الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أخواني وأبنائي السلام عليكم ورحمة الله قال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ منهُم مَّغْفِرَةً وأجراً عَظِيما) الفقيد جمال النفيدي في سن أولادي ولكنني أمحو فارق السن إذ أصادقهم هم وأصدقاؤهم: وقلت :أخ قالوا:أخ من قرابة فقلت لهم إن الشكول أقارب والحقيقة أن هذا من قول رسول الله (ص): الأرواح أجناد مجندة فما تآلف منها ائتلف وما تخالف منها اختلف. والسن لا تعني قلة في الحلم أو النضج أو الحكمة: ليس الحداثة عن حلم بمانعة قد يوجد الحلم في الشبان والشيب كان الحبيب الراحل تجسيدا لخصال سبع: تقي، نقي، حيي، كريم، متواضع، ومجتهد في أعماله، وذو مودة لكل من حوله من الموطئين أكنافا الذين يألفون ويؤلفون، تجسيداً لمكارم الأخلاق التي قال رسول الله (ص) إنه أتى ليكملها وقالت السيدة عائشة: خير العبادات التواضع. كان مثالا لهذا التواضع وهذا الود وهذه المودة. وكان أيضا رياضيا مميزا. كثير من الناس لا يأبهون لهذا النشاط في الحياة ولكنه كان من الرياضيين الذين يبذلون جهدا كبيرا في رياضتهم دون أن يتأثر بالنتيجة: روح رياضية عالية، يبذل كل ما في جهده ونشاطه ثم لا يهتم بالنتيجة. هذه الروح الرياضية وهذه المعاني الأخلاقية تجعله مستحقا لدعوة إبراهيم عليه السلام: (وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ ) . اختاره الله إلى جواره وهو في ريعان شبابه، ونحن نشهد له بالخير والصدق والمودة والإحسان ونسأل الله رب الإحسان أن يجازيه بالإحسان (هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ) اللهم قد كان من المحسنين فاحشره مع المحسنين، وأحسن عزاء أسرته الخاصة، وقد كان رب أسرة لصيقا بأولاده لطيفا بهم يصحبهم حيث يذهب مع أصدقائه، كان لهم رب أسرة حنين ودود صديق، اللهم أحسن عزاء زوجته أميمة وأولاده سارة وعاصم وأحمد ومالك، وأخوانه أمين ومأمون وأحمد وصلاح وطارق وأختيه إخلاص ووصال وأحسن اللهم عزاءهم وعزاء جميع أصهارهم وسائر آل النفيدي، واكتب العوض لوطننا هذا الكبير في فقد أبنائه البررة الذين كان يرجى منهم الكثير من العطاء في المجالات المختلفة فقد كان من المجتهدين الذين يعملون بعفة وصدق لسان. (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ* لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ) اللهم احشره مع الذين أنعمت عليهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم قد كان محسنا فزد في إحسانه وإن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته. أحسن الله عزاءكم.