رداً على ما كنا كتبنا من قبل وردتنا هذا الرسالة من الاستاذ عماد الطيب. لما كانت ثورة التعليم العالي في مطلع تسعينات القرن الماضي التي انتظمت كافة ولايات السودان أنشئت جامعة الإمام المهدي بولاية النيل الابيض في العام 1995م، وهي إحدى الجامعات التي نشأت عملاقة كاسم الثورة التي شكلت تاريخ السودان الحديث وسميت عليها تلك الجامعة. فهي تعتبر نتاج لرؤية مستقبلية وليست نتاج للمصادفة، وهذا يتجلى في ثبوت خطواتها فهي الآن في عامها السادس عشر وقد شهدت طيلة هذه الفترة نقلات نوعية في المجالين الأكاديمي والإداري. وجامعة الإمام المهدي ذلك الصرح العلمي الكبير عملت خلال مسيرتها على تأهيل الطلاب في العلوم الانسانية والتطبيقية تاهيلا متوازنا وتدريبهم على الاستفاده من مصادر المعرفة في سوق العمل والعناية بالبحث العلمي والدراسات العليا بالإضافة إلى الإسهام في تنمية المجتمع وتطويره، وبصفه خاصه مجتمع ولاية النيل الابيض من خلال التعليم المستمر. ü كما درجت الجامعه على التكريم و منح دكتوراة فخرية من باب الوفاء والاعتراف للمكرم بما قدمه من أجل الوطن، وجامعة الإمام المهدي كغيرها من الجامعات كان لها باع في انتهاج ذات العرف وبادلت زمرة من أبناء الوطن الوفاء بوفاء ومنحتهم دكتوراة فخرية، ومن بين هؤلاء نائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه والفريق ركن بكري حسن صالح والفنان حمد الريح ورمز العمل الانساني والطوعي وابن مدينة كوستي التي تتخذها الجامعة مركزاً لها القنصل الفخري لجمهورية سلوفاكيا نصر الدين شلقامي. ü ومن ثمرات جامعة الإمام المهدي علي ولاية النيل الأبيض إنها ساعدت على تقليل الهجرة من الولاية إلى العاصمة في طلب الالتحاق بالجامعات ليس هذا فحسب، بل أصبحت مقصداً للطلاب من ولايات أخرى مما أحدث تغيراً خدمياً على مدن الولاية كخدمات أساسية، وهذا بالتاكيد صحبه اهتمام في تحقيق التنمية المتوازنه إلى جانب تنوع الأنشطة الاقتصادية بالولاية التي أحدثت سوقاً تجارياً على كافة النواحي الاقتصادية وإيجاد فرص عمل لعدد كبير من المواطنين مما ساعد في تحسين الدخل، والخروج من حالة الركود الذي كانت تشهده الأسواق بالولايه. ومن جانب آخر فقد كان للجامعة بعد اجتماعي على الولاية فقد رفدت ثقافات مناطق أخرى وانصهرت وتمازجت تلك الثقافات مع ثقافة الولاية التي تتمتع بتاريخ عريض لعبت الثورة المهدية دوراً كبيراً في تشكيله، كل ذلك أحدث نقلة نوعية لمدن الولاية. ü وبرغم كل ذلك التاريخ الزاخر للجامعه إلا أنها كغيرها من الجامعات فقد مرت بعدد من المحن والأزمات ولكنها خرجت منها أكثر صموداً، بدأت بمشاكل الطلاب- تعليق الدراسة «كلية الهندسة» وقد عاني الطلاب بهذه الكلية من تعسف قرارات إدارة الكلية ولخص الطلاب مشاكلهم في تلك الفترة في عدم تهيئة البيئة الجامعية بكافة نواحيها من قاعات ومعامل وغيرها إلى جانب مشكلة الأساتذة الزائرين وتم رفعها لوزارة التعليم العالي. ومن أصعب المحن التي مرت بها جامعة الامام المهدي وهزت الأوساط العلمية ومواطني النيل الابيض بصفة خاصة والسودان بصورة عامة، حين تعرض مديرها البروفيسور عبدالرحيم عثمان محمد لحادث مؤسف بصورة لا إنسانية و قام الجاني بصب كمية من حامض الكبريتيك المركز علي وجهه كنوع من السلاح في ارتكاب جريمته. ü في كل محنة تمر بها جامعة الامام المهدي تخرج أكثر صموداً، ولكن ما تحتاجه جامعة الامام المهدي حسم القضايا العالقة المتعلقه بالطلاب والادارة والتي ذكرتها من قبل في ذات الزاوية عمار الطيب