بيني وبين زميلتي الكاتبة المبدعة د. فدوى موسى.. ود عميق.. وصداقة ومساجلات بالمسج.. ومنذ أن تعارفنا لم يفصلنا (سياج) افتقدتها في سابق الأيام (فلا شوفتاً تبل الشوق.. ولا رداً يطمن) فهاتفها مغلق وعمودها غائب.. (وسياج كثيف مضروب حولها) فظننتها ركبت الموجة (وأصبحت من مستثمري الجنوب، وقد ذهبت لبناء فندق خمسة نجوم- أو رصف أحد الطرق..) وأخيراً عرفت أن أنثى أكثر منها رشاقة.. وأخف وزناً.. أصابت غرامها في مقتل.. فتداعت بالسهر والحمى.. فعافت طعم الماء من سقم واكتوت بالنار واللهب.. وطبيعي أن تغيب عن كل ما حولها.. (فإن للمرض سلطاناً وأنثى الأنوفليس اللعينة العمياء.. لم تجد أخف من دم ( فدوى) الشربات!! وبعد معركة.. (بين الأنثى.. وحب العافية).. ذاقت فيها المسكينة شتى أنواع الآلام والأوجاع كيف لا.. و المقاومة الطبيعية ضعيفة (فالغلاء يمنعها من معدلها الطبيعي..) والمكتسبة مرة المذاق من ضمن المرارات التي نتجرعها.. وبعد طول عناء.. تماثلت للشفاء.. فحمداً لله على السلامة.. فقد قال الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) (حمى يوم كفارة سنة).. وقد شرح الإمام الغزالي رضي الله عنه هذا الحديث بأن قال.. الإنسان فيه ثلثمائة وستون مفصلاً كل مفصل يتألم من الحمى فيكفر عن العبد بكل مفصل ذنوب يوم.. وعن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (من حم ثلاث ساعات فصبر فيها شاكراً لله حامداً له باهى به الله ملائكته، فقال ياملائكتي أنظروا إلى عبدي وصبره على البلاء.. اكتبوا لعبدي براءة من النار)!. .. مرة أخرى سلامات، فالسودان كله ياعزيزتي يعاني من (متلازمة الحمى والصبر)- ونحن البلد الوحيد الذي يكثر فيه البعوض أناثه وذكوره.. صيفاً وشتاءً- ونحن الدولة التي عجزت أن تجد وسيلة لمكافحة الملاريا، ولازالت نسبة المرض باعتباره من الأمراض المسببة للموت في ارتفاع مستمر.. (لكننا تعودنا عليها وتعودنا على الصداع.. ومهاترات الساسة..). فما عادت تخارج معانا.. فكثرة المصائب والشدائد تقوى المناعة... (والملاريا التي يراها الغرب على حقيقتها مرض فتاك.. نراها من أخف الأمراض لأننا نتمتع بجلد تخين، ودم تقيل، وقدرة على التحمل هائلة..) (أصيبت نجمة هوليود هايلي بيري بالملاريا بعد زيارتها لزيمبابوي.. وضربت جرسة شديدة.. وعزلت في حجر صحي.. وصرحت بأنها رأت الموت وأن هذا أسوأ عام مر في حياتها..! وتبرعت بمليون دولار لمكافحة الملاريا في أفريقيا. زاوية أخيرة: ألم تصل وحدة مكافحة الملاريا بعض من هذه الدولارات (على الأقل حتى ينخفض سعر البف باف.. الذي أصبح كالبارفيوم المعطر الذي يستنشقه البعوض ويقول هل من مزيد؟!).