رغم منع الحكومة ارتداء الكدمول ببعض ولايات دارفور بإعتباره صفة مميزة لبعض عصابات النهب المسلح، إلا أنها لن تستطيع منعه بالخرطوم عقب ظهوره فيها فجأة ظهر أمس، حيث أثار مشهد المواطنين وهم يتلثمون تفادياً لاستنشاق الروائح الكريهة الإنتباه، وتابعت (آخر لحظة) الأسباب، فتبين أن أنابيب الصرف الصحي المصبوبة تحت أسفلت طرقات الخرطومجنوب تقاطع « سانت جيمس » ضاقت بما حملت، فما عادت الشبكة القديمة المهترئة تحتمل حمولات السيارات العابرة فوقها مع إرتفاع درجات الحرارة فوق الأرض وأسفلها، فما كان منها إلا أن تفجرت كشظايا نارية ملتهبة، وأفرغت أحشاءها جعلت العابرين لطرقات الخرطوم شرق يهرلون مبتعدين، وهم يكادون يفرغون وجبة إفطارهم من الروائح النتنة، ومنظر المياه المتدفقة من أسفل كينبوع قذر، وقد تكرر انفجار أنابيب الصرف الصحي كثيراً بهذه المنطقة إلا أن الانفجار هذه المرة فاق سابقاته. مشاهدات: زكية ..عماد روائح كريهة أحاطت المياه المتدفقة بالمباني الموجودة بتقاطع شارعي أبو قرجة مع الزبير باشا إحاطة السوار بالمعصم، ولم تترك مخرجاً لقاطنيه، فظلوا محبوسين تحت حراسة الروائح الكريهة التي إمتدت لتؤذي أنوف مئات المارة، وعلى بعد عشرات الأمتار من موقع الإنفجار . مياه سوداء غمرت شوارع الخرطوم شرق رصدتها (آخر لحظة) أدت لقلة الحركة من سيارات ومشاة وحتى السيارات التي تعبر جاهلة بما يتدفق تهرول مسرعة هاربة من القاذورات التي تطفح من المياه . الإنفجار أدى إلى تذمر واستياء عدد من المارة، لإنبعاث الروائح الكريهة مما أدى لقلة حركة السير وإغلاق بعض المحلات التجارية، وشاهدت (آخر لحظة) المياه بلونها الأسود ورائحته الكريهة تجري منسابه في الاتجاه الجنوبي بسرعة لتغمر في إنحدارها شارع البلدية . تفادي (أرجعوا أرجعوا ماشين وين) عبارة ابتدر بها تحذيره شاب ثلاثيني يخاطب المارة ويوجههم بالعودة والبحث عن شارع آخر تفادياً لما قد يصيبهم من مياه آسنة . إتخذت النساء من ثيابهن وخمارهن أقنعة تقيهم الروائح الكريهة في وقت رفعن فيه ثيابهن حتى تكشفت سياقهن، وهم يتقافزون رجالاً ونساءً على حواف الأنهار المتدفقة بقاذورات الخرطوم . وعلى بعد أمتار قليلة من مكان الانفجار الذي وصفه المارة بالمرعب تجلس بائعة الشاي عائشة أبكر التي قالت للصحيفة إن الانفجار بدأ منذ أول أمس في تمام الساعة السادسة مساء، وتوقف دون تدخلات من أي جهة مسؤولة، ليعود فجأة وينفجر حولنا، وتقول عائشة « وأنا أجلس تحت هذه الشجرة جاءت المياه القذرة تجري متدفقة حولي، المياه المخيفة أدت لطرد وإبعاد الزبائن من المكان خوفاً على أنفسهم بأن يستنشقوا أمراضاً بدلاً من أن يتكيفو» وأضافت: «الانفجار عادة مايحدث لهذا المصرف دون ايجاد معالجات من الجهات المسؤلة » مشكلة قديمة أما بائع الرصيد الذي يغذي هواتف العاملين والقاطنين بمكان الإنفجار، قال مشكلة هذا الصرف قديمة ومستمرة منذ العام (2006م)، ينفجر من الحين إلى الآخر دون أن يجد معالجات، وأضاف بأن المجاري قديمة وأصبح انفجاره شيئاً طبيعياً، ولكن هذه المرة طفح وغمر جزءًا كبيراً من الشارع، وحجب المارة من المجئ بهذا الطريق، مما كبدنا خسائر فادحة . الناظر لوجوه العابرين يلاحظ الشرر الذي يتطاير منها غضباً واستياءً، وهم يرفعون ثيابهم خوفاً من تلك المياه المقززة، أحد المارة انفلتت رجله في مياه الصرف الصحي، وتحدث بلهجة حادة وقال غاضباً:« بالله دي العاصمة يفترض أن تكون واجهة حضارية، ولكن العكس صحيح، والمنطقة تعتبر وسط البلد » مطالباً جهات الاختصاص الاهتمام بها وترقيتها . تعطل الحركة وفي منطقة أخرى وفي منتصف شارع الحرية بالغرب من موقف جاكسون إنفجرت بالوعات الصرف الصحي كبيرة، مما أدى لهروب الباعة المتجولين وأصحاب المركبات العامة والخاصة، وانساب المارة من المواطنيين بإرسال كيل من السباب والشتائم للمسؤوليين الذين قالوا عنهم إنهم يجلسون في قصور من حرير ويركبون العربات الفارهة ولايتضررون من الانكسارات وانبعاثات الروائح الكريهة للصرف الصحي الذي بات يهدد صحة المواطن، وبالرغم من وجود أماكن تركيب العطور والكريمات ذات الروائح الجميلة، إلا أن رائحة الصرف أصبحت طاغية على المشهد، وحولت المكان لنافخ الكير الذي يحرق ثيابك، وتجد منه رائحة منتنة، هكذا رائحة الخرطوم هذه الأيام تزكم الأنوف ويمضي واصفاً الوضع أن الإنكسارات عنيفة وبصورة مزعجة دون أن يرف طرف لمسؤول، الشئ الذي دفع سكان الولاية لإطلاق صرخة ملهوف يستغيث مستنجداً بالجهات المختصة، بالنظر بعين الرحمة للمواطن الذي أصبح مغلوباً على أمره من جراء تلوث البيئة من حوله .