ازدادت اهتمامات الوسط الطبي والمهتمين بالصحة بأساليب الطب الشعبي والعودة إلى الطبيعة لمعالجة الكثير من الأمراض. وكان أجدادنا قد تعاملوا على مدى عصور كثيرة مع النباتات كمصدر طبيعي للعلاج لخلوها من التأثيرات الجانبية على جسم الإنسان. عندنا هنا في السودان كذلك انتشرت ظاهرة التداوي بالأعشاب والنباتات العطرية وتم تكوين اتحاد للعشابين، وتطور الأمر إلى وجود مساعي حثيثة لإنشاء كلية أو جامعة متخصصة في هذا المجال.. «آخر لحظة» التقت بالبروفيسور حاتم محمد الحسن حدربي خبير الاعشاب الطبية والعطرية والمتخصص في شركة حدربي العالمية بمومباي بالهند، والذي عاد إلى السودان مؤخراً لبحث الكلية المتخصصة في هذا المجال. * حدثنا دكتور عن صناعة الأدوية العشبية في العالم؟ - انتقلنا إلى مرحلة صناعية جديدة في صناعة الأعشاب الطبية والعطرية وذلك من الأعشاب والحيوانات والطيور والأحجار الكريمة وشبه الكريمة، خاصة في الصناعات التحويلية التي يحتاج إليها السودان من مواد غذائية ومواد تجميل، بالإضافة إلى أن الأعشاب تدخل صناعات كثيرة غير الأدوية. * بروفيسور حاتم ما هو رأيك في انتشار محلات العطارة بالسودان؟ - أؤكد لك أن أي شيء لم يخضع للتحاليل ولم يأتِ عبر قنوات علمية قد يكون ضاراً بصحة الإنسان، ولذلك فإن الخبرة والدراسة تساعدان كثيراً في تعليم العشابين وتأهليهم، فخطورة الأعشاب يمكن أن تحمل مواد سامة مثل الجراثيم والبكتريا، ولكن مهما كانت خطورة السم فإن المختبر يستطيع أن يستخلص منها دواء فعالاً، فكل العرب والعالم يعتبرون أن السودانين هم أصل العلاج بالأعشاب ولديهم خبرة كبيرة، كما لديهم عقيدة راسخة بأن السودان منبع التداوي بالأعشاب ونحن نسعى من خلال الكلية أو الجامعة التي سننشئها أن يصبح السودان بوابة العالم في هذا المجال. ولذلك نطلب دعم الدولة خاصة وأننا توصلنا إلى أن هناك بعض الأعشاب تقي الجسم من الإشعاعات النووية والأمراض المزمنة. * ما هي المنتجات الطبيعية التي ينتجها المصنع المزمع إنشاؤه؟ - ستكون المنتجات التي ينتجها طبيعية 100% حتى الأسمدة والمبيدات الحشرية، وقد تم حصر 360 عشبة سودانية من الأعشاب المنقذة للحياة يتم تصديرها لشركات الأدوية العالمية. ونحن لدينا فكرة بزراعة النباتات الطبية والعطرية التي لا توجد بالسودان حتى يتم تصديرها للخارج مثل العليون والكراس والكرفس، والفواكه النادرة التي لا توجد بالسودان مثل التين والمشمش والخوخ بالإضافة إلى أشجار أخرى لهما منتجات هامة مثل المكسرات، وقد أبدت دولتا سوريا والأردن رغبتهما في التعامل مع السودان في زراعة تلك النباتات والفواكه بطرق علمية سليمة ومعالجة حالات الزراعة بالمناخات المختلفة.