هل لخصت الحكومة كل هذا الغضب الذي قام ضدها على صفحات الصحف بعد حادثة اعتداء الطيران الإسرائيلي على مواطنين سودانيين تحت سماء وسيادة بلادهم؟ هذا الغضب سماه بعض أصحاب الغرض «شماتة»، ومتى كان الغضب من أجل الوطن وكرامته ينحدر الى هذا المستوى والى هذا الدرك؟.. إن لم يكن مرد ذلك التعصب الأعمى والنظرة القاصرة للأمور، نعم لقد وصل الغضب مداه إلى درجة مطالبة البعض باستقالة وزير الدفاع وإجراء تحقيق تطال نتائجه كل مسؤول يثبت تهاونه وتقصيره في الدفاع عن أمن وسيادة البلاد. نعم الغضب له ما يبرره وهو ناتج من حالة حزن عميقة بسبب هذا الاعتداء الآثم.. نعم والغضب قد لا يكون للفعل المادي وحده الذي هو العدوان وتدمير العربة وقتل من بداخلها ولكن يمتد للتساؤل حول التناقض والانفصام الذي تعيشه الحكومة فالمرء عندما يسمع التصريحات والشعارات التي تتحدث عن الإنقاذ وعن قدرتها على منازلة الأعداء يحسب المواطن أنه يعيش في كنف دولة عظمى وعندما يقع الفأس في الرأس رد الفعل لا يشبه حجم «الصورة الذهنية» للدولة التي يكلموننا بها صباحاً ومساءً في أسطوانات وأناشيد محفوظة.. اضطراب في تحديد ما حدث بالضبط.. من أين جاء العدو.. وعذراً للأغنية التي تقول «وروني العدو واقعدوا فراجة» وما هي الأداة التي نفذت الضرب هل هي طائرة.. أم صاروخ وإن كانت طائرة هل هي بدون طيّار أم هيلكوبتر؟ وأين كانت أنظمة الرادار؟ نعم إن إسرائيل لها سجل حافل في الاعتداء على شخصيات ودول خارج نطاقها وهي تسرح وتمرح كما تشاء بحماية واضحة من أمريكا ومجتمعها الدولي ومع ذلك من حق النّاس أن يغضبوا وأن يقولوا للحكومة لماذا هذا التقصير؟ ولماذا لا يتم تثبيت مبدأ الحساب والعقاب هذه المرة!! المهم حدث ما حدث ومع ذلك نُريد أن نرى شطارة الحكومة هذه المرة في المحافل الدبلوماسية عندنا سفارات وممثلين في الأممالمتحدة وعواصم المجتمع الدولي يعيشون في بحبوحة من العيش الرغد ويخمون الدولارات شمال ويمين، جاءت الآن حوبتهم فيجب أن يركزوا في معركة الدبلوماسية وأن يردوا لنا حقنا المسلوب من إسرائيل التي اعتدت على أرضنا وسمائنا ومواطنينا نهاراً جهاراً.. ونحن في الانتظار والتبريرات ممنوعة.