وصل إلى مطار الخرطوم مساء أمس الفوج الأول والثاني من السودانيين العائدين من الجماهيرية الليبية البالغ عددهم 829 حيث كان في استقبالهم الأستاذ أحمد كرمنو وزير الدولة برئاسة مجلس الوزراء ودكتور كرار التهامي الأمين العام لجهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج ورئيس غرفة العمليات والطوارئ لإجلاء السودانيين بليبيا ومدير الإدارة العامة للجوازات اللواء شرطة أحمد عطا المنان وعدد من المسؤولين وكشف الوزير في تصريحات صحفية عن وصول الفوج الأول البالغ عدده 350 بالبواخر من أسوان إلى حلفا بجانب وصول هذا الفوج البالغ عدده 479 بناقل الخطوط الجوية السودانية عن طريق مصر.. مطمئناً الأسر على أوضاع السودانيين بليبيا وأكد كرمنو حرص واهتمام الدولة بمعالجة كافة أوضاعهم وذلك بتكوين لجان والعمل على تصنيفهم وترحيلهم لولاياتهم. فيما أقر دكتور كرار بوقوع بعض الاعتداءات على بعض الأسر السودانية الا أنه تم تدارك الأمر ولكننا لم نتسلم تقارير رسمية من السفارة السودانية بطرابلس موضحاً أن تقارير الجاليات هناك أكدت على استقرار الأحوال. وأكد التهامي مواصلة الجهود بالتنسيق مع كافة الجهات ذات الصلة لإجلاء السودانيين الراغبين في العودة لأرض الوطن وعاد قائلاً قد تواجهنا بعض الصعوبات من حيث المساعدات اللوجستية والنقل وغيرها مطالباً الجميع بتفهم الوضع وأشاد بمساهمة الخطوط الجوية بناقلها مع بقية المنظمات الطوعية كالهلال الأحمر وقطر الخيرية التي أبدت رغبتها في التعاون مع السودان. من جهة أخرى حكى العائدون ل(آخرلحظة) فصول معاناتهم منذ اندلاع الثورة وقد كانت تبدو على ملامحهم تفاصيل فرحتهم بعودتهم سالمين لأرض الوطن. تقول زينب موسى ربة أسرة مقيمة بمنطقة بنغازي لمدة 10 سنوات حقيقة (أنا ما بين الحلم والحقيقة) ولم أتوقع خروجنا سالمين خاصة وقد شاهدنا الكثيرمن المناظر المؤلمة من موتى وجرحى ناهيك عن سماع دوي الرصاص وقد عشت مع أطفالي أياماً عصيبة من الخوف والهلع وعدم الاطمئنان وقاطعتها حبيبة البالغة من العمر 5 سنوات (ما عايزة أرجع ليبيا تاني) عشان شفت الناس شايلة سكاكين ويقتلوا بعض وناس كتار ماتو وكنت خائفة شديد. فيما رسم عدد من العائدين ل(آخرلحظة) لوحات مأساوية حزينة تحكي وتعكس حجم المعاناة والأوضاع بليبيا بجانب معاناتهم في رحلتهم التي استغرقت حوالي 3 أيام في الطريق من السلوم إلى مصر موضحين أن تكاليف رحلتهم من منطقة السلوم للاسكندرية تكفلت بها القوات المسلحة المصرية بجانب إعفائهم من رسوم الخطوط الجوية السودانية من قبل حكومة السودان وأنهم تركوا جميع ممتلكاتهم قائلين إن خروجهم من بنغازي تم بالسيارات إلى السلوم نافين تعرضهم لأي تعذيب أو اعتراض في طريقهم إلا أنهم أشاروا لتعرض بعض السودانيين لعمليات نهب بطريق البيضة من قبل المرتزقة مشيرين لمشاركة حركة العدل والمساواة وأكدوا ل(آخرلحظة) أنهم وجدوا مساعدة كبيرة وحماية من قبل الليبيين حتى السلوم وقالوا إنهم طيلة أيام الصراع بليبيا ظلوا داخل منازلهم عدا الخروج لأقرب محل لشراء بعض الاحتياجات. وقرأت (آخرلحظة) تفاصيل مشهد الدموع والفرحة الكبيرة التي رسمت على وجوه العائدين مع التهليل والتكبير. وقال محمد إبراهيم مقيم ببنغازي أكثر من 10 سنوات. إنهم عاشوا أياماً عصيبة من جراء القتل والضرب الذي يحدث مما أدخل في نفوسنا الخوف والهلع وعدم الإطمئنان. ويؤكد عبدالله محمد- منطقة البيضا على عدم الأمن والطمأنينة بالمنطقة موضحاً أن يوم الجمعة كان يوماً عصيباً بالنسبة لهم وقد ظلوا طيلة الأيام داخل منازلهم. ------------------------------------------------------------------------