يواجه مستشفى الجبلين بولاية النيل الأبيض مشكلات حقيقية تهدد استمراريته في تقديم خدماته للمرضى، فالمستشفى يعاني إهمالاً كبيراً من قبل المسؤولين، ونقصاً حاداً في الكوادر والأجهزة والمعدات ولم يخضع لصيانة منذ العام 2003، بالإضافة لمشكلة الكهرباء والمياه التي تعاني منها كل المحلية. الفاتحة عليها: بداية قال عدد من مواطني المنطقة ل(آخر لحظة) إن المستشفى أصبحت طاردة، حيث لا تتوفر فيها الخدمات مما يضطرهم للذهاب للعيادات الخاصة، ذاكرين أنها تلفظ أنفاسها الأخيرة والفاتحة عليها. وتحدثت الخالة فاطمة الزاكي فراشة بالمستشفى بألم شديد قائلة: أعمل بالمستشفى منذ 8 سنوات بالمعمل وحتى أيام العطلات، ولم يتم تعييني موضحة بأنها تتقاضى حافزاً شهرياً ما بين 100-50 جنيها فقط، وتقول وداد موسى عيسى محضرة معمل أعمل بالقسم منذ خمس سنوات وحافزي الشهري في حدود 100-50 جنيهاً، ذاكرة أن المعمل يعمل صباحاً ومساء ويستقبل يومياً ما بين 50-60 حالة، أبانت وداد أن أكثر الحالات تردداً الملاريا، والبلهارسيا، والاسهالات في فترات معينة، ويؤكد عدد من العاملين ل(آخر لحظة) حاجة المستشفى الكبيرة والملحة لكوادر خاصة بعد إحالة الكثيرين للمعاش من ممرضين وفراشين ومساعدين طبيين، وقالوا من المفترض أن يتم تثبيت الكوادر العاملة منذ سنوات واصفين ما يحدث بالظلم، كما اشتكوا من عدم توفر المياه والكهرباء موضحين أن المعمل وغيره يحتاج لتوفر المياه باستمرار، ولكن ما (باليد حيلة)، مضيفين أن وابور الكهرباء يعمل حتى الساعة 3 ظهراً والاسعاف الموجود تم توفيره بواسطة أبناء المنطقة، مشيرين لوجود نقالة متحركة واحدة. ملجنة: من ناحية.. رسم العم ابراهيم عثمان مختار رئيس قسم العيون بالمستشفى صورة قاتمة لوضع القسم الحالي، حيث قال إنه (كالغريق الذي ألقي به في الجب وقيل له إياك إياك أن تبتل) قال إن القسم الذي أسس في العام 1975 والذي يقوم باجراء بعض العمليات والكشف ظل كما هو حتى الآن دون تحديث أو تطوير للمعدات والأجهزة أو تأهيل.. ذاكراً أن معداته وأجهزته أصبحت بالية وبدائية مشيراً لقيامه بتصنيع لمبة لاجراء الكشف بنفسه- (لسان حالنا يكفي عن السؤال)- وأن عدسة الكشف أصبحت غير صالحة، والستارة الفاصلة بين المريض والمرافقين ممزقة، ويؤكد أن جميع معدات القسم أصبحت (ملجنة). من جانبه قال المدير الطبي للمستشفى د.حامد موسى آدم أن المستشفى يعاني انعدام الكهرباء نهائياً، وأن ربع دخل المستشفى يوظف لتسيير الكهرباء، كما يحتاج لإعادة تأهيل، موضحاً بأنه تم رفع تقرير بمبلغ نصف مليار، متوقعاً الايفاء بالالتزام بالعقد الموقع بين الصندوق القومي لتطوير الخدمات الصحية بالسلاح الطبي ووزارة الصحة الولائية، وذكر المدير الطبي أنهم يعانون من النقص الحاد في الكوادر من حيث الأطباء والكوادر الدنيا، وتوقع أن تكون هناك حلول بعد إعلان الوظائف الجديدة في الفترة القادمة، ويؤكد حاجتهم لمعمل مركزي متكامل ومتطور، وصيدلية في اطار الاتفاق مع إدارة الصيدلة بالولاية مع الصندوق برعاية المعتمد، وفيما يتعلق بالأجهزة والمعدات أشار لوجود خارطة صحية وضعت لتحديد النقص وآلية المعالجة طوال 5 سنوات، من خلال الدعم العالمي الذي يشمل كل السودان، وأبان المدير الطبي أن البنية التحتية للمستشفى مؤهلة لاستيعاب 25 قرية، ولكنها تحتاج لكوادر، مشيراً لعدم وجود اختصاصي بالمستشفى، معرباً عن أمله في أن يتم توفيره حسب بنود الاتفاق الموقع، مشيراً لقيام الطبيب العمومي باجراء عمليات الزائدة والقيصرية... ثم أشار لتوفير كمية من أدوية الطوارئ المنقذة للحياة من أدوية ومحاليل وغيرها، وأضاف أن قسم الأسنان يحتاج لمعدات كاملة وأن الصيانة التي تمت بالمستشفى كانت من قبل بترودار ووزارة الطاقة.