وقبل أيام مضت.. جاءت حلوة أنباء (زي السكر).. أضاءت فضاء الوطن مصابيح شديدة البهاء غامرة الضياء.. طارت بشارات على أجنحة فراشات ملونة انفتحت كوة من الأمل.. في عتمة حلوكة ليالينا المعتمة.. هي ثلاث بشارات.. انطلقت من أفواه الذين بيدهم أمر الوطن.. والشعب بل بمعاش وأنفاس الأمة.. نأمل.. أن تكون صادقة.. قابلة للتنفيذ.. وليس كلمات تحملها الرياح. وتتبدد في الفضاء كما الدخان. قالت الحكومة.. إنّها سوف تُطبّق شرع الله.. تُقيم الشريعة تلك الواضحة الصادقة.. الباهرة .. المبهرة.. العادلة والمُنصفة.. واصلت الدولة.. قائلة.. ولا أقول مستدركة قالت لن تكون شريعة (مدغمسة) ورغم الفرح الذي أطربني.. دعوني أكون (شريراً) ولو إلى حين.. لأسأل في براءة.. واتساءل في شماتة.. من الذي (دغمس) شرع الله المُطهّر.. لماذا كانت أصلاً الدغمسة.. ومواصلة.. لتبرئة ذمتي.. دعوني أسأل علماءنا الأجلاء طالباً الفتوى.. وهم الذين ما انفكّوا يفتون عند كل حادثة عند كل حديث وهم الذين ما برحوا يمطرونا بوابل الفتاوي كالمطر.. ولهم نقول.. ما جزاء من (دغمس) شرع الله المُبجّل. ونمضي إلى البشارة الثّانية.. وهي أن الحكومة قالت إنّها سوف تكوّن حكومة موسّعة.. لضم كل ألوان طيف الوطن .. إلا من أبى. والبشارة الثالثة هي إعادة هيكلة الدولة.. وهذا البند أو البشارة تحديداً هو الذي أوحى لي بهذا المقال.. أو الموضوع.. وأقول.. بما أنني مواطن سوداني كامل الأهلية.. بالغ راشد.. لم اتّهم في ثانية واحدة من عمري في أي جريمة تمس الشرف والأخلاق.. وبما أن الحكومة بصدد تكوين حكومة من كل ألوان الطيف وبما أنني أحد ألوان الطيف.. وهو الطيف الصامت.. المراقب.. الصابر والذي هو بالملايين.. دعوني أطلب من الحكومة إنشاء وزارة.. تسمى وزارة من أين لك هذا.. وأطلب في إلحاح وإلحاف أن أكون أنا وزيراً لهذه الوزارة .. فقد استلهمت اسم هذه الوزارة.. وتخيلت مدى خطر وخطورة وفعالية تلك الوزارة .. من الحديث الشريف.. الذي قاله النبي المعصوم صلى الله عليه وسلّم والذي يقرأ نصاً (عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال: بعث رسول الله عليه أفضل الصلوات والتسليم رجلاً من الأزد يُقال له ابن اللتبية على الصدقة فقال هذا لكم وهذا أُهدي إليّ فقام النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال (ما بال العامل نبعثه فيجيء فيقول هذا لكم وهذا أُهدي إليّ؟ ألا جلس في بيت أبيه فينظر أيهدى إليه أم لا.. والذي نفس محمد بيده لا نبعث أحداً منكم فيأخذ شيئاً إلا جاء يوم القيامة يحمله على رقبته إن كان بعيراً له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر فرفع يديه حتى رأيت عفرة إبطيه فقال اللهم هل بلّغت فاشهد). نعم هذا عمود خيمة الوزارة المُقترحة.. وكل أهدافها التي نحققها الواحدة تلو الأخرى هو السؤال الذي نضعه في كل جدار على حجرات هذه الوزارة وهو من أين لك هذا. صحيح إنني سوف أكون الوزير المسؤول أمام رئيس الجمهورية والمجالس النيابية ولكن لا بد لي من فريق عمل أتوخي فيه الدّقة.. وحسن الاختيار لنقوم بالعمل سوياً في أمانة وانضباط وشرف وبما أننا نسبح في محيط توسيع المواعين - إذا صحّ- حديث الحكومة.. فإني أعلن مجلس وزارتي أو فريق عملي على النحو التالي.. أولاً من الأخوان المسلمين أستاذي صادق عبد الله عبد الماجد ومن الشيوعيين شاعر الشعب محجوب شريف ومن حزب الأمّة الأستاذة سارة نقد الله ومن الاتحادي الديمقراطي الأصل.. علي محمود حسنين حتى لو فصله من الحزب (مولانا) ومن الاتحادي (الما أصل) (ولا واحد).. ومن المؤتمر الوطني البروف حسن مكي.. أو البروف (الطيب زين العابدين) إذا كان حتى الآن في أسوار النادي الكاثوليكي ويكون مقرر هذه الوزارة.. مولانا خلف الله الرشيد ليكون عاصماً لنا من الزلل وحتى يُبصّرنا بنقاط القانون.. وغداً نواصل