. مها بخيت زكي من مواليد توتيبالخرطوم، حصلت على الماجستير في قانون حقوق المؤلف، والدكتوراة في قانون الملكية الصناعية من جامعة الخرطوم.. تقلدت العديد من المناصب بوزارة العدل حتى تمّ انتدابها كمستشار قانوني لمجلس المصنفات الأدبية والفنية عند إنشائه.. تقدمت للعمل في جامعة الدول العربية التي فتحت لها الأبواب وتدرجت في سلم العمل فيها إلى أن تقلدت منصب رئيسة وحدة الملكية الفكرية بجامعة الدول العربية منذ العام 2000م وحتى الآن، وهذه إشراقة ومفخرة لكل السودان.. (آخر لحظة) انتهزت فترة زيارتها في إجازة قصيرة للبلاد وجلست إليها في منزل زوجها الموسيقار د. الفاتح حسين وحاورتها، وتحدثت في الحوار عن الكثير من الحقائق والحقوق الغائبة، وأشارت للعديد من النقاط القانونية مثار الجدل في قانون الملكية الفكرية.. كما تطرقت إلى عدد من المواضيع المهمة الأخرى.. فإلى حديث د. مها بخيت الشيق:- ü المهام المناطة بوحدة الملكية الفكرية بجامعة الدول العربية؟ - نحن منظمة حكومية ومهمتنا الأساسية هي التنسيق بين مكاتب الملكية الفكرية في كل الدول العربية ونتعاون معها لتطوير الهيكل الإداري والتشريعات ونشر ثقافة المكلية ومكافحة القرصنة وفق رؤية للوصول لعمل عربي مشترك في هذا المجال، بالإضافة إلى الاهتمام ببراءة الاختراع والعلامات التجارية والنماذج الصناعية فكلها أقسام الملكية، كما ننظم عدداً من الندوات واللقاءات وفرص التدريب على مدار العام، ونرعى عدداً من المعارض في مختلف الدول، كما نعمل على جلب التمويل والخبرات من المنظمة العالمية للملكية الفكرية بجنيف لتدريب الكوادر البشرية العربية في مختلف مجالات الملكية. ü هل قامت وحدة الملكية بالجامعة بأي معالجات لمشكلات حدثت في مجال الإبداع الفكري؟ - تصل إلينا العديد من الشكاوى ولكننا لسنا الجهة التي تتلقاها لأننا لا ندخل في تفاصيل عمل الدول مباشرة، ونقوم بتوجيه أصحاب هذه الشكاوي لمكاتب الملكية الفكرية ببلدانهم ونتصل بالمسؤولين فيها للنظر في هذه الدعوات، ونحن نحاول معالجة العديد من الإشكاليات ولكن بخطوط عريضة بتثقيف مباشر أو جلب الخبرات لأن الحماية الفردية غيرمجدية لذلك توجب قيام جمعيات لمختلف تخصصات الملكية ونقوم بفرضها على الوزراء العرب للعمل بها، وأخيراً الدخول في التقاضي بين الأفراد ليس دورنا. ü مقاطعاً.. هل تعني بهذا الحديث أن وحدة الملكية الفكرية العربية لا تستطيع تنفيذ وتفعيل القوانين لمصلحة المتضررين في كل البلدان العربية؟ - نعم ليست لدينا سلطة مباشرة، ولكن تتلخص سلطتنا في مخاطبة مجلس وزراء الحكم العربي للاهتمام بتنفيذ قانون الملكية بالمحاكم ونقوم برفعها في شكل توصيات لأننا نعمل وفق رؤية عربية مشتركة، وإذا لم تستجب الدول لا نضع لها أي عقوبات، ولكن تأتيها العقوبات من منظمة التجارة العالمية ( W.T.O)بناءً على اتفاقية (تربس) المختصة بالجوانب المتصلة بالتجارة، وكل الدول الموقعة عليها ملزمة بها، ولكن السودان لم يوقع على هذه الاتفاقية بعد. ü د. مها بصراحة شديدة السودان لم يستفد من موقعك كرئيس وحدة الملكية الفكرية بجامعة الدول العربية، ولم تقدمي أي مساهمات ملموسة لبلدك؟ - ردت بسرعة.. اعترض بصورة رسمية على هذا الكلام يا عبد الرحمن ولا أحب أن انتقد أحداً لأنني طرحت العديد من الأفكار والمبادرات التي لم أجد عليها أي تجاوب وأحاول أن أساعدهم ولكن استجابتهم بطيئة جداً وفي كثير من الأحيان تغضبني لأنني أجد الاهتمام الكبير عند طرحها في الدول العربية ويتجاوبون معها، بالإضافة إلى أنني في موقع عمل إقليمي ودولي لا استطيع من خلاله فرض الأشياء لبلدي التي أقدم لها كل مافي استطاعتي، وأنا على استعداد تام لكل طلب يقدم لي من أجل السودان ولكن أن يكون إيقاع العمل أكثر سرعة، وحقيقة يا عبد الرحمن قدمت عدداً من المساعدات والمبادرات لوطني ولكن لا أحب أن أتحدث عنها، وللأسف ثقافة المبادرات غائبة جداً في السودان. ü اشتكى عدد من المطربين السودانيين من ترديد أعمالهم من بعض الفنانين العرب دون الرجوع إليهم أو حفظ حقوقهم الأدبية والمادية.. كيف نحمي الأغنيات السودانية من التغول الخارجي؟ - السودان عضو في اتفاقية (بيرن) التي تحفظ الحقوق، وخطوات المقاضاة تكون بالمتابعة والاهتمام من قبل الإدارة الجماعية التي تهتم بكل الأعمال المحلية خارجياً وداخلياً، ويجب أن تتوفر في هذه الجمعية الأهلية كوادر بشرية مدربة تعرف كيفية متابعة الأعمال السودانية عند أدائها من بعض الفنانين العرب في الخارج وتحصيل رسومها المادية حتى تحمي الأغنية السودانية خارج حدود الوطن. ü الآراء حول قانون اتحاد المهن الموسيقية متباينة بين مؤيد ومُعارض له، باعتبار الذين يؤيدون المنع خوفاً من تشويه العمل الإبداعي في الأداء واللحن، والذين لا يؤيدون القانون يعتقدون أنه يحد من عملية تواصل الأجيال؟ - عملت دراسة ومقارنة قانونية بين هذا القانون والقوانين المماثلة له في البلدان العربية ووجدت وجه الشبه الكبير بينهم، وحقيقة هي خطوة إيجابية، ولا أريد الدخول في تفاصيلها ولكن أتمنى أن يكونوا قد أخذوا كل آراء المطبق عليهم هذا القانون قبل إجازته. ü ماهو رأيك بصفة خاصة في قانون الملكية الفكرية في السودان والذي أثار العديد من المشكلات والخلافات؟ - بصراحة القانون الآن بحاجة لتعديل للتطورات التكنولوجية الرقمية التي أحدثت ثورة وفوضى، رغم أن القانون جيد والحكومة السودانية اهتمت به بإنشاء شرطة للمصنفات، وحتى الآن السودان هو الدولة العربية الوحيدة التي بها محكمة للملكية الفكرية أنشأت عام 2005م وتم تدريب قضاتها في جنيف.. نعم لدينا العديد من المميزات ولكن للأسف فالقصور في التطبيق، ونحتاج لتنظيم وتوعية وهذا دور المصنفات الأدبية والفنية الذي يفترض أن يقوم به خلاف دورهم الروتيني اليومي ويسعى لنشر ثقافة الملكية الفكرية وأساسياتها فهنالك لغط كبير جداً في فهم القانون. ü مقاطعاً.. قلت بأن هنالك لغط كبير في فهم قانون الملكية الفكرية في السودان.. أين موضع الخلل فيه؟ - نعم هذا صحيح، فأنا استغرب جداً من شكاوي المؤلفين في محكمة الملكية الفكرية بالسودان فالمؤلف متعسف جداً في استغلال حقوقه ويمنع ترديدها وهذا ليس من حقه ويمنعه القانون الذي يحميه من ذلك ولكن المؤلف ليس حاجزاً لنفاذ المعلومات والأعمال للمجتمع، بمعنى ليس له الحق في الإعطاء والحجز ويمنع، فسلطة المؤلف غير مطلقة.. وللأسف الشديد الكثير من الدول العربية فهم مسؤوليها قاصر ولا يؤدون دورهم بالقدر الكافي في نشر المعلومات حتى يكونوا منارات إشعاع، وحتى لا يختصر دورهم في تحصيل الرسوم والجبايات والمشاكل، لذلك نحتاج لكوادر مؤهلة ومدربة لديها إلمام كاف بعيداً عن العمل والدور التقليدي. ü ماهو رأيك في مسيرة الإبداع العربي؟ - هي مسيرة متميزة تتفاوت من بلد لآخر وفق إمكانياته وأولوياته، ونحاول أن نضع قراءة ورؤية مشتركة للأشياء حتى يكون الإبداع العربي مميز أكثر من ماهو عليه الآن. ü من خلال معايشتك للشارع العربي بصورة لصيقة.. ماهي انطباعاته عن الأغنية السودانية؟ - الحقيقة المؤسفة أن فكرتهم واستماعهم للغناء السوداني ضعيف جداً وهذا ما يؤلمني والعرب يرددون حتى الآن (ازيكم.. المامبو السوداني) للراحل سيد خليفة، لذلك يجب على المطربين السودانيين تطوير أعمالهم ونشرها في الخارج ولو حتى بمبادرات شخصية مثلما فعل الفنان الشاب المميز سلطان الطرب طه سليمان الذي وجدت أعماله قبولاً كبيراً عند المتلقى العربي، فبدلاً من أن يمضي المطربون الوقت في المهاترات والانتقادات فيما بينهم عليهم بالاجتهاد لأنهم غير معروفين خارجياً، وبصراحة الفنان السوداني في الخارج هو مواطن عادي لا يعرفه أحد. ü د. مها متهمة بحصر دعوات مهرجان الأوبرا على زوجك الموسيقار د. الفاتح حسين؟ - أنا أضحك كثيراً عندما استمع لهذا التعليق الغريب الذي أسمعه مراراً وتكراراً، وحقيقة أؤكد أنني ليست لدي أي علاقة لا من قريب أو بعيد بموضوع الأوبرا، ود. الفاتح حسين سعى لدخولها منذ سنوات طويلة حتى نجح في ذلك، وأنفي هذه التهمة السخفية فمنصبي لا يتيح لي ذلك وزملائي لا يعلمون أن زوجي موسيقي، فأنا لا أدخل العمل في جوانبي الشخصية فلكل واحد منّا تفكيره ورؤيته. ü بصراحة.. ماهو رأيك في أعمال زوجك د. الفاتح حسين الموسيقية بصورة خاصة؟ - أنا أحفظ جميع أعمال د. الفاتح واستمتع بها لأبعد درجة، ولكن د. الفاتح حتى الآن ليست لديه أسطوانات C.D أو أشرطة متداوله وهذا عيب كبير جداً، فكثيراً ما يسألونني عن إنتاجه، وبصراحة هو لا يهتم بإصدار البومات أو C.D وانتقده في ذلك فكيف ينتشر بدون إنتاج. ü ولكن د. الفاتح حسين انتقدك أيضاً وذكر أن علاقتك مع المطبخ ضعيفة جداً؟ - ضحكت وقالت: هذا اتّهام خطير، ولكن فيه جانب بسيط من الصحة فطبيعة عملي جعلت علاقتي مع المطبخ في يوم الجمعة فقط، وبقية الأيام أصنع وجبات خفيفة. ü لمن تستمع وتطرب د. مها بخيت؟ - أنا أكثر شخص يستمع للأعمال السودانية لبعدي عن الوطن وأطرب للفنان محمد الأمين وأبو عركي البخيت ونادر خضر وطه سليمان وسمية حسن ومحمود عبد العزيز.