ثالثاً: الجهة المنظمة للمؤتمر: ذكرت مؤسسة طابة في موقعها الإلكتروني الرسمي أنها تشرفت بتعاونها مع صندوق الحاج رمضان قاديروف الخيري ومؤسسة دعم الثقافة الإسلامية والعلم والتعليم، في تنظيم انعقاد المؤتمر لعلماء المسلمين تحت عنوان (من هم أهل السنة والجماعة).. مؤسسة طابة هي مؤسسة أنشأتها الإمارات وتعمل وفق استراتيجية دولة الإمارات.. المؤتمر عقد على الأرض الشيشانية بموافقة روسيا، وبحضور كثيف ولافت لمشيخة الأزهر والعلماء المصريين. من ذلك نستطيع أن نحدد الجهات المنظمة والداعمة والراعية لهذا المؤتمر كما يلي: مؤسسة طابة، صندوق الحاج رمضان قاديروف، مؤسسة دعم الثقافة الإسلامية والعلم والتعليم.. هذه الجهات الثلاث هي المنظِّمة المباشرة ومظلة للراعين لهذا المؤتمر وهم: الحكومة الروسية، الحكومة الشيشانية، دولة الإمارات، الحكومة المصرية، لقد وضح لنا في المبحث السابق الدور الروسي والشيشاني، وسوف نتناول بالتشريح في هذا المبحث دور مؤسسة طابة، ودور صندوق الحاج رمضان قاديروف، ودور مؤسسة دعم الثقافة الإسلامية والعلم والتعليم، ثم الدور الإماراتي والدور المصري، وصلت الدراسات والخطط الغربية في مطلع الثمانينيات من القرن العشرين، إلى قناعة مفادها أن لا بد من دعم ورعاية التيارات الصوفية في العالم الإسلامي، لتكون بديلاً للإسلام السياسي الذي كان مرشحاً لاحتلال مكانة متقدمة في الحكم في الدول الإسلامية، ولذلك أصبح العالم الغربي يحارب الإسلام ويشجع الحركات الصوفية، وأصبح يروِّج لمؤلفات محي الدين بن عربي، وأشعار جلال الدين الروسي، وتبني الغرب استراتيجية داعمة للصوفية ومشجعة للبلدان ذات التقاليد الصوفية على إدخال التصوف ضمن مناهجها الدراسية، وظل يعمل بصورة ممنهجة إلى مصالحة التصوف، ودعمه بقوة لكي يستطيع ملء الساحة السياسية والدينية وفق ضوابط فصل الدين عن الحياة، وإقصائه نهائياً عن قضايا السياسة والاقتصاد، مؤسسة طابة هي مؤسسة صوفية مقرها أبو ظبي، أسسها ويديرها الصوفي اليمني علي الجفري.. تُعرِّف المؤسسة نفسها على موقعها الإلكتروني بأنها: (مؤسسة طابة هي مؤسسة غير ربحية، تسعى لتقديم مقترحات وتوصيات لقادة الرأي لاتخاذ نهج حكم نافع للمجتمع، بالإضافة إلى إعداد مشاريع تطبيقية تخدم المثل العليا الخالدة لدين الإسلام وتبرز صورته الحضارية المشرفة، ومن خلال ذلك نضع مقاييس جديدة ومعايير قيمية لأنظمة العمل المؤسساتي)، ورؤية المؤسسة على نفس الموقع تنص على (إعداد الدراسات والكوادر والمؤسسات لتطوير خطاب إسلامي واضح وإيصاله للعالم بأسره بطريقة تؤدي للإدراك).. يتكون المجلس الاستشاري للمؤسسة من أقطاب التصوف في المنطقة وهم: الحبيب علي زين العابدين الجفري مؤسس ورئيس مجلس إدارة طابة، من مواليد 16/4/1971م بجدة بالسعودية، يمني الجنسية، شارك في مؤتمر (كلمة سواء: النظرية والتطبيق) الذي نظمته جامعة زايد بالإمارات بالتعاون مع جامعة كارولينا الشمالية، بالإضافة إلى ثلاث جامعات إندونيسية، وبحضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، ووزير التعليم والأوقاف بالإمارات، ومشاركة عدد من كبار علماء المسلمين كمفتي الديار المصرية علي جمعة، والمغربي فاروق حمادة، ونصر عارف رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة زايد، وهو عضو ومؤسس في مجلس أمناء الأكاديمية الأوربية للثقافة والعلوم الإسلامية في بروكسل ببلجيكا، ومركز النور لصيانة وتوثيق وتحقيق المخطوطات في تريم بحضرموت، كما أنه عضو عامل في مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي في عمان، ويقال إنه شيعي متدثر بلباس الصوفية().. وقد اختارت الإمارات الحبيب الجفري لتأسيس مؤسسة طابة لترعى شبكة للتصوف السياسي، لمناكفة المرجعيات السعودية، من خلال جهة صوفية عالمية، تتفق مع القيم والمصالح الغربية الأمريكية، وتعكس رغبة إماراتية في تشكيل ما يسمى محور اعتدال إسلامي يضم أبو ظبي والقاهرة.. تعمل هذه الشبكة من خلال عدة مؤسسات أبرزها مؤسسة طابة ومجلس حكماء المسلمين الذي يترأسه شيخ الأزهر أحمد الطيب برعاية إماراتية().. د. محمد البوطي رئيس قسم العقائد والأديان في كلية الشريعة بجامعة دمشق (وقد اغتيل عام 2013م). د. عبد الله بن بيه، رئيس مركز التجديد والترشيد (لندن) وهو موريتاني.. د. علي جمعة مفتي الديار المصرية الأسبق.. الحبيب عمر بن حفيظ مؤسس وعميد دار المصطفى باليمن.. 6. ومن الشخصيات غير العربية في مؤسسة طابة الأمريكي الشيخ جهاد هاشم براون، أحد أعضاء مجلس إدارة طابة وكبير أعضاء مجلس الأبحاث في المؤسسة.