لا أعرف سبباً وجيهاً أَمْلى على الأستاذ عبد العظيم أن يجعل عنوان عموده المقروء ب«آخر لحظة» الغراء «خارج الصورة» إلا من قبيل البلاغة العربية التي تذكر الشيء وتريد ضده كأن يقال للملدوغ السليم أو للأعور كريم العين أو للأبرص أبْرشْ.. فهو يضع قراءه في الصورة تماماً ولعل عموده أمس الأول والذي أعلن فيه عن «الطُمام» الذي أصابه من أفعال السياسيين المعارضين وحذَّر فيه من «الطامَّه» ، ومفردة «طُمام» الدراجة أبلغ في توصيف حالة عبد العظيم من مفردة «الغثيان» الفصيحة وقد كتبتها من قبل فَصَحَحَهها المصحح «جزاه الله خيراً»!! وبطن عبد العظيم «الطامَّه» أكثر تعبيراً عن الحالة التي تمر بها المعارضة والتي تستعرض عضلات الفأر الشقي «جيري» وتهدد الحكومة بالويل والثبور وعظائم الأمور.. «الحكومة وحشه.. طيب.. وبعدييين!!» هذه الحكومة المغضوب عليها من الضالين جاءت لمقاعد السلطة والبرلمان بانتخابات حرة ومباشرة ومراقبة وشفافة وهؤلاء الذين يعارضونها خاضوا غمارالمنافسة ومنهم من واصل الشوط ومنهم من انسحب ومنهم من سُحب.. وكسب المؤتمر الوطني النتائج ولم يكسب «الدوام» فأمام الإمام وحزبه والسيد وحزبه والرفيق وحزبه وأتباعهم من مدمني المعارضة الفرصة كاملة بعد انقضاء أجل البرلمان أو أجل الرئاسة ليعيدوا الكَّرة وفقاً لقواعد اللعبة الديمقراطية التي يتغنون بمحاسنها في كل قعداتهم وسهراتهم وسكراتهم وقد أجد العذر لياسر عرمان «رويبضة الطيب مصطفى» فهو قد نافس الرفيق ميخائيل غور باتشوف الرئيس الأسبق للاتحاد السوفيتي السابق.. فلا بقي له المنصب لينسب إليه ولا بقيت الدولة ليكون رئيسها السابق!! وعرمان لا يجد لنفسه المنصب ولا يجد الحزب الذي ينتمي إليه لهجرة الحركة جنوباً فأصبح كالحرف المدغم إدغاماً كاملاً «لذهاب الحرف والصفة معاً» كما يقول علماء التجويد. لكنني لا أجد عذراً لشيوخ الأحزاب الكبيرة الذين استنفدوا أغراضهم بعدما شبعوا حتى اُتخموا من موائد السياسة حكومة ومعارضة وورَّثوا أبناءهم مثلما ورثوا آباءهم.. ومن هو في مثل عمرهم لا يطلب إلا «المصلاية والأبريق»!! هذا لمن بقى من لُداتهم وأترابهم الذين قضى معظمهم.. قال الشاعر «الكاشف» أخوي مع البنات والومو ü كَمَّلْ غيَّهِن بقي داب صلاتو وصومو ولست معنياً بتهديدات المعارضة وموكب أبي جنزير لا استهانة بأصوات المعارضة لكنه «الطُمام» الذي قال به الشريف عبد العظيم صالح.. فماذا سنجني من متابعة فاروق أبو عيسى وعلي محمود حسنين وعرمان وكمال عمر ومريم الصادق وكالعادة فإن السيد الصادق «ما بيحضر كيلهم» فقد سافر إلى ألمانيا هرباً بجلده كلما «حرَّت» والخلا عادتو قَلَّت سعادتو.. وأتوقع خبر خبرين في قناة الجزيرة تتحدث عن تفريق الشرطة لمظاهرة ما بالقوة وربما استضافت السيدة مريم أو غيرها ليكيل السباب للحكومة ويلعن سنسفيل الشرطة ولن يزيد الأمر على ذلك.. فهي متعودة دايماً!! الجزيرة أو مريم أو المعارضة. شهد الله الذي لا إله إلا هو.. أنا أعلم بزهد البشير في المنصب.. وحديثه المتكرر عن هذه الرغبة ليس بخاف على أحد.. وحرصه الأكيد أن يدبر المؤتمر الوطني رأسه.. ويبحث عن قائد جديد لمسيرته.. وهو لا يحس البتة بأنه الوحيد زمانه وقد منَّ الله عليه بالقبول فلم يسمع أو نسمع من هتف ضدَّه ولم نقرأ لا في الصحف ولا في الحيطان ولا في المنشورات عبارة «يسقط عمر البشير» ولن نسمعها بإذن الله.. وكل هذا لا يعني أن الحكومة بلا أخطاء أو إخفاقات.. كما أنها بالتأكيد لها إنجازاتها واختراقاتها.. إن ذهاب هذه الحكومة أمر حتمي طال الزمن أم قصر ويبقى في الأرض ما ينفع الناس.. فالحكام إلى زوال والمعارضون!! فهل ينتظرون إلا فقراً مدقعاً أو غنى مُبطراً أو مرضاً مقعداً أو موتاً مُجهزاً أو المسيح الدَّجال فَشَرُ غائب يُنتظر أو الساعة والساعة أدهى وأمر.. وهذا الحكم أمانة وإنه يوم القيامة خزي وندامة إلا من أداها بحقها. وهذه العبارة لا تفارق شفتي الرئيس.. الذي يضع في صالونه الآية الكريمة «واتقوا يوماً تُرجعون فيه إلى الله ثمّ توفَّى كلُ نفس ما كسبت وهم لا يظلمون».. ولن يقبل أبناء شعبنا بعد اليوم من لا يضع الله نصب عينيه وهو يتولى تصريف شؤون العباد والبلاد.. ولو ملأوا ميدان أبي جنزير وصفحات الفيس بوك وكل مواقع الشبكة العنكبوتية فإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت. قال قائد المظاهرة لرفاقه الذين حملوه على أكتافهم ليهتف «نزِّلوني نزِّلوني فقال له الرفاق «خايف من البوليس؟ فرَّد عليهم «بوليس شنو..عمَّك سيد الدكان» وكان هارباً منه حتى لا يُسدد الدين الذي عليه وكان ساكن عزابي بجوار الدكان.. وأسياد الدكاكين كُتار.. وهذا هو المفروض