزير النفط في اخر حكومة الوحدة الوطنيه ومن قبل وزير دولة بوزارة المالية الاتحادية قبل الانفصال وهو احد ابناء جون قرنق المقربيين.... في احد الايام ابان فترة عمل د.لوال بوزارة المالية ...أستدعي احد المسؤوليين واحد مفاتيح الوزارة طالباً مشورته في امر يخصه ويخص احد ابناء الجنوب والوطن الواحد ...قال له طلب مني مولانا ابيل الير مساعدته في رحلة علاج طارئي الي هولندا الايستحق ابيل الير العون.. رد المسؤول كيف لا يستحق انه رقم وطني كبير ووحدويا عظيم.. استلم المسئول التقرير الطبي وقام علي الفور بكتابة مذكرة للوكيل بالانابه الذي دخل عليهم فجاءة في تلك اللحظة ...في تلك الايام كان وزير المالية الاتحادي هو الشيخ الزبير احمد الحسن والذي عرف بالتدين والخلق والفضل والحياء والادب كان وقتها خارج البلاد وكلف د.لوال بان يتولي وزيراً بالانابة ... هكذا كان الزبير حياديا ووفاقيا منصفا في كل المواقع التي تقلدها ...كتب ذلك المسؤول مذكرة رفيعة عن أبيل الير ورفعها للوكيل بالانابه الذي كان متواجدا معهم والذي اشر عليها بالموافقة ورفعها بدوره للوزير بالانابه (لوال) قائلين له لا حرج اكتب هنا اوافق وكتب لوال ...اوافق... وبعد ساعات سلمت كل مخصصات واجراءات .. وتذاكر السفر مكتملة ..وبكي ابيل الير.. هكذا كان تعامل شمالي السودان وحب شمالي السودان وتقدير شمالي السودان للساسه ولابناء الجنوب الكرام الذين يدفعون الان ثمن نكران الجميل عندما هتفوا يوم الاستفتاء.. باي باي خرطوم ....سرعان ما عادوا سريعا للخرطوم ... قبل اسابيع وعبر احدي الصحف طالعنا لقاءاً مثيراً مع الدكتور عقيل سوار الذهب مدير مشرحة الخرطوم.. وحكاية ابنة مولانا ابيل الير الراحلة وقد صادف هذا التحقيق نفس ايام طلاق ايقونة الانسانية انجلينا جولي....يقول جاء للمشرحة من يخبرهم برغبة ابيل الير بنقل رفاة ابنته المتوفية في عام 1991 لجوبا لتنام بالقرب منه.. كما عبر هو عن رغبته... وشرعنا في اجراءات النبش ونقل الرفاة.. المتوفيه خريجة قانون من الهند توفيت يوم حفلة زفاف تخريجها بازمة في صدرها.. دخلت غرفتها وماتت... في النبش وجدنا الصندوق يزدان لمعاناً كلما نظرنا اليه مندهشين ..وكان عام واحد يكفي لتأكل الارضة الصندوق والجسد..كان القسيس يتلو ايات من الانجيل بالقرب من الصندوق.. وكانت الفتاة لؤلؤة داخل الصندوق بزفاف بيجي كامل بوجهها الزيتوني وحسبنا المنكير دماً ولكنه منكير... فقلت للجميع من فوق مقبرتها (وكان ابوها صالحا)انه ابيل الير لم يسرق ولم ينهب ولم يختلس...واستقبل والدها ذلك الخبر المثير والحزين بوفاة ابنته وقد قال للدكتور قبل النبش بان لا يفعل بابنته اي شئ واكتفي بقوله كانت زولة كويسة ...سأل احدهم د.عقيل ماذا يقصد ابيل الير بان لاتفعل بابنته اي شئ.. ورد عقيل يقصد التعامل مع الاعلام وبثها ...وهتف الجميع الله اكبر لحياتها النقية ..وجدتها مثل عروس خارجة من الكوافير بعد 15سنة من دفنها وتسأل لا اعرف كيف يستقبل المتشددون رفات مسيحية بكل تلك السعادة والصلاح...في ناس من المسيحيين بيدخلوا الجنة طبعاً باذن الله (خدها مني كدا) لانو الجنة ملك الله والله يغفر لمن يشأء ويعذب من يشاء..ومن حكاية بنت ابيل الير الي حكاية ايقونة الانسانية نعم انها ايقونة الانسانية الممثله انجلينا جولي ...التي تركت قصرها الذي يشبه قطعة من الجنة لتقيم في كوخ افريقي او ضاحية سورية او بيت عراقي خرب ...اختارت المشي فوق الاشواك بديلاً للسير فوق الحرير.. كرهت الشهرة والمال والجمال وهي تقف عاجزة عن فعل شي يوقف دموع طفل صغير او صرخات رضيع او الم مريض ..تضحك والدموع في عينيها ليفرح يتيم او يبتسم فاقد ساقية ..او يسر حزين.. تلف العالم لتنير شمعة في كنيسه منكوبه.. او تبني طوبة في مسجد مهدوم ...او ترفع حبة رمل من انقاض منزل منهار.. تسافر الالاف الاميال لتشد علي يد عجوز.. او تحتضن شابة ترملت.. او تنحني لمن واراهم التراب ولم تستطع انقاذهم انها انسانية انجلينا جولي التي تصورت بالحجاب وجاءت في ابهي صورها وجمالها..بالرغم من اعتلال صحتها ومرضها اللعين و الخبيث جدا الذي كان في مراحله الاخيرة ..قالو عنها هل هذه هي نهاية ايقونة الانسانية ..ودعوا لها وعاشوا علي امل كبير في المولي عز وجل ان يشملها برعايته وعطفه لتكمل مسيرتها ومواصلة جهودها الانسانية العظيمة التي تبنتها منذ زمن طويل.. ويكفي انها من اكثر الفنانيين العالميين تبرعا للخير بل هي اكثرهم علي حث المعروف... انها قد وهبت من قبل لاحد معسكرات اللاجئين الافقان في باكستان مليون دولار كما اعطت مليون دولار اخري لمنظمة اطباء بلا حدود ومليون دولار لمنظمة الطفل العالمي وعندنا في السودان مليون دولار للمنظمات العاملة في دارفور وخمسة مليون دولارالي كمبوديا واطفال كمبوديا ...وملايين الدولارات الي جهات خيرية عديدة ... وظلت تزور العراق اكثر من مرات ومرات وتتبرع لمئات الالاف من لاجئ العراق وكانها كانت تحس ما ارتكبه ابناء وطنها وجلدتها امريكا في حق شعب العراق ...بالاضافة الي الدعم المعنوي الذي ظلننا نشاهده عبر شاشات الفضائيات وهي تجوب المعسكرات ... واستجاب المولي عز وجل لدعوات الملايين وشفيت الايقونة وطلبت الطلاق من زوجها الممثل العالمي بيت بيرود ...الله اكبر..،،،،ت/0912304336