لا شك أن لكل مجال رجاله وكما يقولون إن الرجال معادن.. فإنك في كل مجال تجد أنواع هذه المعادن غير الغالي والنفيس والبخس والرخيص، فتجد بينهم درراً وجواهر ونجوماً وأقماراً تنكسف يوماً وتنخسف أياماً وتتلألأ يوماً.. الآن هناك نجوم لا يخبو ضوؤها أبداً.. لا تستطيع حتى الشمس حجب أشعتها.. وذلك بالضبط هو أستاذنا الرائع الراقي والمهتم بأمور مهنته محمود هساي أو هساي كما يحلو لنا أن نناديه، سادتي لقد قابلت الرجل في عدة مواقع قبل أن يخدمني القدر بأن أعمل معه في صحيفة واحدة، فهو يلفت الأنظار إليه بحركته الدؤوبة وبابتسامة الدائمة، فهو يحاول إكرام كل من حضر للمكان الذي هو فيه بنفسه، وقد لاحظت ذلك وهو يزاحمنا في إكرام الضيوف الذين حضروا لحفل تكريمه بتواضع جم وأنا متأكدة إذا كان غيره مكرماً لجلس على الكرسي الوثير ولا يتحرك أبداً إلا ليتكلم أو ليقف أمام الجميع لحظة التكريم، لكن الرجل كان يتحرك بسجية لفتت أنظار الجميع، وهذا والله تواضع العلماء والحق نقول إن مثل هذه الصفات لا تتوفر إلا في شيوخ العرب وقادة المجتمع وأولاد القبائل. سادتي نحن كنقابة للعاملين بآخر لحظة كنا نفكر في تكريم هذا الرجل ومعه آخرين نذكر أسماءهم فيما بعد حتى لا نفسد المنافسة، لكننا حزنا عندما وجدنا أن غيرنا قد سبقنا في تكريم الرجل، فقد كرمه الاتحاد العربي للصحافة الرياضية بوسام الصحافة الرياضية والعربية، فعجلنا بتكريم الرجل بهذه المناسبة.. ولعمري كنت أود أن يكون الحفل أكبر وأضخم من ذلك،وأن نقيم له تظاهرة رياضية في السودان.. وإذا كان في العمر بقية ستقوم بذلك إن شاء الله. بالمناسبة لقد كنت دائماً ما أذهب لهساي واسأله عن نتيجة المباريات التي تقلقني نتائجها خاصة لقاءات المريخ والهلال، ورغم علمي بهلاليته كان يرد عليّ بموضوعية تنم عن فهم الرجل للرياضة جيداً، وغالباً ما يحدث ما يتوقعه فهو رجل قومي وصحافي مهني لم نقرأ له عموداً مهاتراً ولم يتعدَ حدود المهنة مما أكسبه احترام الجميع. هساي أنت تستحق أكثر من ذلك.. وأنت أهل للتكريم.. وأنت أكبر من هذه المساحة.. ونحن لن نقول: شفنا حبيب بنريدو غير علة أهلاً بيهو الهلال هلّ لأنه لم يغب يوماً، بل ظل ساطعاً ونقول: يا نجم السعد.. شرفت البلد