خاتمة الكلمة ... ومعناها غرق في البحر مركبان من مراكب المسلمين ، فكتب الوالي إلى السلطان يخبره بذلك فكتب : بسم الله الرحمن الرحيم ، أي أستفتح بالبسملة ، اعلم أيها الأمير : أن شلنديتين أي مركبين قد صفقا من جانب البحر أي غرقا ، وهلك من فيهما أي تلفوا ، فكتب السلطان إلى الوالي : ورد كتابك أي وصل وفهمناه أي قرأناه ...أدب كاتبك أي اصفعه واستبدل به أي اعزله فإنه مائق أي أحمق والسلام أي انتهى الكتاب. بعد الختام خمس لا يعلمهن إلا الله رأى المنصور في منامه ملك الموت ، فسأله : كم بقى لي من العمر؟ فأشار إليه بأصابعه الخمس ، فانتبه مذعورا ، ثم سأل عن تأويل رؤياه ؟ فقيل له: خمسة أعوام ، وقيل : خمسة شهور ، وقيل خمسة أيام ، وأخيرا سأل المنصور احد العلماء عن منامه هذا فقال العالم : المشار إليه خمسة أمور انفرد الله بعلمها وهي:(إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خبِيرٌ). لقمان 33 قصة الختام يحكى أن رجلاً أتى إلى أحدى المدن و قد التف الناس من حوله وصار في المدينة هرج ومرج كثير وكل يوم والناس حول هذا الشخص بازدياد ...تقدم رجل من أهل الحصافة والعقل والفطنة وسأل عن سبب هذا الزحام الشديد حول هذا الرجل الغريب فأخبروه ان هذا الرجل يحمل توكيلا من الله وهو يقوم الآن ببيع قطع من اراضي الجنة ويمنح بذلك سندات ومن مات ومعه هذا السند دخل الجنة وسكن الارض التي اشتراها هناك . احتار الرجل في كيفية اقناع هذا الكم الهائل من الناس بعدم صدق هذا الرجل وان من اشترى منه قد وقع في تضليله وتدليسه إلا أنه وجد من يزجره ويمنعه من المحاولة في هذا الاتجاه لإن بساطة الناس وقلة وعيهم دفعتهم الى التصديق المطلق بهذا الدجال. وفي النهاية اهتدى الرجل الحصيف الى حل عبقري حيث تقدم الى الرجل الذي يبيع قطعا في الجنة فقال له كم سعر القطعة في الجنة ؟ فاخبره ان القطعة ب 100 دينار فقال له وإذا أردت أن أشتري منك قطعة في ( جهنم ) بكم ؟ أتبيعها لي ؟؟ فاستغرب الرجل ثم قال خذها بدون مقابل فقال الرجل الحصيف كلا لاأريدها إلا بثمن أدفعه لك وتعطيني سندا بذلك فقال له سأعطيك ربع جهنم ب 100 دينار سعر قطعة واحدة في الجنة. فقال له الرجل الحصيف : فأن اردت شراءها كلها؟ فقال الدجال عليك ان تعطيني 400 دينار وفي الحال قام الرجل الحصيف بدفع ال 400 دينار إلى الدجال وطلب منه تحرير سند بذلك وأشهد عدداً كبيراً من الناس على السند وبعد اكتمال السند قام الرجل الحصيف بالصراخ بأعلى صوته: أيها الناس لقد اشتريت جهنم كلها ولن اسمح لاي شخص منكم بالدخول إليها لإنها صارت ملكي بموجب هذا السند أما انتم فلم يتبقى لكم إلا الجنة وليس لكم من مسكن غيرها سواء اشتريتم قطعا أم لم تشتروا عند ذاك تفرق الناس من حول هذا الدجال لأنهم ضمنوا عدم الدخول إلى النار بسند الرجل الحصيف ، وأدرك الدجال بأنه أغبى من هؤلاء الذين صدقوا به. قصصت هذه الرواية على رجل كبير السن فقال لي : وهل تعجب من أمر هؤلاء الناس؟ فقلت نعم أيوجد أناس بهذا المستوى من التفكير ؟ فاجابني الرجل نعم أغلبنا بمثل مستوى تفكيرهم رغم انهم أفضل نية منا... فقلت له كيف أيها الرجل ؟؟ فقال: من يتعاطى الخمر هل يجدها ملقاة على الطريق ام يذهب لشرائها بماله الخاص ؟ فقلت: بل يشتريها بماله الخاص قال: ومن يقصد بيوت الهوى ، ومن يلعب القمار ، ومن يتناول السجائر والمخدرات و....ومن يسيء استخدام تكنولوجيا العصر في ما حرم الله وغيرها كلها أموال ندفعها من جيوبنا لنشتري لأنفسنا بها قطعاً في جهنم ،،، أليس كذلك ؟ بينما نترك الصلاة والصيام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقنوت والدعاء وغير ذلك الكثير ... إلخ رغم توفره بدون أن ندفع من جيوبنا شيئاًولانقبل ان نشتري جنة الله حتى ولو بدون أن ندفع أو نخسر شيئا... فمن الاصلح هؤلاء ام هؤلاء ؟ فأطرقت نظري الى الارض وأنا اسأل الله أن يجعلني ممن يسعون إلى نيل رضا الباري عز وجل بالافعال والاقوال وما رزقني من المال فهلموا الى الشراء ، هلموا إلى الشراء .