منذ فترة نفضت جنوب كردفان الغبار الذي كان يخلفه سقوط الدانات على حاضرتها كادوقلي، حتى أن شعار (الدانة ولا المهانة) كان هو السائد في ولاية التلال .. مضت الحكومة منذ ولاية اللواء أمن عيسى آدم في البدء في انفاذ مشروعات التنمية، وكان من علاماتها قيام مهرجان الولاية للاستثمار والسياحة والتراث، والذي كان قد دشنه النائب الأول للرئيس. كان لافتاً في الولاية، عقد مجلس وزراء حكومتها في المحليات، والتي توفر فرصة كبيرة للمسؤولين للوقوف على الحقائق على الأرض وليس خلال التقارير، وهو منهج يمضي عليه نائب الرئيس. القوز .. محطة جديدة كانت محلية القوز هي محطة والي الولاية وأعضاء حكومته، حيث تم عقد اجتماع مجلس الوزراء، لكنه كان أحد برامج الوالي بالمحلية العريقة، والتي بها مدرسة تأسست منذ العام 1934م وتتميز المحلية بتماسك مواطنيها وترابطهم، ومن خلال كونها على الحدود مع شمال كردفان كانت بوابة للولاية، وكان أبناء المحلية حامين لها حيث لم يتمكن التمرد من النيل من أرضها.. كان للوالي حراكاً كبيراً من خلال الطواف على الوحدات الادارية وفي وحدة الحمادي قام اللواء عيسى بافتتاح عدد من المراكز الصحية في إطار خطة التنمية المتوازنة التي عمت الولاية، وبعض المشروعات جديدة وأخرى استكملت، ولاحظت أن الوالي يردد عبارة (المبدي متموم) ، فالمراكز الصحية التي بدأ العمل فيها في وقت سابق تشاءم البعض بعدم اكتمالها، فأوفى الوالي بوعده. كانت الزيارة للحمادي لرد الدين لأهلها كما قال الوالي، بعد أن وقفوا حصناً منيعاً حال وصول التمرد للمحلية. مطالب مشروعة كانت مطالب المواطنين والتي وصفها الوالي بالمشروعة قد انحصرت في تعزيز الأمن وتوفير المياه، وتحسين الطرق خاصة عند (الوديان) .. كانت الزيارة إلى وحدة كوبي الإدارية قد اتسمت بأهمية خاصة نسبة لأن المنطقة بعيدة عن رئاسة المحلية، وكان الطريق وعراً خاصة عند خور أسماه أهل المنطقة بخور الشر، وقد طلب منهم الوالي أن يطلقوا عليه خور الخير من باب التفاؤل، واكتشف المواطنون أن الوالي يعرف كل صغيرة وكبيرة عن منطقتهم، وذلك من خلال تعرف عليهم في مجموعة (واتساب)، تضم مثقفين ونخباً من أبناء الوحدة الإدارية بكل أنحاء العالم. الأمن الأمن رفع المواطنون شعار (الأمن الأمن عشان ننجم)، واعتقدت عند وصولنا المنطقة أن التمرد يهدد المنطقة، واكتشفت في اللقاء الجماهيري الحاشد أن المواطنين يشكون من المتفلتين والذين هم أبناؤهم، وقد وجه الوالي معتمد القوز إسماعيل قادم بزيادة أعداد القوة الشرطية وتفعيل المحاكم. كان يوماً طويلاً حيث طاف فيه الوالي على وحدات المحلية، مما شكل صورة كاملة أمام مجلس وزراء حكومته الذي انعقد في اليوم الثاني للزيارة، وقد ناقش المجلس مشكلة المياه وغيرها من قضايا المنطقة. حقيقة الأوضاع كان حديث الوالي مع المواطنين فيه كثير من الصراحة وشرح للواقع ومجريات الحوار الوطني، ومستقبل الولاية والسلام بالمنطقة، وأشارالوالي إلى تواضعهم على خطة طويلة المدى وأخرى قصيرة المدى في بداية توليه إدارة شؤون الولاية .. كلمة السر في مايجري من نجاح بجنوب كردفان هو الانسجام بين أعضاء حكومة الولاية من جهة وبين الحكومة والإدراة الأهلية من جهة ثانية، والتي أعاد اليها الوالي مكانها الطبيعي بتفعيل دورها وتوفير وسائل حركة لقياداتها، كان ثمرة ذلك نجاحهم الكبير في إدارة حوار مع التمرد، بجانب نجاح فكرة البرلمان الشعبي للحوار بين مكونات الولاية، والذي سبق الحوار الوطني بالمركز.