تمارس النساء كثيراً من العادات.. و«العادة هي ما درج الناس على فعلها بتكرار».. بعض من هذه العادات يلحق بنا أضراراً بليغة وتكراره بصورة راتبة نوع من الإدمان.. فليس الإدمان فقط بتناول المسكرات أو المخدرات أو المكيفات..! فكل ما نفعله ونتعود عليه ولا نستطيع الإقلاع عنه بسهولة هو نوع من الإدمان.. وهو شعور «خبيث» بالتلذذ والراحة بفعل شيء معين حتى ولو كانت له آثار سالبة.. هو فعل مقيد للإرادة بسلاسل تجعلنا نرسف تحت وطأتها دون أن نستطيع منها فكاكاً.. هو نوع من الاستعباد في زمن انتهى فيه عصر الرق.. إلا بفنجان قهوة أو سيجارة.. رغبة في الشراء بلا حاجة وغيرها..! قال لي أحد أساتذتي الأجلاء إنه لا يشرب الشاي ولا القهوة، لأنها عادات «تنقص من إنسانية الإنسان».. تسيطر عليه وتتملكه.. وحينما تتملكك عادة تخرج إرادتك «مع السماسرة» للبحث عن مكان تستأجره بعيداً عنك.. بعد أن أصبحت ملكاً للغير بوضع العادة..! إن كثيراً من النساء مدمنات على التسوق والشراء لمواكبة الموضة والتشبه بالأخريات.. «ولو بكسر الرقبة».. لكنهن غير مواكبات لما في جيوب أزواجهن.. ولا ظروفهم.. كل واحدة منهن تحتاج لكشف نظر وكرت في «مستشفى العيون» لإعادة النظر في ترتيب أولويات الحياة.. ومعرفة الدخل الحقيقي لموازنته بالمصروف..! تشتري الواحدة ثوباً بمبلغ خرافي.. وعندما يمرض الصغير تستدين من الناس لمعالجته ولا يستر الثوب الذي اشترته «مزع اللحم».. ولا يغطي يدها السفلى.. ويسترها من «نبيشة» النسوان!! إنه سباق محموم.. لا يراعي البعض فيه أنهم «عديمو الأرجل».. وكلما اشتد زادت حركة إنتاج المصانع لتسويق منتجاتها وتصديرها إلى السودان، حيث جعلت منه تلك العادة أكبر سوق للملابس المستوردة في الشرق الأوسط..! إن حب النساء لاقتناء الأشياء وجمعها حتى ولو لم تكن في حاجة لها.. أو كانت إمكاناتها لا تسمح بذلك.. عادة فتاكة تجر كثيراً من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية و«الطلاقية».. خصوصاً عند محدودي الدخل..! فلو جارينا التباهي.. والمظاهر.. والزخرف والزينة لاستقال كل وزراء المالية.. وزادت قضايا الطلاق في المحاكم.. وشتات الأولاد.. فقد طبعت المرأة بحب البهرجة.. لا سيما في بيوت الأفراح والمناسبات.. وحتى «البكيات» حيث تظهر أحدث الموضات.. والتي لا تجاريها تتهم بالتخلف والفقر.. وبأنها «دقة قديمة» مع أن كل ما هو قديم جميل..! في كل عام تظهر موديلات من الثياب يسمونها بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان.. تواكب أحدث التقنيات والمستجدات في دوران الأرض ورؤوس النساء الخفيفات العقل.. «سهلات القيادة والدوران».. فمن ثوب «المغترب».. مروراً «بزين» وحتى «حذاء بوش».. اشترت النساء كمية من الأقمشة والثياب لو أخرجناها من الخزانات لسترت عورات جميع المسلمين.. لسنين قادمات.. وكمية من الأحذية.. لو أطلقناها على أوجه سدنة البغي والعدوان لما قامت قائمة لأي طاغية ما بقيت الدنيا..! إن لكل إنسان شخصيته وظروفه.. والتي يجب أن يعيش بحسبها ودون التأثر بالآخرين.. وإدمان الشراء.. «عايز وقت.. والوقت ما في.. وعاوز قروش.. والقروش عند الرجال.. والرجال ما بطلعوا القروش.. ولو طلعت في مشاكل وعاوزين دولاب.. والدولاب عند النجار.. والنجار.. عاوز...!». إن الإدمان بكل صوره يدفع الإنسان لتحقيق الغايات بوسائل قد تكون خاطئة.. والنظر لما عند الآخرين.. يمنع القناعة.. زاوية أخيرة: قال الحسن البصري.. «يا ابن آدم لم تحسد أخاك، فإن الذي أعطاه الله لكرامته عليه فلم تحسد من أكرم الله؟ وإن يكن غير ذلك فلا ينبغي لك أن تحسد من مصيره النار».. «الكلام ده واضح يا مدمنات أفيون سعد قشرة!!».