رغم ظهور التسول منذ القدم ومع التاريخ، إلا أنه في الآونة الأخيرة ظهر بصورة مزعجة في وسط المجتمع، ومن كل الأعمار (أطفال وشباب ونساء وشيوخ) ومن جميع السحنات، أحدهم أمتهن التسول وآخر محتال، وآخر فعلاً محتاج إلى يد العون، ونحن التبس علينا الأمر وأصبحنا لا نعرف المحتاج فعلاً للمساعدة من المحتال، وأقول ليس كل المتسولين معدمين، وهؤلاء قال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم (إنه من سأل وعنده ما يغنيه فإنما يستكثر من نار جنهم فقالوا وما يغنيه قال ما يغديه أو يعشيه). ومن أسباب كثرة التسول.. الفقر، والبطالة، وقلة الحيلة، وعدم التكافل والتراحم الاجتماعي، وضعف الوازع الديني، وتدهور الحالة الاقتصادية في الدولة. ولكن لابد من وجود علاج لظاهرة التسول، وذلك بإيجاد فرص عمل والتشجيع على العمل كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم حين أتاه رجل من الأنصار وهو جالس بالمسجد يسأله، فوجده النبي سليماً معافى لا يشكو أية علة فقال له (أما في بيتك شئ؟ قال له بلى.. حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه وقعب نشرب فيه الماء.. قال الرسول آتني بهما.. فأتاه الرجل بهما، فكان النبي وحوله بعض أصحابه فنادى النبي عليهما من يشتري هذين؟ قال الرجل أنا اشتريهما بدينار؟ وقال آخر أنا اشتريهما بدينارين، فباعهما النبي بدينارين وأعطاهما للسائل قائلاً: خذ هذين الدينارين أشتر بأحدهما طعاماً آتيه لأهلك، وبالآخر قدوماً آتني به، وأتى السائل بالقدوم للنبي فركب له عوداً وقال أذهب واحتطب.. أطاع السائل رسولنا الكريم واحتطب فحصل على عشر دراهم واشترى ببعضها ثوباً وبالآخر طعاماً.. فقال له رسول الله هذا خير لك من أن تسأل فيعطيك هذا ويمنعك هذا، وتجئ المسألة نقطة سوداء في وجهك يوم القيامة.