حشود جماهيرية غفيرة ضاقت بها الساحة الحضراء حضروا الفعالية الختامية للتبشير بمخرجات الحوار التي نظمتها ولاية الخرطوم، بجانب فئات المجتمع الأخرى التي احتشدت من مختلف أنحاء الولاية ، وكان لافتاً الحضور الطاغي لمشاركة ولايتي النيل الأبيض وغرب دارفور بمختلف محلياتهم، الحفل شكل فيه الفنانون حضوراً مميزاً عبر مشاركات المطرب جمال فرفور وخالد محجوب " الصحافة" الذين تباروا في تقديم الاغاني الوطنية والحماسية التي وجدت قبولاً عند الحاضرين، وكان التفاعل الأكبر لحظة وصول رئيس الجمهورية المشير عمر البشير الذي تفاعل كعادته، وتجول في المنصة وهو يلتفت للحضور ملوحاً بعصاه للجموع المحتشدة أمامه مطالباً إياهم بالاقتراب أكثر. ضد الشعب بدأ الرئيس يقدم كلمات الشكر والثناء للمتحاورين الذين شاركوا في إعداد وثيقة الحوار، وقال إن السودان سيحتفل بتاريخ التوافق في كل عام ليصبح العاشرمن أكتوبر مناسبة قومية، وأضاف من حقنا أن نحتفل ونفرح لأن وحدتنا تمت عبر الحوار بشقيه المجتمعي والسياسي، ووصف ما تم بأنه يمثل واحداً من إبداعات الشعب السوداني، ومن الدروس التي ظل السودان يقدمها للعالم، فسبق أن قدم السودان الكثير للدول الإفريقية من خلال دعم حركات التحرر الوطني، إلى أن تحررت أفريقيا من قوى المستعمر، وجدد حديثه السابق بأن الوثيقة ستظل مفتوحة لمن يرغب في الانضمام إليها، لكنه عاد وقال" "البجي مسالم أهلاً وسهلاً والما بجي بنصلو في محلو"، ووصف كل من لا يرغب أن يوقع على الوثيقة بانه ضد الشعب، ووعد البشير بإنشاء مفوضية للمغتربين لرعاية أبناء السودان العاملين بالخارج تقديراً لمجهوداتهم وإسهاماتهم في الحوار، ووجه بنبذ العنف والجهوية والعنصرية. استكمال الثورة وبدأ الأمين العام للمؤتمر الشعبي إبراهيم السنوسي يجتر ذكريات الإنقاذ في العشر سنوات الأوائل، وقال في السابق عند بداية ثورة الإنقاذ كنا نستقبل أبناءنا من قوات الدفاع الشعبي هنا ونودعهم للقتال في الجنوب، عندما كانت الحرب في أشد وأحلك أيامها، إلا أننا نستقبل فيه اليوم جموع الشعب السوداني لنحتفل بالاتفاق على وثيقة، لبناء ما خربته ودمرته الحرب، ويستمر في حديث الذكريات بقوله إن الرئيس البشير فجر ثورة الإنقاذ التي ما تزال شعاراتها قائمة ومطبقة، خاصة في جانب الشريعة الإسلامية ويصف الحوار بأنه يشكل استكمالاً لمسيرة ثورة الإنقاذ، وانتقد السنوسي إضراب الأطباء، وقال لا يجوز أن يتفرج أطباؤنا الذين أتاهم الله العلم على المرضى وهم يموتون، قبل أن يستدرك ويقول إن البلاد تمر بظروف صعبة، ولكن يجب أن لا يتوقف الأطباء عن العمل، وتفاءل بتكوين دولة جديدة في ظل عالم مضطرب، وامتدح السنوسي الرئيس البشير قائلاً: عندما أطلق الأخ الرئيس الوثبة كان المشككون يظنونها هواناً، وهم لا يعلمون أن صاحبها يريد بها العزة والمستقبل، وأشار إلى أن بداية الإنقاذ كانت السلطة مقبوضة، وكذلك الحريات، وبهذا الحوار نريد أن نعيد السلطة للشعب وأن تتحقق الحريات ويتقاسم فيه الشعب السلطة، ولا يظلم في البلاد أحد بعد اليوم، وقال إن السودان مقبل على عهد جديد، فالعاشر من أكتوبر يستحق أن يكون يوماً مشهوداً، ونريد طبقاً لمخرجات الحوار أن نبني السودان الجديد.. من جانبه وصف والي الخرطوم عبد الرحيم محمد حسين وثيقة الحوار بأنها وثيقة وطنية لإجماع الأمة السودانية عليها، صوناً لوحدة البلاد ودعماً للامن والاستقرار، بعد أن تواثقت على أن يكون الحوار النهج الحضاري في كافة القضايا. سودان جديد بدوره طالب الفنان جمال فرفور بسودان جديد بعيداً عن القبلية والجهوية، وقال إن السودان عانى كثيراً، ونتمنى أن يحقق الحوار العقبات والمشاكل التي واجهته من أزمات، حتى يأخذ كل شخص وضعه الطبيعي من أطفال ونساء، وينالون صحة وتعليم، فرفور اختتم حديثة ل(آخر لحظة) بأنهم كرسل فن يريدون أن تصدح أصواتهم في جميع ربوع الوطن ليس فقط في الخرطوم أو مدني أو بورتسودان، واعتبر انهم كفنانين يعتقدون أنهم محرومون من رؤية أجزاء كبيرة من هذا الوطن رغم لهفتنا وتشوقنا بأن نراهم وان يستمعون لنا وزاد" إن السودان يستحق كل خير".