الأخ المهندس عبد الله حسن.. صدقت القول و«عفارم» عليك.. وربنا «يكتر» من أمثالك للوطن والمنطقة.. خارج الإطار.. في النصف الأخير من خمسينيات القرن الماضي الذي مضى بعد أن ترك بصماته في سحناتنا وحراكنا وسكوننا.. كنا وقتها في القولد صبية مسؤولة «وتلتل».. شايلة الشيلة والهم.. في ذاك الزمان كانت وتيرة الحياة متطابقة ومتشابهة في كل المساحة الممتدة على ضفة النيل، من «أوربي شمالاً وحتى رومي البكري جنوباً».. كنا نشارك آباءنا هموم «الترابلة» بالاستيقاظ قبل الفجر للنزول إلى «التحتانية» لحليب البقر، والعودة للذهاب لمدرسة القولد الأميرية الوسطى، ثم العودة منها بعد الدراسة إلى النزول إلى «التحتانية» كل منا يحمل قدح الغداء و«تيرموسية» الشاي، لإطعام الآباء المشغولين بحفر «البوقة» وجر «الواسوق»، وكانت المهمة المصاحبة في هذه الفترة من النهار هي «سقاية» البقر وإطعامها بعد نظافة «المراح»، والعودة بعد ذلك إلى المنزل للذهاب إلى المدرسة وبرنامج الدراسة المسائية، والعودة إلى المنزل للنزول في «جنح الظلام» إلى «التحتانية» مرة ثالثة لحليب البقر.. هكذا كانت الحياة مبرمجة حتى غرست فينا كل معاني وآداب وثقافة «الانضباط» الذاتي دون رقيب أو حسيب.. هكذا تعلمنا حب الأرض التي تعني لنا الحياة بكل معانيها.. üالأرض المباركة والبديل الوهم.. في ذاك الزمان كان الحصاد وفيراً مباركاً من القمح والفول و«المريق» والمكادة والخضروات و«المقاد» من بطيخ وعجور و«قاعون» وغير ذلك من الخيرات.. كانت هذه الأرض في مساحة محدودة على شاطئ النيل من «الجروف» وحتى دورة النخيل.. هذه المساحة أزالها «الهدام» الآن بالكامل من الوجود وبدأت منذئذ رحلة البحث عن البدائل، حيث انتهت هذه الرحلة في ما عرف ب«مشروع غرب القولد» الممتد من أوربي شمالاً إلى رومي البكري جنوباً بمساحة 200 ألف فدان، مصنفة ضمن أكثر الأراضي خصوبة بعد جروف النيل.. وهي مساحة تسبح في أكبر مخزون مائي جوفي في العالم «الحوض النوبي»، يهيم فوقها البؤساء يحلمون ويحملون على ظهورهم حزم البؤس والفاقة ينبشون في «رزم» الوعود الزائفة. ين نحن من هؤلاء وأولئك: ليس تنكراً او استثناءً من الكل.. لكنه الحرص على الجزئية المهملة والمهمشة على نطاق «دائرة دنقلا الجنوبية»، وتحديداً في الرقعة الممتدة عبر «أوربي- سالي-الخندق-الفحلاب-شبتوت بحري وقبلي- دمبو-سلقي-شبعانة-القولد بحري وقبلي».. هذا القطاع لم يحظ حتى اليوم ومنذ تاريخ «الحكم الإنجليزي-التركي-المصري» على مثقال ذرة من الاهتمام التنموي في القطاع الزراعي.. بهذا نطالب «دون استجداء» أولي الأمر ممن سيتولون مسؤولية العباد في المنطقة، بأن يولوا كل اهتمامهم صوب القطاع الزراعي توازياً مع قطاعي الصحة والتعليم.. أما دون ذلك «وغير ذلك» فلهم بكامل رضانا وطوعنا واختيارنا.. الأخ المهندس عبد الله حسن.. أولاً: أتفق معك في كل سردك وبيانك «المرتب» منذ مبادرة أهلنا في «شبتوت» بمساحة 612 فداناً، وحتى إجازة مشروع تجمع غرب القولد في مساحة 200 ألف فدان، ثم رحلة العذاب مقابل الوعود والوهم.. ثانياً: أرجو أن تسمح لي أن أدعو عبركم وأهيب بكل الحادبين من رؤساء الروابط لمناطق دائرة دنقلا الجنوبية في الخرطوم، إلى الاتفاق والتضامن لمؤازرة كل من يريد خيراً معمماً لكل الدائرة، وليس حصرياً على سواها في مجالات الزراعة والتعليم والصحة. ثالثاً: لتكن «أصواتنا» وأصوات أهالينا في كل الدائرة لنصرة «الوطن» عبر من يريد خيراً «للوطن».. وعشت يا وطني.. علي محمود علي هوشة من المحرر.. ليس مهما من سيكون نائب دائرة دنقلا الجنوبية القادم، ولكن ما يهم أهالي الدائرة والمنطقة من أوربي وحتى القولد بحري وقبلي، أن من يتولى أمر الدائرة أن يكون أميناً وعادلاً ومنصفاً في توزيع فرص الخدمات، من زراعة وتعليم وصحة وبنية تحتية.. حيادياً ليس منحازاً لأي جهة.. وأن يعطي أولوية قصوى لمشروع غرب القولد أمل المنطقة في التنمية الزراعية.. وسؤالنا للنائب الذي يفوز. من يبكي مشروع غرب القولد؟ لكن الإجابة واحدة.. يبكيه أولاً من ينال ثقة الجماهير ثم يبكيه ثانياً جماهير دائرة دنقلا الجنوبية.. ونترك الكرة في ملعب الفائز.