استرعي انتباهي في خضم المزايدات الحزبية المصاحبة للدعاية الانتخابية للمرشحين، خبر رياضي صغير قد يمر عليه القراء مروراً عابراً، دون أن يتمعنوه ويتأملوا ما ينطوي عليه من قيم رفيعة وودت أن يكون الناشطون في الدعاية الانتخابية للأحزاب بلا استثناء، قد وقفوا عليه، و تمعنوا فيما ينطوي عليه من ( روح رياضية ) وشفافية ونزاهة في أدب الحوار والخلاف، ومن ثم استلهموا دلالاته في دعايتهم الانتخابية، ومفاد الخبر أن السيد صلاح إدريس رئيس نادي الهلال، قد عبر عن رغبته في خوض انتخابات الاتحاد القومي لكرة القدم، منافساً للدكتور كمال شداد.. وجوهر الخبر الذي استوقفني، أنه سئل عن رأيه صراحة في منافسه الدكتور كمال شداد، فقرظه وأشاد به، للحد الذي دفع الصحفي الذي حاوره، ليواجهه بسؤال مباغت: هل تنوي الانسحاب من المنافسة؟ فرد بالنفي، مع تأكيد أنه يرشح نفسه لإحراز المزيد من النجاحات التي تحققت في عهد منافسه، ولم يدعي أن منافسه فاشل في الإدارة، ولم يذهب إلى انتقاص قدراته في التخطيط والإشراف والمتابعة، أو يقول إنه يفتقر إلى الإجماع من سدنة الأندية كبيرها وصغيرها وأعتقد جازماً أن مثل هذا التعاطي الشفيف يمكن أن يحقق مردوداً مشهوداً ونجاحات مقدرة في السجال الكروي والسياسي على حد سواء.. أما على الصعيد السياسي فإن مفردات وأسلوب الخطاب الدعائي المباشر وغير المباشر، لا تصب إلا في الاتجاه المضاد لما افترعه السيد صلاح إدريس، ولا تنبئ إلا عن الفجور في الخصومة للحدود غير المقبولة شرعاً وعرفاً ومن نافلة القول تأكيد سقوط كل الألوية الزائفة التي تبدو بغير ألوانها الحقيقية، والفجور في الخصومة إحدى خصال النفاق، المستفادة من الحديث الشريف «إذا خاصم فجر»إن تشويه الحقائق، وتسفيه الآراء، بلا منطق، وتبادل الاتهامات، وكيلها جزافاً من كل طرف للطرف الآخر، مظنة الوقوع في مصيدة الخداع..(يخادعون الله والذين آمنوا، وما يخدعون إلا أنفسهم) لأن مسألة التجريم على إطلاقها قد تسورت بالعديد من الخطوط الحمراء، والضوابط العدلية، والقاعدة القانونية التي أصبحت من البديهيات التي يفقهها حتى العوام تشدد على أن المتهم برئ حتى تثبت إدانته.. وحين يصدر الاتهام عن هوى ومآرب شخصية، غير مبرأة من الغرض، يمكن بكل سهولة ويسر تفنيده ودحضه، ورده إلى مصدره، ليبوء بإثم الافتراء على الآخرين..!