تحاول أيها الرجل المهزوم الاتكاء على كتف الضحى مثل ريح منطفئة ، تمسك بعصب الأسئلة الهاربة ، أسئلة تضج في دماغك القتيل كأصوات الملاعق على طبق البورسلين ، والبنسلين يا تمرجي نادوا الحكيم يا تمرجي ، ههههه .... ما أتعسك أيها الرجل ، اليوم لا منجى لك ولا مناجاة سوى وقع أقدام الليل على اعتابك المرهقة ، جربت طعم الحزن المنتشي ونكهة الفرح والآن تحاول الخروج من شرنقة الصمت كصباح يتثاءب في ذروة الصيف ،بالأمس حينما وجدت نفسك محاصرا بالارهاق والصمت والغياب والأغاني الماحقة لم تجد غير صاحبتك المتربعة على سدة القلب ، إمرأة نقية كصلاة الفقير ، سيدة تساوي مائة رجل ورجل ، وقفت تداوي حزنك الفارط وكتبت على كراسة أيامك ملحمة بيضاء كأفق يتباهي في تضاريسه قمر شارد في هزيع الليل ، إمرأة فرطت عقد أيامك الماضية وصاغت حياتك بلمسة فنان يسيل عسل اللون من ريشته ، تعلمت منها معنى الحياة المرفهة وارتياد الحلم المتسربل بالمدى وشكلتك رجلا انيقا حد الإفراط ، تود أن تفتح شرفة قلبك طاقة من العطر لهذه الايقونة ولا عطر يماثل العطر ، تتذكر في متاهة عمرك الراكضة كمهر في مجاهيل الصحراء الكبرى كيف أنها بددت خوفك من المجهول وفتحت المرأة الساحرة قلبها نهرا من الحب والسخاء ولم يجد الرجل التعيس غير أن يرفع عقيرته وفاء لها رغم أن صوته أعزكم الله على شاكلة انكر الأصوت لصوت الحمير . يا صاحبه غنيلي أحكيلي قوليلي يا روح مواويلي أنا رغم آلامي واقف على حيلي راح الوفا ولي الناس بقت مالناس والخيرين قلة كلما تشعر أن هناك خصومة بينك والزمن تلجأ اليها ، فتعطر أحزانك ببلسم الروح وتغنيك عن التواصل مع الآخر ، صحيح أن الخيرين قلة في هذا الزمن الرمادي ، الانسان في زمن اللهاث اليومي المحموم ما عاد يلتفت الى آلآم الآخر، فحينما يغرق بني آدم في أسفلت الزحام ينسى أن هناك آخرين ينامون على قارعة الحزن ، في هذا الصباح تشعر إنك ضيعت ملامح وجهك القديم ، انستك الأيقونة الغربة ومجاهيل الوقت الضائع ، وتعب طاحونة العمل اليومي وشد الاعصاب في مهنة المتاعب ، الآن تحاول الكتابة عن تاريخك الممهورة بلمسات التعب ، تفر الحروف من فضاءات أيامك ويسخر ( الكي بورد ) من حزنك ويتركك على تلة النهار وحيدا كمن يقبض على جمر الزمن ، تتذكر في قمة أحزنك الفالتة مقطعا من أغنية عصفت بالوجدان الجمعي ولا زالت طازجة مثل قمر يرسم بهاؤه في بساتين الحضور ، تترنم بمقطع منها ، لكن تجد ان البوح الذي صاغه شاعر ( تعيس ) لا يمكن أن يكون عربونا ، لهذه المهرة الأصيلة أقصد المرأة الباهرة التي تساوي مائة رجل .