الحشد النسائى الذى تتدافع لنصرة مرشح الرئاسة السيد عمر البشير والذى نظمته الهيئة القومية لإنتخاب البشير بأرض المعارض ببرى يعد الأكبر فى تاريخ الحشود النسائية فى بلادنا وفى العالم أجمع، وقد كان هائلا ورائعا ومتنوعا حمل كافة سحنات ولغات ولهجات وتوجهات نساء السودان ، وهذا يدلل على ريادة المرأة السودانية وعلو هامتها وسقف طموحاتها ، وأنها الأن الأكثر حراكا من الرجل والأوفر حشدا وبالتالى فإن أثرها فى الحملة الإنتخابية القادمة سيكون قويا .ما حدث أول امس من لوحة نسائية مدهشة لم يأتى من فراغ ولكنه كان ثمرة جهود كبيرة ظلت تلعبها المرأة السودانية على مر العهود والحقب و ذلك بمبادراتها المتواصلة فى شتى الميادين وعطائها الدفاق داخل المحصلة الوطنية، وقد كان إسمها ودورها حاضرا ، منذ ميلاد الحضارة السودانية حين سطرت «أمانى شخيتو» أول ظهور مشرف للمرأة السودانية، كانت الكنداكة بلغة ذلك الزمان والملك بلغة هذا العصر، وقد أنجزت ما عجز عنه الملوك الرجال، قهرت الفراعنة ملوك مصر ودكت حصونهم الجنوبية حتى جاءوها مستسلمين فوقعت معهم صلحا بين كفوءين تبادلا فيه المصالح والأمن والإستقرار والسلام وهى تذكرهم برياح الجنوب التى تهب على مصر وبالنيل الذى يجرى من ديارها نحوهم، وهكذا تناثرت النساء كالنجوم الزواهر فى سماء تاريخنا فكتبن بأحرف من نور فصلا خالدا من العطاء والمبادرة والقيادة يحسب للمرأة فى هذا الكوكب. التحية لنساء السودان وهن يثبتن أن المرأة السودانية قد تقدمت الصفوف وحازت مجدا وسبقا، لم تعد المرأة الحبيسة داخل جدران سجنها القديم، هى الأن حرة وقوية وثائرة، يشاركها الرجل كل شىء بما فى ذلك السياسة، وهى لا تستحق أن يعطعها الرجل أى نسبة من النسب وإنما تستحق أن تأخذها حقوقها حتى وإن تجاوزت تلك النسب، والذى أراه بعد ذلك الحشد أنها ستتجاوز كل التوقعات وستحصد ما عجز عنه الرجل .... أمسكوا الخشب يا رجال السودان فإن النساء قادمات...