تبدأ اليوم امتحانات الشهادة الثانوية بالمنهجين «الجديد والقديم» بجميع المراكز داخلياً وخارجياً، عدا مركزي طرابلس وبنغازي بدولة ليبيا بسبب الأحداث السياسية الراهنة التي تمر بها ليبيا، فيما يواجه الطلاب السودانيون بجمهورية اليمن مصيراً مجهولاً، حيث لا تزال الاضطرابات الأمنية تزداد يوماً بعد يوم. وتمر امتحانات الشهادة السودانية هذا العام 2011م بظروف استثنائية، ويعتبر هذا الامتحان آخر امتحان يجمع بين طلاب الجنوب والشمال حيث تمر البلاد بمرحلة انتقالية بإعلان انفصال الجنوب اعتباراً من التاسع من يوليو القادم، وهناك قلقٌ بين الأوساط التربوية من أن تؤدي الأوضاع الأمنية بالجنوب إلى تعكير صفو الامتحانات بالجنوب. ويجلس اليوم «414.908» طالباً وطالبة بجميع أنحاء البلاد والمراكز الخارجية في أكثر من «2» ألف مركز لأداء مادة التربية الإسلامية والورقة الخاصة والتربية المسيحية واللغة الفرنسية، بمشاركة «50» ألف معلم ومعلمة للمراقبة. وأكد د. المعتصم عبد الرحيم وكيل وزارة التعليم ل«آخر لحظة» أن جميع الولايات تم تسليمها طرود الامتحانات بما فيها المراكز الخارجية عدا ليبيا حيث تم استيعاب الطلاب العائدين بمراكز داخل السودان وبالقاهرة، وقال المعتصم إن عدد المعلمين الذين سيشاركون في أعمال التصحيح بلغ «6» ألف معلم ومعلمة، لافتاً لزيادة عدد الطلاب الجالسين للامتحان لهذا العام بنسبة 6% ، وطمأن المعتصم الطلاب و أولياء أمورهم بأن الامتحان لن يخرج عن المقرر، وطالبهم بالتركيز والمنافسة الشريفة، وأكد أن وزارته عملت على استيعاب أي طالب للجلوس للامتحان. وقال المعتصم إن وزارته عالجت أوضاع الطلاب العائدين من ليبيا ومصر والدول العربية الأخرى باستيعابهم في مراكز قريبة من مواقع سكنهم ومنحهم أرقام جلوس. الامتحانات في الجنوب: بلغ عدد طلاب الولاياتالجنوبية «16301» طالباً وطالبة موزعين على «91» مركزاً بالولايات العشر، و التزمت حكومة الجنوب بإقامة الامتحانات في جو آمن ومستقر، وتعهدت خلال اجتماع مع الوزارة الاتحادية بتوفير مخازن لتأمين طرود الامتحانات، وتم اختيار معلمين من الجنوب للمشاركة في أعمال التصحيح لأوراق الامتحان، وقال د. المعتصم عبد الرحيم وكيل التعليم إن حكومة الجنوب طلبت من الوزارة الاتحادية ضرورة استمرار التعاون مع الوزارة عقب الانفصال وإمدادهم بكتب من المنهج القومي باللغتين العربية والإنجليزية، مشيراً إلى أن طلاب الجنوب درسوا المنهج القومي لمدة «11» سنة. وأبدت مصادر تربوية قلقها من أن تؤدي الأوضاع الأمنية بالجنوب إلى تعطيل قيام الامتحان بالجنوب واحتمال تعرضه للتسريب، لكن د. المعتصم أكد أن وزارته غير متخوفة من أن تؤدي الأوضاع في الجنوب إلى تسريب وكشف الامتحان، مستدلاً بعقد الامتحانات السابقة في ظل الحروب بالجنوب وعدم تعرضها لأي خطورة، وتوقع استقرار الأوضاع بجميع أنحاء البلاد خلال فترة الامتحانات. الامتحانات في دارفور أعلنت وزارة التعليم العام افتتاح مراكز للامتحان بمحلية الطينة بولاية جنوب دارفور لأول مرة بعد غياب دام «6» سنوات بسبب تعرض الامتحان للكشف خلال العام 2003م، الأمر الذي دفع الوزارة لمنع قيام الامتحان بالمنطقة.. وعودة الامتحان بالطينة يؤكد استقرار