شنّت ثمانية أحزاب جنوبية هجوماً عنيفاً على الحركة الشعبية والقوى السياسية المعارضة الشمالية واتّهمتهم بالتآمر لإفشال اتّفاقية السلام عبر السعي لعرقلة العملية الانتخابية واتّفقت على تغيير نظام الحكم في الجنوب عبر الانتخابات القادمة. وعبّر رئيس الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي د.لام أكول لدى مخاطبته أمس الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحوار الجنوبي الجنوبي الذي عقد بقاعة الصداقة في غياب الحركة الشعبية، عبّر عن خيبة أمله لضعف دور الإيقاد تجاه ما يحدث في الجنوب من عدم تطبيق للاتفاقية بالشكل السليم، وقال «للأسف لا نرى الإيقاد وهي غير موجودة» فيما يحدث هناك وأضاف «إن الاتفاقية تُداس بالأقدام في الجنوب دون أن نرى أي عذاب ضمير للإيقاد». وأكد أكول أن الاتفاقية جاءت لتقديم الخدمات للمواطن وإحداث التحول الديمقراطي وخلق شعور مشترك بين الجنوبيين سواء بالوحدة أو الانفصال إلا أننا نجدهم قلقين من التردي الأمني وعدم الاستقرار خاصة في واراب وجونقلي وأعالي النيل. وتساءل لام عن مصير (8) مليارات دولار من عائدات النفط إلى أين ذهبت، وأشار إلى أن الجنوب يعيش حالة من الفساد بصورة غير مسبوقة لافتاً النظر إلى أن الحركة أثبتت أنها لن تسمح لأي حزب بممارسة نشاطه السياسي في الجنوب واستغرب لام تحجج قادة الحركة الشعبية بأنهم بدأوا من الصفر مشيراً إلى أن أبيل ألير هو الشخص الوحيد الذي بدأ من الصفر. ودعا بونا ملوال رئيس المنبر الديمقراطي لجنوب السودان الأحزاب الجنوبية للتحرر من الحركة الشعبية، وقال إن جنوب السودان لا يحتمل جبهة ثالثة واتّهم ملوال الحركة والقوى السياسية المعارضة الشمالية بالتواطؤ لعرقلة الانتخابات مبيناً أن الحركة تخشى قيام الانتخابات لأنها ستؤدي لنهاية سريعة لحكمها في الجنوب وإن فازت بها، مشيراً إلى أنها تسعى لخلق قبيلة حاكمة جديدة تسمى الحركة الشعبية في الجنوب وأكد ملوال أنه في حال عدم قيام الانتخابات في موعدها فلن يكون هنالك تقرير مصير للجنوبيين معتبراً أن الاتّفاقية نصت على أن الحكومة المنتخبة هي المسؤولة عن إجراء الاستفتاء، داعياً الجنوبيين لدعم قيامها في موعدها. وسخر بونا من مطالبة الأحزاب الشمالية المعارضة بالتحول الديمقراطي ورفضها قيام الانتخابات واصفاً دعوتها لذلك بالأمر (السخيف) مناشداً الذين لم ينضموا للمؤتمر المشاركة لتحرير أنفسهم من الحركة الشعبية، وقال إن الحركة لديها أجندة خفية ونحن نواجه هذه الأجندة وزاد إذا كانت مشكلة الحركة السلطة فنحن منحناها السلطة لمدة 6 سنوات، ونعت ملوال مؤتمر جوبا بأنه مؤامرة لإجهاض اتّفاقية السلام الشامل. وفي السياق أكد د.نافع علي نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون السياسية والتنظيمية أن الحوار الجنوبي الجنوبي ضرورة ملحة لتحقيق الاستقرار في الجنوب، مجدداً التزام حزبه التام بإنفاذ اتّفاقية السلام الشامل وحذّر د.نافع من مغبة فتح أي باب للتدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للبلاد الذي قال إنه يسعى لإعادة استعمارها في القرن الحادي والعشرين، داعياً الحركة للاستجابة لما تفرزه مقررات الحوار وقطع نافع بأن أي محاولة لتعويق تطبيق اتّفاقية السلام من قبل الحركة والقفز لخيارات أخرى دون مشاركة أهل جنوب السودان تعتبر خطوة مرفوضة وغير قانونية الأمر الذي اعتبره سيفقد احترام الأسرة الدولية، مؤكداً التزامهم بنقل نتيجة الاستفتاء أياً كانت نتيجته بشرط أن تكون حرة وبمشاركة كافة أبناء الجنوب على أن لا تكون استجابة لرأي أي جهة. وحذّر جيمس إدريس القيادي بحزب العمل من مخاطر انفصال الجنوب دون وضع دراسة لمتطلبات الانفصال، وقال إذا تم الأمر دون ذلك فستحدث عاصفة من الصراعات القبلية بسبب انعدام الأمن. فيما هاجم ديفيد ديشان الحزب المتّحد الحركة الشعبية واتّهمها بالفشل في إدارة المال العام في الجنوب وكشف عن أن عدد النازحين الجنوبيين بلغ 250 ألف نازح في دول الجوار. ومن جانبه قال رئيس حزب الأمة الوطني المهندس عبد الله مسار إن اتفاقية السلام الثنائية عقدت فرص التدخل في معالجة الكثير من القضايا الخلافية من قبل القوى السياسية الشمالية والجنوبية، لحصرها بين الشريكين وطالب مسار الحركة الشعبية بالسماح للأحزاب الجنوبية بالمشاركة في حكم الجنوب.