الجديد الثورة: كوكب الزين/ تصوير سفيان كانت الساعة حوالي الساعة الثالثة والنصف ظهراً عندما تحركنا صوب منطقة الجديد الثورة، حيث تقطن هنالك أسرة الشهيد الباشمهندس محمد شيخ إدريس أحمد إبراهيم الذي لقي مصرعه أمس الأول بعد أن فتح مسلحون النار في مواجهته وزميله أثناء أداء عملهما بحقل بليلة بولاية غرب كردفان، الحادث المشؤوم وقع عند الساعة التاسعة صباح الإثنين الماضي، وعندما كان القتيلان يستقلان عربة بغرض إجراء الطواف المعتاد على الآبار بالمنطقة، وعند وصولهما حقل (كي) بالقرب من محطة المعالجة الحقلية فاجأهما مسلحون يستقلون درجات بخارية، واطلقو عليهم أعيرة نارية أردتهما قتيلين. لحظات نقل النبأ للاسرة والد الشهيد شيخ إدريس قال إن ابنه من مواليد 1983 تخرج في جامعة السودان كلية الهندسة قسم المكانيكا، وينحدر من أسرة تتكون من خمسة أبناء وترتيبه الثاني من بين الأبناء، عمل فى شركة عطبرة، وكانت فترة تدريبة وبعدها التحق بالعمل في ولاية غرب كردفان، وحول كيفية تلقيه نبأ رحيل ابنه محمد، قال تلقيت اتصالاً حوالى الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الثلاثاء من قبل مهندس يعمل بنفس الشركة مع الشهيد، وأخبرني في باديء الأمر بتعرض ابني لحادث حركة، ولم يخبرني بوفاته، وطلب مني أن أسافر إلى غرب كردفان للوقوف على الأمر، ولكن بعد فترة أبلغني ابن أخي برحيل محمد ابني، وفي هذه اللحظات كنت خارج المنزل، كان همى الوحيد أن أصل إلى البيت لأخبر والدته بالحادثة، وبعدها وصل الجثمان إلى مطار الخرطوم، ثم إلى المستشفى لمعرفة سبب الوفاة، وعقب ذلك قمنا بموارات جثمانه الثرى بمقابر الجديد الثورة، وظللنا نتلقى التعازي من زملاء الشهيد بالشركات المختلفة وشركات البترول خاصة، كما هاتفنا وزير النفط من روسيا معزياً صفات الشهيد وتقول عنه عمته الأستاذه بشرية أحمد إبراهيم أنه من حفظة القران، ويتصف بالأخلاق الحسنة والأدب، ويختلف عن بقية الشباب فى التصرفات، وأنه يسارع في تقديم الخير للآخرين وكل أفراد الأسرة. سر قلق والدته والدة الباشمهندس نجاج حسن أحمد عالم قالت آخر إجازة للشهيد، كانت قبل رمضان بعشرة أيام نسبة لظروف الامتحانات، وهو دائماً على اتصال يومى بالأسرة، لكن في الفترة الاخيرة لاحظت أن محمد أصبح يتصل بنا في اليوم أكثر من مرة، ويطلب مني العفو، مما زاد من قلقلي عليه، وقالت نجاح إن ابنها وعدها بالحج هي ووالده في العام المقبل، إلا أن القدر كان أسرع. شقيقه الأكبر احمد شيخ إدريس يقول كنت على اتصال مع الشهيد قبل الحادث يوم الإثنين المساء كالعادة، وفي صباح يوم الثلاثاء اتصل بنا ابن عمنا وأخبرنا بوقوع الحادث..