الشاي الخفيف الذي يعدل المزاج كان يسمي ( دم دكاترة ) لانه كان صافي الحمرة عظيم النكهة على عكس الشاي التقيل الذي يميل لونه للسواد وطعمه للمرارة ، الوجدان الشعبي لم يسق تلك الصفة اعتباطا ولم يمنحها للاطباء مجامله ، الدكاترة كانوا من الظرافة واللطافة بمكان كبير ، حديثهم عذب وطباعهم جميلة ، يتدفقون لطفا ورأفة بمرضاهم وكأنهم درسوا فنون الاتكيت لا علوم الطب فكانت معاملاتهم راقية. انطوى ذلك الزمان الجميل ولم نعد ننسب الشاي الخفيف لدمهم بل تم تأنيث صفات الشاي بعد أن تغيرت معاملاتهم وسيكون من الاجحاف تعميم هذا الامر على كل الاطباء فمنهم ( ومنهن) اولاد حلال كثر تكفي ( شوفتهم ) ومعاملتهم الراقية لتطمين القلب ( ويرقدو روحك ) على فراش وثير من الطمأنينة. كما انه في الحياة العامة هناك ( مستجدي نعمة) كذلك في الطب فبعضهم يلج لتلك المهنة من باب الوجاهة الاجتماعية ويعتقد انه عبقري زمانه وفريد عصره ويتخرج وهو مركب مكنة ( الزول السمح فات الكبار والقدرو) ويشمخ بانفه ويحدث الناس بخياشيمه كأنه اول طبيب في تاريخ الانسانية وكانه مخترع علاجات لم يسبقه عليه احد وحتى شطارة الاجيال الجديدة من الاطباء مشكوك فيها وليس ادل على ذلك من كمية الاخطاء القاتلة التى يرتكبها بعض اطباء ثورة التأليم. يحاول الاطباء دوما أن يوهمونا بانهم مخلوقات استثنائية وقد قبلنا بذلك يوم كانت مهنتهم انسانية في المقام الاول ، ويوم كانوا يتمتعون بكفاءة عالية ، صحيح أن بعض الجوانب التى تحقق الكفاءة ليست مسؤوليتهم فهناك تقصير في المعدات والخدمات وحتى بيئة العمل وهناك ظلم يقع عليهم من حيث العائد المادي والتعدي عليهم بجريرة تقصير لم يرتكبونها وسبب ذلك الاعتقاد السائد والخاطئ بان الطبيب هو الشافي وليس الله وهم نتاج للوهم الذي أشرنا اليه. اليقين ينقص ايضا الكثير من المرافقين فيحملون الاطباء اقدار الله وهذا نقص في الايمان فعندما تكمل الايام فلن يزيدها احد ، عموما هناك اخطاء وسؤ فهم لدي الجميع (اطباء ومطبوبين)فكيف نخرج من هذا المطب؟