(كردفان الغرة أم خيراً جوه وبره) مقولة يرددها كل من له صلة وانتماء بكردفان إذ يتسم مجتمع كردفان بالترابط الاجتماعي والأسري بجانب أنه معافى من المشاكل ويسعى دائماً لتنمية وتطوير ولايته وبلاده بعيداً عن الانتماءات السياسية والحزبية الضيقة، وتشهد شمال كردفان الآن ثورة تنموية ونهضوية كبرى في كل المجالات خاصة مجالات المياه والصحة والتعليم.. ولهذه الثورة التنموية «مشروع درء آثار الجفاف بالولاية» دور كبير وفعال فيها وأنه يضع خارطة طريق تنموية شاملة لشمال كردفان متمثلة في توفير المياه الصالحة والنقية للشرب للإنسان والحيوان وتوفير الطاقة الشمسية كطاقة صديقة للبيئة، بجانب العمل على التعدي الجائر على الموارد المحلية من غابات وأشجار وموارد طبيعية أخرى.. وفي سياق ذلك قام مشروع درء آثار الجفاف بشمال كردفان الثلاثاء الماضي احتفالاً بتدشين وبدء تنفيذ برامج تحسين الآبار السطحية وتوزيع ثلاجات حفظ الأمصال التي تعمل بالطاقة الشمسية،بجانب برنامج تشغيل معامل الحاسوب بالطاقة الشمسية للمدارس الثانوية والتي جاءت بالتنسيق مع وزارات الموارد المائية والطاقة والصحة والتربية والتعليم بالولاية وذلك تحت شعار «معاً نحو إمداد مائي كافٍ وآمن وتنمية مواكبة بالريف». هجمة شرسة: وقال معتصم ميرغني زاكي الدين والي شمال كردفان رئيس مجلس أمناء المشروع في احتفال المشروع بمدينة الأبيض قال: إن المشروع قادر على أن يحدث تنمية في الولاية، وأضاف أنه إنجاز تراكمي، مؤكداً مواصلتهم في المسير بالمزيد من الدعم وزاد ندعم المشروع ووجدنا فيه هجمة شرسة، وأضاف لكنها اجندة وناس «معادين للنجاح.. ولكن قاومناهم لأننا عارفين المشروع عمل و يعمل في شنو» مبيناً أن المشروع يعتبر مكسباً تنموياً لأهل الولاية وأضاف: لذلك لا نقبل فيه أي نوع من أنواع الأجندة، مشيراً إلى إجازة قانون للمشروع في أول هذا الشهر الجاري حتى يؤدي دوره كاملاً والعمل على تقويته واستمراريته. وأكد ميرغني أن الهدف من قيام المشروع مكافحة الجفاف بالولاية واستقرار الإنسان والعمل على نهضة تنموية كاملة، وأشار إلى أن فلسفته تبدأ باستقرار الإنسان الذي يتطلب توفير الحياة والصحة والتعليم.. ودعا الوالي إلى ضرورة عودة مشروعات التعاون الدولي من جديد لشمال كردفان.. وقال إن الولاية في حاجة لهذه المشاريع التي قال: بدأنا في عمل خطة لكيفية تنشيط واستقطاب واستيعاب هذه المشاريع مرة أخرى»، مؤكداً أن معظم الأمراض الموجودة بالولاية بسبب المياه، وأضاف لذلك «نحن دايرين نوع الدلو» ونرفع شعار التخلص من استخدام الدلو نهائياً، وأشار الوالي إلى مساعيهم لمضاعفة زيادة مشروعات المياه وزيادة كميات الثروة الحيوانية، مشيراً إلى أن الأخيرة ثورة اقتصادية تخرج الولاية من دائرة الفقر. ثورة مياه وأكد المهندس خالد معروف وزير الموارد المائية والطاقة أن مشروع درء آثار الجفاف ثورة مياه حقيقية بشمال كردفان ويعمل في توفير مياه آمنة وصحية، وقال معروف: إنهم في الولاية عاكفون على توسيع دائرة استخدامات الطاقة في الولاية لتوفير المياه كرأس رمح في التنمية، وأضاف وعلى ذلك يأتي تحسين الآبار على رأس قائمة أولويات الولاية، مشيراً إلى وعي المواطنين بأهمية مشروع تحسين الآبار الذي أقيم بجهد كبير من المنظمات والحكومة والمجتمعات المحلية، وقال إن أكثر من «400» بئر من أصل «4» ألف بئر في هذه الولاية تنتظر التحسين. ü قصة نجاح: من جانبه قال د. إسماعيل بشارة وزير صحة شمال كردفان إن البرامج التي قام بتدشينها شملت الصحة والمياه والتعليم تعتبر قصة من قصص النجاح وأضاف هذا بيان بالعمل، مشيراً إلى إسهامات المشروع في تأهيل المراكز الصحية والخدمية، مؤكداً أن برنامج تحسين الآبار مهم باعتبار أن المياه العامل الرئيسي في انتشار الأمراض بالولاية. تنمية ريفية وأكد حافظ محمد محمود مدير المشروع أن درء آثار الجفاف «مشروع تنمية ريفية متكاملة» يعمل على توفير المياه الصالحة والنقية للشرب للإنسان والحيوان وتوفير الطاقة الشمسية كطاقة صديقة للبيئة، بجانب وقف التعدي الجائر على الموارد المحلية والطبيعية. مؤكداً أن المشروع يوفر بعض الخدمات الأساسية في قطاعات الصحة والتعليم، بالإضافة إلى دعم القدرات في الأنشطة المجتمعية، وأبان حافظ أن البرامج التي قام بتدشينها المشروع ممثلة في برنامج تحسين الآبار السطحية لعدد «30» بئر كمرحلة أولى وبرنامج تشغيل معامل الحاسوب بالطاقة الشمسية للمدارس الثانوية ويشمل «26» معملاً بالمحليات المختلفة فضلاً عن برنامج توزيع ثلاجات حفظ الأمصال تعمل بالطاقة الشمسية لعدد «20» ثلاجة وحفر وتأهيل وتسوير «18» حفير وتشييد «4» مدارس أساس متكاملة وحفر وتشييد «4» أحواض خرصانية بسعة تتراوح بين 1000- 1600 برميل بمناطق الصخور، فضلاً عن الاتفاق بين المشروع و وزارتي التربية والصحة والمحليات على تقديم بعض المعينات لدعم الخدمات الصحية والتعليمية والمجتمعية على أساس المساهمة والمشاركة، خاصة في المنشآت التي يقوم بها المشروع ويكون ذلك بآليات يتم الاتفاق عليها مثل «الحساب الدوار ونظام استرداد التكلفة»، وأشار حافظ إلى أن الميزانية المرصودة للمشورع «9» مليون جنيه وأن جملة البرامج لهذا العام تقدر بحوالي «3» مليون و «500» ألف جنيه وصلت مرحلة التنفيذ فيها نسبة 40% وأضاف هذا مؤشر جيد لتكملة البرامج المتبقية في هذا العام، وذلك يتوقف على توفير الموارد في المركز، مؤكداً أن رؤية المشروع في المستقبل تغيير أنظمة المباني نهائياً من المباني القشية والمواد المحلية إلى مباني ثابتة وذلك باستخدام الطوب المضغوط وكل التقنيات الملائمة للريف..