حاوره: زين العابدين العجب تصوير: سفيان البشرى يعتبر الأستاذ عبد الله دينق نيال أحد القيادات الجنوبية التي ركبت قطار الحركة الإسلامية منذ وقت باكر، وتدرج الرجل في المناصب التنظيمية والتنفيذية الى أن بلغ منصب نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي الشيخ حسن عبد الله الترابي، ومن قبل كان رئيساً لمؤتمر شورى الشعبي، وقبل المفاصلة وفي سنين الإنقاذ الأولى تولى دينق وزارة الشئون الدينية والأوقاف، وعدداً من المناصب التنفيذية والتنظيمية، وقد انحاز بعد المفاصلة الى جانب الشيخ حسن الترابي مفضلاً المنشية على القصر، ورشحه المؤتمر الشعبي لمنصب رئيس الجمهورية في الانتخابات الأخيرة، وقد أثار ترشيحه الكثير من الجدل، حيث أن الرجل يجمع ما بين الحركة الإسلامية والانتماء لجنوب السودان.. وقد التقينا بالأستاذ عبد الله في هذا الحوار متناولين معه تفاصيل الوضع السياسي الراهن بمختلف تعقيداته، وعلى رأس ذلك الاستفتاء بشأن جنوب السودان. باعتقادك لماذا دعمت الحركة مؤتمر مسلمي جنوب السودان؟ القضايا التي تهدد أمن المسلمين تخاطب المسلمين كجماعة ونخاطبهم كمؤسسة، فالفكرة في بناء مؤسسات المجتمع المدني ساعدتنا في بناء مؤسستنا الإسلامية بحيث إننا نتصدى للقضايا الإسلامية، وإذا أرادت الحركة مخاطبتنا كمسلمين تخاطب مؤسساتنا عبر المسؤولين الموجودين فيها. بصفتك نائباً لدكتور الترابي، هناك حديث تتناوله كثير من وسائل الإعلام في الأيام السابقة عن أن هناك تعديلات مرتقبة سيقوم بها د. حسن عبد الله الترابي في حزب المؤتمر الشعبي، ما هي حقيقة هذا الأمر؟ الحقيقة أننا ناقشنا الأمانات وتعلم أن المؤتمر الشعبي أكثر حزب لديه أمانات بلغت «46» أمانة، مما يبدو لي أنه سوف تكون هناك مراجعة في هذه الأمانات بدمجها، لأنها كثيرة ولا نشاط لها، وذلك لأسباب كثيرة أهمها قلة المال وقد يُقلل عدد مساعدي الأمين العام ونواب الأمين العام، وهي ترتيبات داخلية تنظيمية. كم عدد النواب وعدد المساعدين للأمين العام؟ لدينا نائبان الأستاذ عبد الله حسن أحمد وشخصي، والمساعدون ستة «موسى المك كور، إبراهيم السنوسي، حسن ساتي، علي الحاج، عبد الله أبو فاطمة وخديجة كرار فيما أظن». هل تمت مناقشة هذا الأمر داخل المؤسسة؟ نعم تمت مناقشته ولكن لم يحسم هذا الأمر، وقد نوقش أيضاً في الأمانة العامة. متى تتم هذه التعديلات؟ عندما ينعقد مجلس القيادة ولا أدري متى بالضبط. هل أنتم راضون عن مستوى الأداء منذ تشكيل هذه الهيئات وإلى الآن.. واضح أنكم غير راضين؟ غير راضين، لذا لابد من إعادة النظر. لماذا غير راضين، وما هو الشيء الذي تعتقدون أنه يفترض أن يكون؟ يفترض أن تفعّل هذه الأمانات وتعمل في مجتمع مدني، وهناك أمانات المتاع والفقر يفترض أن تكون لديهم دراسات لمستوى الفقر في المجتمع وعرض الحلول، وأن يكون هناك عمل على أرض الواقع، ولكن يبدو أن الكوابح المالية هي أكبر العقبات التي عرقلت العمل في المؤتمر الشعبي. هل حددتم أوجه القصور بالضبط.. ومن المسؤول عنها؟ سيناقش هذا الأمر في الاجتماع، والمسؤولية تضامنية. هذا يعني أن الأمانة العامة مسؤولة عنها؟ طبعاً.. كذلك نحن نريد أن نغير النظرة ، ومعرفة الأسباب الحقيقية لهذا الضعف في الأمانات المختلفة، ويتم وضع تصور جديد لهذا الأمر، وهذا شيء عادي.. والآن هل المؤتمر الوطني يعمل، لا اعتقد ذلك وما يعمل في المؤتمر الوطني هي قوة السلطة والمال. المؤتمر العام للمؤتمر الشعبي متى سيعقد؟ مدة انعقاده كل أربع سنوات تقريباً وقد اكملناها ولم نستطع قيام المؤتمر، ودعونا الشورى لأنها أقل عدداً. ما هي أسباب عدم قيام المؤتمر العام؟ أسباب مالية بحتة، ونحن عندما كنا في حالة الطواريء كانت هناك مطاردة من الحكومة لحزبنا، فكان لابد للمؤتمر العام أن يفوض الشورى فيما يليه من مسؤوليات في غيابه، والشورى إذا لم تستطع القيام بهذا التفويض، تقوم بتفويض الهيئة القيادية، لأن عددها قليل لا يزيد عن الخمسين، وهم من أمناء الولايات وبعض الأمانات يمكن أن تقوم بالعمل إنابة عن الشورى، والقيادة أيضاً فوضت الأمانة عند الطواريء فقط وليست مسألة راتبة. هل يمكن أن يطال الغيير منصب الأمين العام؟ بالشورى هذا ممكن، لأنها مفوضة من المؤتمر العام، ولأن الأمين العام يتم تعيينه عن طريق المؤتمر العام. هذا يعني أن الشورى يمكن أن تعدل الأمانة العامة؟ الشورى يمكن أن تقوم بمهام المؤتمر العام عند غيابه، ويمكن أن تختار أميناً عاماً جديداً في الحالات المعروفة كالاستقالة وغيرها، فإذا الأمين العام رفض واعتذر وقدم استقالته يمكن للشورى أن تختار أميناً عاماً جديداً. إذا رأت الشورى أن هناك تقصيراً في الأمانة العامة، هل يمكن أن نرى أميناً عاماً في المؤتمر الشعبي خلاف حسن عبد الله الترابي؟ نعم هذا جائز.. ولماذا لا يحدث إذا حدثت أسباب من الأسباب الكثيرة المنصوص عليها في النظام الأساسي، منها الاستقالة والوفاة وغيرها. البعض يرى أن دكتور الترابي يفترض أن يكتفي بمواقع التنظير والتفكير في المؤتمر الشعبي ويبتعد عن المناصب التنفيذية في الحزب.. ويعزو ذلك لعامل السن؟ سناً .. صحيح أنه كبير، لكن واقعاً هو أنشط من كثيرين يصغرونه في السن.. وهذا من متابعتي ومرافقتي له، هو في وضع أقوى وأنشط وأفضل من الكثيرين. و د. الترابي له أكثر من أربعين سنة ضغطه ووزنه مستقر، فوزنه بين الستين كيلو أكثر من 40 سنة، وكذلك الضغط مستقر لمدة طويلة، لكن عندما حبس بالبحر الأحمر وهو معروف بانتشار الرطوبة والملح، حدث له بعض التذبذب في الضغط فقط، «يعني» ليست أشياء معقدة، بل هي أمور عادية. هل هذا التذبذب بسبب الحبس في البحر الأحمر؟ نعم.. لأنه منذ أن جاء من هناك بدأ يظهر عليه هذا، لأن هناك درجة الرطوبة عالية، ففقد السوائل وبدأ الضغط يتذبذب، فتارة يرتفع وأخرى ينخفض، ولكن هو الآن في كامل صحته عقلاً وجسماً. البعض يرى أن زعماء الأحزاب «مكنكشين» في القيادة.. بما فيهم الترابي؟ لا.. فهو جاء بالانتخاب وليس بمحض إرادته، ولم يأتِ بانقلاب للأمانة، لأن هذا متصل بالفكر والإبداع وهو ما زال مبدعاً ومفكراً، والمفكر والمبدع لا عمر له. هل المؤتمر الشعبي عاجز أن يأتي بشخص مثل د. الترابي؟ حتى الآن وفي المنظور القريب لا نرى ذلك لكن ربنا قادر، أما من ناحية المعايير والنظر هناك صعوبة وتعسر، لكن ربنا قد يظهر رجلاً آخر لا نعلمه. ما هي نتيجة التشخيصات الأخيرة؟ نحن لسنا قلقين عليه وسنعرف منه ذلك عندما يعود.. وهو في كامل صحته ولا يعاني من شيء كبير. هناك حديث عن إمكانية التلاقي مع المؤتمر الوطني من جديد؟ هذا ممكن إذا أزيلت كل الأسباب التي تعترض ذلك، والتي بسببها كانت المفاصلة. هل هناك اتصالات بينكم وبينهم؟ لا علم لي بذلك، وقد تكون هناك أشواق في القواعد وفي القيادة الوسيطة والمؤتمر الشعبي سمح بالحوارات الوسيطة أو الحوارات التي لا تأتي من ورائها التزامات، وعندما يريدون التزامات يأتون إلى المؤسسات، لكن الحوارات مسموح بها.