اليوم هو العاشر من أكتوبر. الموعد المضروب لإعلان نتيجه الحوار الوطني، كل الناس ستترقب ما ستسفر عنه الجمعيه العموميه للحوار، قبل عامين أعلن رئيس الجمهورية من خلال الوثبة الحوار الوطني. * الدعوة قدمت لكل القوى السياسيه وتحديداً للقوى التي تحمل السلاح، مثل حركات دارفور وقطاع الشمال، وتبع ذلك خطوات موازية منها تعهد واضح بإعطاء الأمان لحملة السلاح للدخول والخروج من البلاد دون اعتراض من جانب السلطات. المناخ آنذاك كان مختلفاً عن اليوم، كانت البلاد تعيش أجواءًا مختنفةً بفعل أحداث سبتمبر، وغبار معارك الاقتتال بين مختلف الفصائل في دول الربيع العربي يتطاير عالياً في أجواء المنطقة، كل الناس في السودان اتفقوا ألا غالب أو مغلوب بين أبناء الوطن، فالبندقية وحدها لن تحل مشكلة، ويبقى العشم في انخراط الجميع في الحوار. صحيح أن القوى المشاركة في حوار القاعة لا يستهان بها، وفي ذلك الوقت كانت توجد قوى أخرى خارج منظومة مكيفات القاعة الباردة، ورغم ذلك كان للحوار ايجابيات كما له أيضاً سلبياته، خلال العامين تم التوقيع على عدة اتفاقيات مثل خارطة طريق بين الحكومة والمعارضة أبرز ما جاء فيها الحديث عن انتهاج الحكم السلمي بدلاً من الاقتتال. صحيح حدثت عثرات وأوقفت المسيرة (القاصدة) نحو الحوار بعض الشيء، إلا أنها في ذات الوقت أحدثت اختراقا واضحاً، وأكدت أن كل شيء ممكن، ولا يوجد مستحيل تحت شمس السياسة السودانية الحارقه حتى في فصل الشتاء. تاريخ السودان القريب والبعيد يقول إن الوصول (للاجماع) أمر مستحيل، في أغلب الأحيان هناك من ياتي متاخراً، وهناك من يعارض من أجل المعارضة، لقد رفض أسلافنا من قبل الجمعية التشريعية والتي رغم عيوبها الواضحة إلا أنها حملت في (أحشائها) جنيناً قابلاً للنمو والتخلق، حتى غدا برلماناً، أعلن الأزهري من ردهاته إعلان استقلال السودان، وهو ذات الأزهري الذي رفض الجمعية التشريعية وقال كلمته الشهيره التي دخلت التاريخ وصارت مثلاً: (لن ندخلها ولو جاءت مبرأة من كل عيب) المهم ستتجه الأعناق اليوم نحو الوثيقه التي اتفقت عليهاالقوى السياسيه والوطنيه بمخرجاتها وتوصياتها، فإن جاءت معبرة وملبية للآمال والأحلام العراض بقدر ليالي الحوار والذي امتد إلى عامين بصرفها وتكلفتها العالية، ومتوافقة مع مطلوبات الشعب السوداني وحقه في الحصول على نظام حكم سلمي ومتداول بين الأحزاب والقوى السياسية، إن حدث ذلك فإن الرقعة ستتسع وسيأتي الممانعون والمعارضون واحداً تلو الآخر فهذا غاية المطلب، أما إذا حدث العكس - وهذا ما لا نتمناه - ستكون البلاد قد دخلت في (جحر ضب) وعلى قول (شبونة) أعوذ بالله