هي موضة جديدة وعندما نقول موضة لأنها كذلك ولأن وصف الموضة أنسب وأقرب من وصف الظاهرة.. نعم هي موضة «المكياج الفائت الحد» عند بعض مذيعاتنا ومقدمات البرامج في بعض قنواتنا الفضائية.. فالمتابع للصورة يلحظ - ودون اجتهاد - أن الواضح هو ظهور المذيعة في كل يوم بشكل مختلف ولون عيون ورموش مختلفة.. لا تستغربوا فهناك ما يسمى بالعدسات الملونة والرموش الاصطناعية.. أما لون بشرة الوجه فهو في كل إطلالة يزداد بياضاً.. والمضحك والذي يدعو للسخرية هو لون اليدين الأسمر مع لون الوجه الأبيض.. ومسكينات هن مذيعات اليوم ممن يجرين وراء الموضة، ولا يفقهن في العمل التلفزيوني إلاّ أنواع الكريمات و«البودكير» و«المنكير».. فالعمل التلفزيوني قبل أن يكون موهبة لا تكتسب بالتجميل هو فن وثقافة وعلم وقبول من الله سبحانه وتعالى.. حقيقة نحن نشفق لحال بعض أخواتنا وتزداد شفقتنا لغياب الوعي الإداري والتربوي عن بعض الإداريين، الذين من المفترض أن يكون دورهم تجاه هؤلاء المسكينات توعوياً وإرشادياً ومن بعد ذلك إدارياً.. عليهم أن يعلموهن طاعة المولى عز وجل في الالتزام بالاحتشام وبالحجاب وعدم التبرج.. فالتبرج هو إظهار المرأة لزينتها وليس كما هو مفهوم لدى البعض على أنه تعري فقط.. فظهور «سبيبة» من شعر المذيعة هو تبرج وإظهار للزينة التي لا تنبغي إلا للزوج.. ما نشاهده الآن - والعياذ بالله - هو تبرج واضح.. وهو مخالفة لأوامر الدين الحنيف.. فالحرام حرام ولو كثر فاعلوه.. ولو كان شيئاً طبيعياً مرئياً أو غير مرئي.. هي ليست خطبة ولكنها نصيحة نوجهها لأخواتنا المذيعات ولأولياء أمورهن في البيوت وفي العمل.. فالنجاح والنجومية لا تصنعها الألوان الصارخة في «ظلال العيون» و«ماسكرة الرموش» وبدرة الوجه ولا خصل الشعر «التائهة». النجاح والنجومية تصنعهما موهبة الله سبحانه وتعالى والثقافة والجد والاجتهاد والبساطة والتلقائية.. ولعل في تلفزيوننا القومي المثال الواضح رغم أنه لا يخلو من «الموضة».. فيا أخواتي المذيعات.. ذوات ألوان الوجوه البيضاء وألوان اليدين السمراء.. اتقين الله في أنفسكن قبل المشاهدين.. لماذا ترتضين أن تصبحن أضحوكة ومدعاة للسخرية بقوس قزح الذي تظهرن به.. ولماذا تغيرن من خلقة الله وصنعته و «من أحسن من الله صنعة».. ويا إخواني المسؤولين عن هذه القنوات.. منذ متى كان المظهر يصنع نجاحاً للقنوات على حساب الجوهر.. ولماذا تساعدون في معاصي مذيعاتكم.. لماذا تساعدونهن على التبرج وواجبكم يحتم عليكم غير ذلك.. «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته».. أنتم الكبار فلماذا يتلاعب بكم الصغار وترضخون لرغباتهم.. نعلم أن فيكم من يرفض هذه «المسخرة» التي ربما فاتت عليه لمشغولياته الكثيرة.. وذلك ليس عيباً ولكن العيب أن يسكت عليها ويشجعها بعد أن علم بها من الذكرى التي تنفع المؤمنين. اتقوا الله يا هؤلاء فدوام الحال من المحال والكراسي «دوارة».. كلكم ذاهبون من هذه المواقع ولكن لا تبقى إلا الأعمال.. فاعملوا خيراً.. يرحمنا الله ويرحمكم ويرحم هؤلاء «المسكينات» من «طيور الزينة» وزهور البلاستيك التي بلا نكهة ولا عبير.