دلفنا مساء السبت وصالة المغادرة ليس فيه موطء قدم، تذكرت لحظتها حُلم مطار الخرطوم الجديد الذي تم وأده إبان فترة وزير المالية السابق على محمود، وكم كان هذا المشروع سيساهم في الاقتصاد وخصوصاً والعالم يشهد تنامي حركة التنقل الجوي. *أحد المسؤولين كان في نفس رحلتنا شاهدتُ رتلاً من حقائبه وصناديقه التي تم إيقافنا حتى تُشحن له، وقطرات عرقنا تتصبب ونحن ننتظر انتهاء شحن حقائبه، ومكيفات صالة المغادرة لا تعمل كما يجب جو خانق واجراءات بطيئة وازدحام غير مسبوق. *انتهينا من اجراءات مكتب الخطوط التركية بعد جهد وتحولنا لملء استمارة المغادرة التي بحثت عنها مع بعض الركاب، فلم نجد إلا استمارة لغير السودانيين وأخرى مكتوب عليها (وصول مواطن) اضطررت لملئها رغم أني مغادر، وصالة السلامة الجوية ليس فيها مقعد فارغ لتجلس فيه، وكافتريا الصالة تكييفها معطل مما يكسبك جلسة حمام بخار مجانية، الى أن ينادى بالتوجه لتكملة اجراءات المغادرة. *عندما تصعد سلُم الطائرة تتغير أشياء كثيرة فهناك لا مجال للإهمال أو الأعطال، وكذلك تكون الخطوط الدولية ولمدة أربع ساعات، طارت بنا الطائرة التركية قضيت أغلبها في مشاهدة فيلم Papa عن آخر أيام الكاتب الشهيرارنست همنجوي صاحب كتاب (العجوز والبحر) والحائز على جائزة نوبل في الآداب. *هبط وفد ميديانت في مطار اتاتورك الدولي بإستانبول مطار لا تهدأ حركته قادمين ومغادرين الى مختلف بقاع المعمورة، سابقنا الزمن لنلحق برحلتنا الداخلية الى أنقرة العاصمة، شرح لي تركي صادف أن جلسنا متجاورين، أن انقرة هي عاصمة حديثة نسبياً أسسها اتتورك في 1923م وكانت استانبول هي العاصمة قبل ذلك، ولكن لأن استانبول تطل على البحر فهي عرضة لهجمات الغزاة وقتها، فأُختيرت انقرة في وسط هضبة الأناضول، حيث الجبال تحيط بها إحاطة السوار بالمعصم، وعن اسمها انقرا مأخوذ من اسم مرساة السفن، أو الهلب باللغة الأنجليزية *هبطنا انقرة في تمام الثامنة صباحاً فوجدنا نائب رئيس البعثة الدبلوماسية السفير ابراهيم الشيخ في انتظار وفدنا، رغم أن اليوم يوم أحد وهو عطلة رسمية انتقلنا وبرفقته عضو المقدمة في وفدنا د. عبدالكريم حسن وانتقلنا إلى مقر إقامتنا بفندق Utem لأخذ قسط من الراحة بعد هذه الرحلة الطويلة، واتفقنا أن نلتقي في البهو في تمام الثانية ظهراً. *انطلقنا لزيارة معالم المدينة القديمة حيث قلعة تولوس التي تشاهدها في أعلى جبل، وهي تطل على العاصمة ومن ثم شاهدنا المدينة عبر التلسكوب المنصوب في أعلى التله وزرنا آثار للأمبراطورية الرومانية والامبراطور قسطنطين، ثم اتجهنا الى مقر مقبرة مصطفى كمال اتاتورك، وتجولنا في المتحف المُلحق بها الذي يحوي كثيراً من محتوياته الشخصية، وجداريات تروي انتصارته على الغزاة في معاركه. *تناولنا في إحدى المطاعم طبقاً تركياً اسمه (اسكندر)عبارةعن قطع خبز مغطاة بشرائح لحم وقليلاً من الزبادي والرز، ثم تناولنا أكواب الشاي التركي المميز وعليه سكر البنجر، عدنا مساءً لنجهز لجولتنا الرسمية لليوم التالي يتبع...