والملحقون الإعلاميون قد حطوا رحالهم فى مواقع عملهم بثلاث دول عربية ودولتين أفريقيتين ودولة أوروبية واحدة بعد التعينيات التى أصدرتها وزارة الإعلام حسب دورية الاحلال والاختيار التى تتم بعد كل 3 أو 4 سنوات لوظيفة الملحق الإعلامي لانملك إلا أن ندعو لهم بالتوفيق والإعانة بعد وضع هذه الوظيفة محل تنشين الأقلام الصحفية التى قدحت ابتداء فى الإختيار وأسسه وكسب من سبق ومهارات وقدرات من ألحق. من يطلب من الملحق الإعلامي أن يغير صورة السودان الإعلامية مما هى عليه الأن الى صورة زاهية لن يكون واقعياً فى طلبه إذا عرف ماهى مهام واختصاصات الملحق الإعلامي ووضعه الوظيفي فى منظومة العمل بالسفارة والامكانات المتوفرة للقيام بعمله ومساحات التحرك المتوفرة والمسموح له بها فى التعامل مع البلد الذى يمثل بلاده فيه وفى ظل صورة السودان التى عملت القرارات الدولية وتقارير المنظمات والجماعات الناشطة فى مجالات حقوق الإنسان والحقوق السياسية أن ترسمها حتى صارت صورة نمطية وجاهزة «Stereotype» لاتحيد عن تبديلها معظم وسائل الإعلام الدولية وللأسف حتى بعض وسائل الإعلام العربية إذ لاينتظر مثلاً من أسامة سرايا فى الاهرام أو طارق الحميد وعبدالرحمن الراشد فى الشرق الأوسط أو صحيفة الاتحاد الظبيانية والبيان الإماراتية والوفد المصرية وكثير من القنوات الفضائية العربية والوكالات الاخبارية أن ترسم صورة للسودان إلا تلك التى رسمتها الجماعات المشار إليها . قبل سبع سنوات ترأست لجنة شكلتها وزارة الإعلام ووزارة الخارجية للنظر فى وضع الملحقيات الاعلامية السودانية بالخارج ضمت هذه اللجنة دبلوماسيين وملحقين إعلاميين عاملين وسابقين واداريين مرموقين وخلصت هذه اللجنة الى نتائح وتوصيات أحكمت العلاقات بين وزارة الخارجية ووزارة الإعلام فى وضع الملحق الادارى واستقلاله المالي وأسس اختياره وعلاقته بالسفير والسفارة ووصفه الوظيفي وفقاً لواجباته واختصاصاته ووجدت التوصيات حينها الموافقة والوعد بتنفيذها أو على الأقل معظمها وتاهت أعمال اللجنة وفقاً للمتغيرات السياسية ومدى الفهم لدور الإعلام عموماً والإعلام الدبلوماسي المؤسسى . والعمل الاعلامي فى سفاراتنا يقل تأثيره ولايبلغ مبتغاه إن ترك فقط للملحق الاعلامي فالسفارة كلها هى وسيلة للاعلام والمعلومات فى بلد التمثيل والامكانات التى تتوفر للسفير للتحرك للتعريف ببلاده هى الأفضل خاصة فى ظل مفاهيم العمل الدبلوماسي العصرية التى بدلت الكثير من التحفظات على تحرك السفير فى الأوساط الشعبية وشبه الرسمية ولنا المثال فى أعمال وتحركات الكثير من سفراء الدول فى بلادنا الذين تنشر لهم صحفنا المقالات وتتابع نشاطاتهم وتحركاتهم فى معظم ولايات السودان وتواصلهم من خلال المنتديات الثقافية والاجتماعية وفى المقابل نشاط السفارات السودانية الإعلامية دون اعمال الملحق خجول ولايكاد يبين وهى مناسبة ودعوة للأستاذين الكريمين على كرتى وكمال حسن على أن يعيدا النظر فى دور السفير والسفارة السودانية الإعلامي والمعلوماتى فى ظل تأثير الاتصال المباشر القوي والعلاقات الشخصية فى مقابل الاتصال الجماهيري والعلاقات الرسمية . ونقول للملحقين الإعلاميين ان التصويب عليكم من زملائكم الإعلاميين هو لمعرفتهم الدقيقة بدور الإعلام وخطره واشفاقهم عليكم وهم يعلمون أن الإهتمام بالإعلام والانفاق عليه ليس من أولويات الحكومة ونجاحكم فى كيفية فتح قنوات التواصل بين وسائل الإعلام السوداني وجماعات التأثير فى بلاد التمثيل وكيفية تفاديكم البلل بعد أن اغلقت أيادي الإعلام فى السبح فى بحر المال . دعواتنا للأخوة الملحقين بالتوفيق ونخص الأستاذة المحترمة سمية الهادى وبابكر حنين وعمر عبدالمنعم وبابكر الطيب ولشيخهم بكرى ملاح الذى لم يعجبني ماورد فى أحدى الصحف من احتجاج لتعيينه وقد بلغ التقاعد ونسب ذلك الى مصدر بأمانة الاعلام الخارجي وكما ذكرنا فإن وظيفة الملحق ليست وظيفة هيكلية يترقى لها وإنما اختيار يتم لمن يعملون بالأجهزة الاعلامية وفقاً لمعايير معلومة ولا أظن بكرى ملاح فى حاجة للتعريف به أو تأكيد احقيته لهذا الموقع لما ظل يقدمه من عمل احترافي ومهنى منذ تخرجه فى الجامعة وحتى وصوله لمنصب نائب المدير العام لسونا وأمين أمانة الاعلام الخارجي وعمله فى وكالات انباء خارجية بكفاءة مشهودة .