٭مساء أمس راجعت تفاصيل نفرة المؤتمر الوطني لتفعيل إيراداته بطريقتي الخاصة، حيث قلبت على الحاسوب البوم الصور .. بالتأكيد بدأت بصورة (الريس) ثم نائبه بالحزب إبراهيم محمود والقياديتين أميرة الفاضل ود. مها الشيخ . ٭كان هناك قاسماً مشتركاً بين من ذكرت وآخرين رفدوا الصناديق الزجاجية بالمال جميعهم غمرت وجوههم ابتسامة عريضة .. حرّم الرئيس المال العام على المؤتمر الوطني .. تذكرت حديث البشير قبل يومين عندما قال إن البلاد مقبلة على مرحلة جديدة. ٭بدأ الحزب يباعد بينه ومال الدولة وهي مسألة في غاية الأهمية ومطلوبة .. لن يتقدم الوطني لو رضع من خزانة الدولة بل سيضعف شيئاً فشيئاً ، سيكون مثل شاب خامل ينظر إلى جيب والدته ويحرضها على والده. ٭قد تقابل خطوة الوطني بسخرية من خصومه، لكن الوطني بتلك الخطوة (سيفرز كيمان).. كثيرون داخل الوطني يمارسون الارتزاق والدجل والاستهبال ولديهم أنبوب مباشر إلى مال الحزب. ٭خطوة الوطني ستنقي صفوفه من أمثال هؤلاء ممن شوهوا سمعته ومرغوها في تراب (الأسافير) .. سيبقى المخلصون وأصحاب المشروع ممن تبرعوا للحزب بدمائهم وليس بحفنة مال. ٭لن يقوى على الصمود ، من جاءوا لمنافع يرجونها ، أولنساء يتزوجونهن أومناصب يتبؤونها .. سيكون في الحزب الأنقياء الأتقياء ممن يقبضون مال (الاحتساب) .. الآن لن يصبح الحزب مثل الاتحاد الاشتراكي سيفر منه المنافقون. ٭اعتماد الوطني على مال عضويته وتفعيل الاشتراكات من سمات الانتماء للكيان، ودونكم الحركة الإسلامية التي جاءت بالإنقاذ .. كانت الجبهة الإسلامية قوية ومصدر قوتها يكمن في أمرين استقلالها مالياً وتوظيفها لتلك الأموال بشكل سليم. ٭كان الإسلاميون قوة ضاربة تمكنوا من بناء مؤسسات ضخمة وناجحة بعكس مؤسسات اليوم الخاسرة ، عرفوا كيف يديرون المال وينمونه ولذلك أقاموا مؤسسات ضخمة مثل بنك فيصل. ٭طور الإسلاميون كوادرهم ولذلك كانوا حاكمين قبل أن يصلوا للحكم .. فكان رجال المال والأعمال الناجحون من الإسلاميين- ويشار اليهم بالبنان .. كانوا يدعمون الجبهة وليسوا مثل بعض رجال الأعمال الآن الذين يبحثون عن فك ضايقاتهم عبر الوطني. ٭في منتصف نوفمبر 1987م، أعلن الجيش إخلاء مدينتي الكرمك وقيسان، وسحب القوات العسكرية وإعادة جمعها خارج المدينتين، لأنهما أصبحتا تحت مرمى مدفعية ثقيلة، وصاروخية متمركزة في أثيوبيا لقد خلقت هذه المشكلة هزة كبيرة في أوساط الحكومة والقوى السياسية، بمختلف اتجاهاتها. ٭كانت حكومة الصادق المهدي في ورطة .. يحفظ التاريخ لنواب الجبهة الإسلامية تبرعهم بسياراتهم التي منحتها وزارة المالية لنواب الجمعية التأسيسية بالبيع الإيجاري .. تبرع الإسلاميون وقتها لأن (عينهم كانت مليانة). ٭ ظل الإسلاميون يضربون أروع الأمثال وهم يقدمون النفس قبل المال .. شباب خُلص تبرعوا بأرواحهم فداءً للمشروع الإسلامي .. وبالتالي ليس كثيراً على أمثال عبد الملك البرير أن يتبرعوا بالمال.