الهجوم الذي شنه متمردو دارفور من حركة العدل والمساواة على مناطق المجرور في أقصى غرب شمال كردفان، والمواجهات التي أسفرت عن ضحايا جدد في النزاع بتلك المناطق، ألقت بظلالها على زيارة د. نافع علي نافع لمحليات النهود والخوي وأبو زبد، ووصف د. نافع حركة «كاد» التي أعلنت عن نفسها قبل سنوات في المنفى، وأصبحت أكبر حركة أسفيرية ناشطة في الشبكة العنكبوتية في الخارج ولا وجود لها في الداخل، وصفها «يكاد».. «يكود».. ودمغها بصفة المرتزقة الذين يقتاتون من أموال الغرب. وفي محلية أبوزيد حينما صعد د. أزهري التجاني منصة المخاطبة الجماهيرية «بقليصة»، اختار أزهري مخاطبة العقل الجمعي للقيادات السياسية في كردفان دون حصر خطابه في حيز المؤتمر الوطني و«جباريك» الأحزاب، بل تمدد للنظام الأهلي والطرق الصوفية وقال «نحن نراهن على وعي قيادات كردفان وحبهم لأرضهم الذي يعصمهم من ولوغ دروب دارفور التي أنجبت حربها معسكرات نزوح وتشرد ولجوء». غروب شمس الطائفية تنشط في دروب الخدمة الاجتماعية بعيداً عن السياسة وقريباً من المؤتمر الوطني، مجموعة من القيادات الكردفانية في المناطق التي كانت حتى عهد قريب، مراكز نفوذ للأحزاب الطائفية.. وأبوزبد التي تمثل دائرة ذات بريق خاص، فاز فيها بكري أحمد عديل القيادي في حزب الأمة عام 1986 بعدد «18» ألف صوت، ولم ينافس عديل في الدائرة إلا بكري عديل، ولكن مياهاً قد جرت في خيران وأودية السعاتة بخاري وأم دفيس.. ورياح تغيير هبت على رمال أم ليونة ونشط الصافي سالم رئيس منظمة حمائم السلام في الأوساط الاجتماعية.. ود. أزهري التجاني في دعم مشروعات المياه، وينال الشرتاي علي محمد نور أعلى الأصوات في الانتخابات الأخيرة تتجاوز ما ناله الزعيم بكري عديل عام 1986.. عطفاً على الزيادات السكانية الكبيرة والاستقرار الذي شهدته المنطقة التي كانت تغذي فقط المشاريع الزراعية في هبيلا بالعمالة غير الماهرة.. وتشهد في شهور الصيف هجرة سكان القرى البعيدة إلى مساقط المياه على قلتها، بيد أن وجود قيادات في قامة د. أزهري التجاني، وشباب ناشط في دعم مشروعات التنمية الصافي سالم ويونس عبد الرحمن وعلي تاج الدين والشيخ علي فضل المولى، جعل مناطق أيك والسعاتة وقليصة تكتب خطاب وداعها للولاء للأحزاب الطائفية.. خاصة حزب الأمة الذي فقد الكثير من نفوذه، وأخذت قياداته تختار خياراتها وفق ما تمليه عليها مصالح قواعدها.. وليس وفق اختيارات آل المهدي، فاللواء إبراهيم أحمد حسين الذي كان مرشحاً لحزب الأمة في دائرة الدبيبات الحمادي المجاورة لمحلية أبوزبد.. قد حسم خياره ووضع يده داعماً لدكتور نافع، وكذلك أعلن «500» من قيادات وقواعد ولجان الحزب في الأبيض الانسلاخ منه والانضمام للمؤتمر الوطني الذي كسب توقيع جميع أعضاء المكتب التنفيذي للحزب الاتحادي برئاسة الأستاذ عوض الكريم جاد الكريم الأمين العام للحزب، والذي قال إن المفاوضات مع الوطني بدأت بجهود قادها الفريق محمد بشير سليمان وزير الزراعة ونائب الوالي قبل عام من الآن، واتصالات وحوارات مع عبد الله محمد علي بلال بمفوضية نزع السلاح وإعادة الدمج. د. نافع هل ينضم لحزب الأمة؟ - بعد حديثه في الندوة السياسية الحاشدة بمدينة الأبيض والطائرة تقلع باتجاه الخرطوم، سألت د. نافع علي نافع عن ضم المؤتمر الوطني لعدد من قيادات الحزب الاتحادي الديمقراطي برئاسة د. جلال الدقير، وهل تؤدي الخطوة لتعكير صفو العلاقة بين حزبين متحالفين إلى حد وصفهما بالروح الواحدة في جسدين، فقال د. نافع في لهجة صارمة «فضاء السياسة مفتوح لكل من يملك برنامجاً سياسياً مقنعاً للناس، أنا قلت للسيد محمد عثمان الميرغني نحن نفاوض الحزب الاتحادي كمؤسسة من أجل التعاون حول القضايا الكبيرة، ومن يفاوضنا من قيادات