حتى للذين حاولوا الصيد في الماء العكر.. نقول لهم إنه ليس بيننا وبين السكرتير الصحفي لرئيس الجمهورية موقف شخصي سابق ولن يكون هناك لاحق، ولا نجرجر أنفسنا أو غيرنا إلى معارك شخصية وانصرافية، ولن نسمح لكائن من كان أن يستخدم خلافاتنا واختلافاتنا في الرؤى والمناهج وطرق التفكير، لن نسمح بأن تكون مدخلاً لجعلنا أو جعل الصحيفة مخلب قط يحارب معارك الآخرين. هذه المقدمة ضرورية إذ اعتقد بعض الناس إن هناك مواقف شخصية سابقة انطلقت منها حملة هجومنا على السكرتير الصحفي المكلف لرئيس الجمهورية، زميلنا الصحفي الأستاذ عماد سيد أحمد، وهذا غير صحيح.. وبعض الناس اعتقد أن سبب هجومنا الأخير عليه بسبب تجاوز رئيس تحرير هذه الصحيفة في السفر وتخطيه، عندما تم اختيار الوفد الصحفي المرافق للسيد الرئيس في رحلة الدوحة.. وهذا الاعتقاد ليس صحيحاً، لكنه ليس خطأ.. نحن نعلم أن هناك ترتيبات تتم لاختيار الصحفيين المرافقين للسيد الرئيس أو نائبه في الرحلات الخارجية، يراعى فيها توزيع الفرص بعدالة، ولا اعتراض لنا على ذلك، لذا يبدو ذلك الرأي القائل بإن تخطي الصحيفة أو رئيس تحريرها في الاختيار هو السبب في هجومنا على السيد عماد سيد أحمد غير صحيح. أما عدم اختيار (آخر لحظة) وصحف أخرى كثيرة، في مقابل صحف أخرى كثيرة- عددها سبع صحف- لتكون شاهدة على اللحظة التاريخية في الدوحة، فإنه الأمر الذي أحزننا وأغضبنا، وفجر براكين الهجوم على السيد السكرتير الصحفي للسيد رئيس الجمهورية، على اعتبار أنه المسؤول عن هذا الاختيار، وقد رأينا في عدم اختيار (آخر لحظة) تخطياً وتجاوزاً لقاعدة ضخمة من القراء.. بل ذهبنا إلى أبعد من ذلك، بأن تكون كل الصحف ممثلة في مثل هذه الأحداث الكبيرة التي لن تتكرر.. لذلك لا يبدو الرأي القائل بأن سبب تجاوز (آخر لحظة) أو رئيس تحريرها في رحلة الرئيس إلى الدوحة، لا يبدو خطأ على إطلاقه. السيد عماد سيد أحمد، السكرتير الصحفي المكلف للسيد الرئيس، لا يوجد ما يمنع التواصل والاتصال معه، فحتى قبيل سفر الوفد بيوم كنت أتحدث إليه عن طريق الهاتف، وأعرفه ويعرفني منذ سنوات عديدة ، وثورة الغضب المشتعلة ضد ما رأينا أنه سوء تقدير لم تنسنا ولا يجب أن تنسينا صفاته ومايتميز به من خلق رفيع، وقد ترافقنا في أكثر من رحلة داخلية أو خارجية، فكان مثالاً لما أشرت إليه .. ولكن كل هذا لا يقف بالقطع حاجزاً لإبداء رأينا حول الطريقة والأسلوب والمنهج، الذي أتبع في الاختيار وما كان يجب أن يُتبع. واسأل الله أن يطفئ نار الغضب بماء الحكمة، ونسأله أن اللهم ألِّف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، وأهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أعمالنا وأعمارنا، وأزواجنا، وذرياتنا، وأوقاتنا، وأموالنا، وأجعلنا مباركين أينما كنا.. اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء وشماتة الأعداء... وأعف عنا وأغفر لنا وأرحمنا يا أرحم الراحمين.