الأوضاع الأمنية وعدم وجود أي إشكاليات تواجه الطلاب، فيما تم تجميع الطلاب بولايات دارفور الثلاث بعواصم الولايات. الامتحانات في المراكز الخارجية: تم إرسال طرود الامتحانات لجميع المراكز الخارجية البالغة «9» مراكز هذا العام، ما عدا مركزي طرابلس وبنغازي بليبيا، وقال الأستاذ محمد آدم أبو جكه مدير إدارة مدارس الصداقة ل«آخر لحظة»: إن جميع المراكز الخارجية والطلاب أكملوا استعداداتهم للجلوس للامتحان في كل من الرياضوجدة وقطر، وإنجمينا بتشاد، وإيران وصنعاء والقاهرة وباكستان ومدرسة بالصومال، وأكد أبو جكه تسليم الامتحان لجميع المراكز عبر مناديب الحقيبة الدبلوماسية. وأشارت مصادر لوجود مخاوف من أن تؤدي الأحداث الراهنة باليمن إلى إعاقة قيام الامتحانات بصنعاء، وبث د. المعتصم عبد الرحيم وكيل التعليم تطمينات بتأمين مواقع لإجلاس الطلاب السودانيين باليمن، مشيراً لوجود «41» طالباً بمركز صنعاء الذي قال إنه مؤمن تماماً، ويستطيع الطلاب الوصول إليه بسهولة، مؤكداً عدم وجود أي إشكاليات تنذر بعقبات محتملة. الامتحانات في شمال كردفان: وفي ولاية شمال كردفان أكملت حكومة الولاية استعداداتها لبدء الامتحان بكافة محليات الولاية بجلوس «568.23» طالباً في «181» مركزاً، حيث تم تسليم الامتحان لجميع المحليات، وكونت حكومة الولاية فِرقاً لإعلان ضربة البداية بالمحليات المختلفة، ويعلن والي الولاية والمدير العام للمرحلة الثانوية إسماعيل مكي ضربة البداية بالأبيض، فيما يعلنها بمحلية غبيش وزير التعليم الطيب أبو ريدة والمدير الإداري للمرحلة الثانوية، وفي محلية بارا يعلن ضربة البداية د. إسماعيل بشارة وزير الصحة، وتعلن ضربة البداية بمحلية الخوي مجموعة برئاسة وزير الثقافة، ومجموعة وزير الشؤون الاجتماعية تعلن الانطلاقة بمحلية الرهد أبو دكنه، وبمحلية النهود يعلن الانطلاقة وزير الموارد المائية، ووزير الزراعة بأم روابة. الامتحانات في سنار: وبلغ عدد الطلاب المسجلين للامتحان بولاية سنار «515.15» طالباً وطالبة موزعين على «150» مركزاً، بواقع «57» مركزاً للبنين و «55» للبنات و «38» مركزاً مشتركاً. وأكد حيدر العوض مدير الامتحانات بسنار اكتمال استعدادات الولاية لانعقاد امتحان الشهادة الثانوية لهذا العام، وقال إن عدد الجالسين الكُلي بلغ «515.15» طالباً وطالبة منهم «147.8» من الطلاب و «367.7» طالبات، بواقع «313.7» نظامي و «331.5» اتحاد معلمين و «763.10» تعليم خاص و «1108» طلاب منازل. وقال حيدر إن العام الدراسي بالولاية شهد استقراراً، واكتمل من حيث البنيات التحتية، وأشار إلى أن المدارس أكملت المقرر منذ يناير المنصرم وتم إجراء امتحان تجريبي للطلاب. الامتحانات في الجزيرة: أكد وزير التربية والتعليم بالجزيرة تسجيل أكثر من «74» ألف طالب وطالبة، موزعين على «508» مراكز بمحليات الولاية. وقال محمد إبراهيم الإمام المدير العام بالوزارة: إن العام الدراسي شهد استقراراً بالولاية ولا توجد أي إشكاليات تواجه الطلاب، مشيراً لتسليم جميع الطلاب أرقام الجلوس بوقت مبكر، وأكد تسلُّم وزارته لطرود الامتحان من الوزارة الاتحادية منذ العشرين من مارس الجاري، والتي قال إنها تم حفظها بالمخازن برئاسة شرطة المحلية.
