أصعب الخطايا :ان من أصعب الخطايا ،وأكبرهم شراسة وفتكاً خطية الكبرياء ،وما يلازم الكبرياء من استعلاء ، ولقد نصحنا السيد المسيح أن نحيا في وداعة وتواضع قلب ، وكان هو أول من أتصع ، ومن يتضع يرتفع، ولقد بدأ يسوع بالإهتمام بتلاميذه وتعليمهم خدمة التواضع ، فلقد غسل أرجل التلامبذ في بداية تأسيس العهد الجديد ، وعندما أستنكر بطرس هذا ، وأستعصب أن يغسل المعلم أرجل تلاميذه ، أعلن يسوع في تصميم وحزم إن كنت لا أغسلك فليس لك معى نصيب ، وهنا قال له سمعان بطرس يا سيد ليس رجلي فقط بل أيضاً يدىَ ورأسى (يوحنا13،9:8)ش، وقد صار هذا ترتيباً ونظاما حيث تغسل طغمة الكهنوت أساقفة وقسوس أرجل المؤمنين في الكنيسة ثلاث مرات في السنه الأولى في تذكار أسبوع الآلام في خميس العهد ، والثانيه في صوم الرسل لتؤكد أن خدمتهم خدمة تواضع ، والثالثة في عيد الغطاس تأكيد لتواضع السيد المسيح أمام يوحنا المعمدان يحي بن زكريا ، وإشارة إلى تواضع المعمدان الذى قال لست مستحقاً أن أنحنى وأحل سيور حذاء المسيح ، فكافأه المسيح بأن وقف أمامه ووضع المعمدان يده علي رأسه معمداً إياه معمودية يوحنا أو غطسته يحي ، وقد كان طقس غسل الأرجل معروفاً في شرقنا ، وكان يتم في مدخل الأبواب لكل ضيف قادم من بعيد ، ولقد تفوقت المرأة الخاطئة علي الجميع عندما غسلت قدمى يسوع بدموعها ، ومسحتها بشعر رأسها في توبة نصوح لفتت إنتباه الجميع . والكبرياء أستعلاء غير مقبول ، ومحاولة من الإنسان للإعتداء علي مكانة الله ، فالمتكبر يستعلى ليأخذ حتى كرسي الله الذي لا يعطى مجده لآخر ، وهذا ما هز السماء هذا عندما أستعلى فريق من الملائكة ، وتكبروا ، ووضع رئيسهم مكانه علي كرسي الله ، وكانت نتيجة الكبرياء السقوط ، وصار هذا الملاك المستعلى هو الشيطان الذي شطن وانحرف واقعاً في فخ الكبرياء ، والذي حتى الآن يوسوس في صدور الناس ليجعلهم مثله بدءاً بآدم وعندما قالت الحية لحواء لن تموتا بالأكل من الشجره ، بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر (تكوين4:3،5) ، ويرثي أشعياء الشاعر العبراني في شعر عبراني هذا السقوط ويقول : كيف سقطت من السماء يازهرة بنت الصبح ، كيف قُطعت الي الأرض يا قاهر الأمم ، وأنت قلت في قلبك ، أصعد إلي السموات ، أرفع كرسي فوق كواكب الله وأجلس علي جبل الاجتماع في أعالي الشمال ، أصعد فوق مرتفعات السحاب ، أصير مثل العلي ، لكن أنحدرت إلي الهاوية إلي أسفل الجب (أشعياء14،15:12) . أنصاف الآلهة : وفي تاريخ الحكام أعترض بشده كل الناس علي أستعلاء الحكام في تمنيات أن يكون الحاكم متضعاً ، وبعيداً عن دائرة الأستعلاء ، وكانت النصيحه للحكام إذدد تواضعاً ما اذددت رفعة ، بمعنى أنه كلما أرتقي إنسان في مناصب الدنيا كلما ينبغي أن يذداد تواضعاُ بنسبة تجعله لا يغتر بالمنصب ، ويستعلي علي خدمة الناس لأن الكبير خادم للصغير ، ولأن العظمه الحقيقيه في خدمة الناس وليس في الاستعلاء عليهم ، والله يعطينا ويوطي نفوسنا . كان الحكام الأول يتجهون في زى الناس ، ويتفقدون الشعب في إتضاع ، ويعرفون آلامهم ويخففون هذه الآلآم ، وهنا يُشبعون الجوعان ، ويروون العطشان ، ويضمدون الجراح ، ولقد وصف الناس في مصر والسودان الحكام الأنجليز بأنهم أنصاف آلهة ، هذا ما قاله أستاذى البروفسور زاهر رياض في كتابه كنيسة الإسكندرية في أفريقيا عندما تحدث عن أقباط السودان ومساهمتهم الثرة في الأقتصاد السوداني ،ومشاركتهم السودانيون في الحياة الإجتماعيه في حي المسالمه ، وقال إن الأنجليز لم يفعلو هذا ، ولكنهم كانوا في أستعلاء لأنهم أنصاف آلهة ، أما في السودان ففي كتاب موت دنيا الذي أشترك في تأليفه محمد أحمد محجوب السياسى الكبير ورفيق دربه دكتور عبد الحليم محمد فقد جاء وصف لإستعلاء الحكام الإنجليز وسلوكهم تجاه الآخرين ،وقال المؤلفان إن هؤلاء الحكام كانوا يتصرفون كأنهم آلهة اليونان في جبال الأولمب ،فروى بريطانى لا ينتمي لرجال السلك السياسي أنما يسخر منهم ، روي قصة عن إمبراطور الرومان قال فيها : أقام الأمبراطورحفله من حفلاته الداميه التي تدور رحي الحرب فيها بين الأسود الكاسرة والمسيحين الأوائل ، وقد تجمع حوله رجال الدوله وأعيان البلاد ، وجئ برجل من أولئك المسيحين المعذبين ، وأطلق الأسد عليه، ولكنه تمتم ببعض كلمات فوقف الأسد حائرا لا يحرك يدا ، وغضب الامبراطور لذلك ، وأشارإلى أحد وزرائه أن يتحري عن السبب ، فذهب الوزير وأستفسسر ، وعلم أن الرجل قال للأسد :أنا أحد رجال السلك السياسي في حكومة السودان ، ولهذا صد الأسد عنه ، وتشارك الأمبراطور دهشاً عن السر ، فقيل له أن الأسد لا يفترس إلادميين ، وهنا وهنا سأل أليس هؤلاء أيضاً آدميين ، فقل له عفوك يا مولاى إنهم أنصاف آلهة .