الحزب نفاوضه، إذا اتفق معنا في برنامجنا وأبدى استعداداً للانضمام إلينا، لن نتوانى في ضمه لصفنا، وإذا نجح الميرغني وحزبه في إقناع قيادي في المؤتمر الوطني مبروك عليه.. وقلت للسيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة إذا أقنعتني ببرنامج حزب الأمة وأطروحاته لخدمة السودان، أنا نافع «الأمامك دا» مستعد للانضمام لحزب الأمة اليوم قبل الغد». وضجت المقاعد ال(V.I.P) في الطائرة الرئاسية بالضحك، وحتى د. عيسى بشرى الذي تأخذه المسبحة الطويلة عن القصص والحكايات والقفشات في السفر. وفي حديثه بالندوة السياسية الكبرى، اختار د. سلاف الدين صالح إخفاء لحيته وهويته الحضارية وقال جئت إلى هنا بصفتي موظفاً في رئاسة الجمهورية من أجل المساهمة في برنامج للمؤتمر الوطني مثلما ساهمت من قبل في برنامج لحزب الأمة القومي وقدمت كمفوض مساهمات لجيش الأمة، وساهمت في برامج الحركة الشعبية.. واليوم نساهم في إعادة إدماج العائدين من الحركات المسلحة برئاسة العائد حسن محمد حمد النيل الذي تسلم عقد قطعة أرض بالأبيض، وكذلك العائدون إبراهيم حسن وحامد عبد الغني وعبد القادر حامد وآخرون، وقال إن «1.850» من منسوبي القوات المسلحة والدفاع الشعبي مستهدفون بالإدماج والتسريح في كردفان. ميرغني أمريكا اعترفت بالشريعة - قال معتصم ميرغني حسين زاكي الدين والي شمال كردفان في الندوة الكبرى، إن وزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول، والأمين العام للأمم المتحدة السابق كوفي عنان، ووزراء خارجية النرويج وبريطانيا ودول الإيقاد، وقعوا جميعاً على اتفاقية نيفاشا التي ورد نص لا غموض فيه بأن يحكم السودان بنظامين قضائيين، نظام علماني في جنوب السودان، ونظام إسلامي في الشمال، ولأول مرة في التاريخ توقع الولاياتالمتحدة على أن يتم الاحتكام للشريعة كقانون لبلد في العالم، وأضاف معتصم ميرغني الذي خلع رداء الحاكم وعاد لسيرته التي عرف بها كخطيب في المساجد وسياسي ملتزم في الحركة الإسلامية حد التطرف، أضاف قائلاً «نفذنا مع الحركة الشعبية بنود الاتفاقية، لكن الحركة الشعبية اختارت الغدر وجعلت من الأجانب موظفين لديها، وأصبح روجر ونتر المدير العام السابق لوكالة المعونة الأمريكية، مستشاراً لدى رئيس حكومة الجنوب، ودفعت الحركة بقوة الغرب وسطوته لتبني خيار الانفصال. صور ومشاهد من الرحلة - أسدى معتصم ميرغني النصح للحركة الشعبية بأن لا تفكر في العداء لشمال السودان، لأن النتائج السلبية التي تنجم عن ذلك ستؤدي لما لا تحمد عقباه، وقال إن ولاية شمال كردفان في قلب التنمية وليست مهمشة كما يدعي البعض. - منظمة حمائم السلام التي نفذت مشروعات درء العطش وتشييد المدارس بمنطقة قليصة، أعلن مديرها العام الصافي سالم الاتجاه شمالاً وتنفيذ مشروعات بمنطقة «تميت النافعاب» مسقط رأس د. نافع الذي قال في خطابه بمنطقة قليصة «إن السودان كان يحكمه السادة وأبناء البيوتات الكبيرة، ولم يبلغ الوزارة من هو قادم من قليصة وأيك وتميت النافعاب!!». - أضعف حلقات حكومة معتصم ميرغني في المحليات، حيث أدت الخلافات بين معتمد النهود وقيادات المؤتمر الوطني والهتافات التي وجهت للمعتمد في زيارة الوالي السابقة، لإرجاء زيارة د. نافع للنهود حتى يجتمع الشمل، وفي أبوزبد كشفت اللقاءات في قليصة وأيك عن ضعف قدرات معتمد أبوزبد الخطابية، مما جعل خطابه مثار نقاش طوال الرحلة حتى الخرطوم. - الأستاذة بثينة سعد عضو المجلس الوطني، كانت المرأة الوحيدة التي توسطت تسعة عشر من الرجال طوال الرحلة، ولم يفسح الرجال لها لتخاطب الندوات الجماهيرية رغم أنها منتخبة من كردفان كممثل شرعي للمرأة، فهل التمثيل المنصوص عليه ب25% مجرد تمثيل ديكوري وكرتوني.. أم أن المرأة نفسها مقتنعة بذلك؟