وشاء أم أبى المعترضون على طريقة الفضائيات الثورية في تناول الأحداث الملتهبة في المنطقة العربية، فالمؤكد أن هذه الفضائيات قد أصبحت جزءاً أصيلاً من مكونات ثورات الشارع العربي، وهو ربما مايفسر فشل الكثير من الثورات التي قامت قبل دخول هذه الفضائيات على الخط، حيث لم تكن تجد من يسندها ويدعمها إعلامياً، حيث لم يكن صوتها يتجاوز مساحة الميادين التي تندلع فيها، ويتم وأدها وقمع وقتل القائمين عليها دون أن يسمع بهم العالم المترامي الأطراف أو يشاهد صورهم الدامية على شاشات التلفزة، ويتخذ القرارات الدولية التي تنتصر لإرادة الشعوب وتطالب الأنظمة القمعية بالرحيل الفوري، مهما مارست هذه الأنظمة من منع وتعتيم وتكتيم إعلامي، فالفضائيات تمكنت من كسر هذا الحصار واعتمدت على صور الموبايل وكاميرات الهواة ووظفت كل امكانيات المواقع الالكترونية لخدمة ثورتها التي أرعبت الحكام العرب أكثر من ثورات الشارع نفسها، بدليل أنهم أفردوا لها قسطاً وافراً في خطبهم التي حاولت امتصاص غضب الثوار، وركزوا بشكل واضح على محاولة تكذيب ماتبثه من أخبار وأحداث وذهبوا أبعد من ذلك ليصفوا ثورات شعوبهم بأنها مدفوعة من (الفضائيات) بالكامل. انطوت فيما يبدو صفحة (اللاحياد) التي ظل يتبناها الكثير من أساتذة الإعلام في الكليات والجامعات المتخصصة، ولكن تبقى (المهنية) الإعلامية هي شرط لا يمكن تجاوزه رغم أن مايحدث الآن لا يمت للمهنية بصلة في كثير من جوانبه، وتلك قضية أخرى تحتاج الى مناقشة أكبر وأعمق، فالمهنية شيء والحيادية ربما شيء آخر. ماوراء اللقطة: استقطبت الفضائيات الأخبارية المتخصصة في تغطية «الثورات العربية» معظم جماهير شاشات التلفزة.. فالمواطن العربي أصبحت عينه على أخباروتطورات هذه الثورات وليس قنوات الأفلام والدراما وأغاني الفيديو كليب التي خسرت كثيراً في الأونة الأخيرة.